جلال عارف يكتب: بين ‬التواطؤ ‬والقلق... ‬أمريكا ‬والعدوان ‬الإسرائيلي!!‬

في الصميم

التصعيد ‬الخطير ‬هو ‬سيد ‬الموقف ‬على ‬الجبهة ‬اللبنانية ‬الإسرائيلية.
التخاذل ‬الدولى ‬فى ‬ردع ‬إسرائيل ‬وهى ‬ترتكب ‬‮ «‬جرائم ‬حرب»‬ ‬بتفجير ‬أجهزة ‬‮ «‬البيجر‮» ‬ ‬واللاسلكى ‬لتصيب ‬آلاف ‬المدنيين ‬بجانب ‬المقاتلين ‬من ‬حزب ‬الله ‬يعطى ‬الضوء ‬الأخضر ‬لكى ‬تواصل ‬إسرائيل ‬تصعيدها ‬نحو ‬حرب ‬شاملة ‬لن ‬ينجو ‬من ‬آثارها ‬الوخيمة ‬أى ‬طرف، ‬ولا ‬يسعى ‬لها ‬إلا ‬مجرم ‬الحرب ‬نتنياهو!!‬
رد ‬حزب ‬الله ‬حتى ‬بعد ‬استهداف ‬قياداته ‬العسكرية ‬التزم ‬بالتركيز ‬على ‬الأهداف ‬العسكرية ‬فقط، ‬ومع ‬ذلك ‬استمر ‬التصعيد ‬من ‬جانب ‬إسرائيل، ‬حتى ‬اضطر ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬بايدن ‬أخيراً ‬لإبداء ‬‮«‬القلق ‬الشديد!!‬‮»‬ ‬ بعد ‬أن ‬التزمت ‬واشنطون ‬فى ‬البداية ‬بالصمت ‬والادعاء ‬بأنها ‬لم ‬تعرف ‬ولم ‬تشارك ‬فى ‬جرائم ‬اسرائيل، ‬مع ‬ترديد ‬الاسطوانة ‬المشروخة ‬عن ‬حق ‬إسرائيل ‬فى ‬الدفاع ‬عن ‬نفسها.. ‬أو ‬فى ‬الحقيقة ‬عن ‬احتلالها ‬وعنصريتها ‬والإبادة ‬الجماعية ‬التى ‬تمارسها ‬وجرائم ‬الحرب ‬التى ‬لم ‬تتوقف ‬عن ‬ارتكابها!‬
ورغم ‬الفارق ‬الكبير ‬فى ‬القوة ‬العسكرية ‬بين ‬إسرائيل ‬وحزب ‬الله، ‬فإن ‬اللافت ‬أن ‬المتحدث ‬باسم ‬البيت ‬الأبيض ‬‮«‬الأدميرال ‬كيربي‮»‬ ‬يؤكد ‬أن ‬‮«‬التصعيد‮»‬ ‬العسكرى ‬لن ‬يكون ‬فى ‬مصلحة ‬إسرائيل..!!‬
وقد ‬جربت ‬إسرائيل ‬قبل ‬ذلك ‬احتلال ‬جنوب ‬لبنان ‬ثم ‬خرجت ‬هاربة ‬وهى ‬تعرف ‬أن ‬تفوقها ‬الجوى ‬يتيح ‬لها ‬إلحاق ‬دمار ‬كبير ‬بلبنان ‬لكنها ‬تعرف ‬أيضاً ‬أنها ‬فى ‬المقابل - ‬سيلحقها ‬دمار ‬شامل ‬للشمال ‬حيث ‬أهم ‬مراكزها ‬العسكرية ‬والاقتصادية، ‬وهو ‬ما ‬لا ‬تستطيع ‬تحمله ‬على ‬الإطلاق!!‬
في ‬الأيام ‬الأولى ‬للتصعيد ‬الإسرائيلي ‬الذى ‬تقول ‬إسرائيل ‬إنه ‬يستهدف ‬إعارة ‬‮06‬ ‬ألف ‬مستوطن ‬إلى ‬بيوتهم ‬على ‬الحدود ‬مع ‬لبنان، ‬كان ‬مئات ‬الألوف ‬من ‬الإسرائيليين ‬ينامون ‬فى ‬المخابئ ‬تحت ‬الأرض. ‬وكان ‬أضعافهم ‬يستعدون ‬لما ‬هو ‬أسوأ ‬إذا ‬استمر ‬التصعيد ‬ودخلت ‬صواريخ ‬حزب ‬الله ‬الأكثر ‬تقدماً ‬إلى ‬المعركة ‬ومع ‬ذلك ‬فإن ‬‮«‬الهوس ‬بالحرب‮»‬ ‬هو ‬مايقود ‬نتنياهو ‬وحكومته، ‬والبحث ‬عن ‬صورة ‬نصر - ‬ولو ‬كان ‬زائفاً- ‬قبل ‬الذكرى ‬الأولى ‬لأحداث ‬‮7‬ ‬أكتوبر ‬تبدو ‬مهمة ‬أساسية ‬للمهزومين .. ‬خاصة ‬مع ‬قيادة ‬نتيناهو ‬التى ‬احترفت ‬الهروب ‬للأمام ‬وتميزت ‬طوال ‬تاريخها ‬بقدرتها ‬على ‬إشعال ‬الحروب ‬مع ‬عجزها ‬عن ‬تحقيق ‬النصر ‬فى ‬أى ‬منها!!‬
‬وتبقى ‬الحقيقة ‬التى ‬يجب ‬ألا ‬ينساها ‬أحد: ‬لن ‬تتوقف ‬المدافع ‬على ‬كل ‬الجبهات ‬إلا ‬بإنهاء ‬حرب ‬الإبادة ‬فى ‬غزة. ‬ولن ‬تنعم ‬إسرائيل ‬بالأمان ‬إلا ‬إذا ‬قامت ‬دولة ‬فلسطين ‬على ‬كامل ‬حدودها ‬لتكون ‬القدس ‬العربية ‬عاصمتها ‬وعنوان ‬السلام ‬لها .. ‬وللعالم ‬كله.‬