نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ألقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر، كلمة المملكة في قمة المستقبل، التي تنعقد ضمن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها ال79 في مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية. وقال وزير الخارجية السعودي، في بداية كلمته: "لقد حرصت المملكة على المشاركة الفعّالة في مفاوضات صياغة "ميثاق المستقبل"؛ إيمانًا منها بما يمثله من فرصة لتغيير واقعنا نحو الأفضل، وتأكيدًا على أهمية تطوير العمل متعدد الأطراف ليكون أكثر فاعلية وتأثيرًا في معالجة تحديات الحاضر والمستقبل، بما يعزز السلم والأمن ويدعم استدامة التنمية للأجيال القادمة". كما أكد الأمير فيصل بن فرحان، على تطلع المملكة إلى أن يشكل الميثاق نقلة نوعية في العمل المتعدد، والإسهام في إرساء أسس معاصرة لنظام دولي منصف وعادل وسريع التجاوب، ويحفز سرعة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويلبي احتياجات كافة الدول، خصوصًا الدول النامية، ويشجع على ردم الفجوة الرقمية، ويدعم الاقتصادات الناشئة ودورها في تعزيز النظام المالي العالمي. وشدد بن فرحان، على دعم السعودية للدور الحيوي للأمم المتحدة في إرساء القواعد والأعراف الدولية وتعزيز العمل الجماعي، وقال: "من أجل تحقيق طموحنا لمستقبل أفضل، أصبح إصلاح منظومة الأممالمتحدة حاجة ملحة، لتتمكن من الاضطلاع بأدوارها في التصدي للتهديدات التي تخل بالسلم والأمن الدوليين وتعيق مسارات التنمية، فإن حاجة المؤسسات الدولية الملحة إلى إصلاحات جذرية يظهر بوضوح من خلال فشلها في إنهاء الكارثة الإنسانية في فلسطين، وعجزها عن محاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلية على تجاوزاتها. وتابع وزير الخارجية السعودي، أن استمرار الإخفاقات الدولية في إحلال السلام حول العالم، وتحديدًا حل الصراع في الشرق الأوسط، سيضع "ميثاق المستقبل" على المحك، فالأمن والاستقرار هو الأساس المتين لأي تعاون لتحقيق التنمية". فيما يخص التغير المناخي، نوه وزير الخارجية السعودي، إلى أن المملكة متمسكة بأهمية التعامل مع تحدياته دون إغفال أو تغافل عن تفاوت الظروف والإمكانات الوطنية والإقليمية، وقال الأمير فيصل: "تحولات الطاقة يجب أن تعتمد على ثلاث قواعد أساسية: أمن الطاقة، والازدهار الاقتصادي، ومعالجة آثار التغير المناخي، دون إخلال أحدها بالآخر. وتماشيًا مع اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاق باريس، تواصل المملكة جهودها في هذا الإطار، وتتطلع لاستضافة الدورة ال16 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر نهاية هذا العام، والذي يصادف الذكرى ال30 للاتفاقية". واختتم وزير الخارجية السعودي، كلمة المملكة بعزمها على مواصلة جهودها لتحقيق الأهداف المنشودة في الميثاق، بما يتوافق مع رؤيتها التنموية الطموحة 2030، ونهجها الساعي لتعزيز أوجه التعاون والعمل الجماعي دوليًا.