اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    العمل تُعلن عن 225 وظيفة خالية بإحدى الأسواق التجارية بالقاهرة    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الأحد 15 يونيو    إسرائيل تكشف عدد الصواريخ التي اعترضتها خلال الهجوم الإيراني الأخير    كسر في الترقوة.. إمام عاشور يخضع لجراحة اليوم    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    نقابة الموسيقيين تحذر مطربي المهرجانات والشعبي بسبب الراقصات    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 15-6-2025 مع بداية التعاملات    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    حقيقة غضب وسام أبوعلى بعد تسديد تريزيجيه ضربة جزاء الأهلي    تحذير شديد بشأن حالة الطقس وانخفاض الرؤية: «ترقبوا الطرق»    جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقر منظمة أبحاث دفاعية إيرانية    عودة القطاع الخاص تفتح خزائن الائتمان وتقود نمو محافظ الإقراض    إصابات واستهداف منشآت استراتيجية.. الصواريخ الإيرانية تصل حيفا    أنظمة عربية اختارت الوقوف في وجه شعوبها ؟    رقم تاريخي ل زيزو مع الأهلي ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    إعلام إسرائيلي: مصرع 5 وأكثر من 100 مصاب جراء القصف الإيراني على تل أبيب    اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة اللغة الإنجليزية    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    موعد صرف معاشات شهر يوليو 2025 بالزيادة الجديدة    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    حدث منتصف الليل| السيسي يبحث مع أردوغان الأوضاع الإقليمية.. وسبب ظهور أجسام مضيئة بسماء مصر    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 15 يونيو 2025    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    بدأت في القاهرة عام 2020| «سيرة» وانكتبت.. عن شوارع مدن مصر القديمة    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    فرصة للراحة والانفصال.. حظ برج الدلو اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرى منتجة تصل للعالمية.. والأيدى العاملة «كلمة السر»
حواديت بلدنا.. كفاح وعرق ونجاح

فى ربوع مصر، تتجلى قصص النجاح والتحدى فى مختلف المجالات، من الحرف اليدوية التقليدية إلى استغلال الثروات الطبيعية. ففى قرية الشناوية ببنى سويف، ينسج الحرفيون من مختلف الأعمار بأيديهم سيمفونية تُرى بالعين، حيث يحولون الخيوط إلى سجاد وكليم يدوي. وفى محافظة الفيوم، تعمل الشركات على حماية بيئة بحيرة قارون واستخلاص الأملاح المعدنية بطرق طبيعية. وفى دمياط، تشتهر المدينة بصناعة الحلويات الشرقية والغربية، حيث يتزايد الإقبال على شراء المشبك كهدايا للأقارب والأصدقاء. أما فى محافظة الغربية، وخاصة قرية شبشير الحصة فتُعرف القرية باسم «مملكة النحل» حيث تستحوذ على 50 % من إنتاج مصر من العسل، هذه القصص تعكس روح العمل والابتكار فى مصر، حيث تتضافر الجهود للحفاظ على التراث وتطوير الصناعات المحلية، مما يسهم فى تحسين مستوى المعيشة ودعم الاقتصاد الوطني.
الشناوية.. قرية «تتلف فى حرير»! .. مهارة وراثية فى صناعة الكليم والسجاد اليدوى «الهاند ميد»
جيوش من المبدعين والحرفيين من مختلف الأعمار، ينسجون بأيديهم سيمفونية تُرى بالعين أينما وطئت قدماك قرية الشناوية التابعة لمركز ناصر فى محافظة بنى سويف، حيث تُحوِّل أناملهم الخيوط إلى سجاد وكليم يدوى بضمان الشناوية الذين احترفوا صناعته بالوارثة جيلاً بعد جيل، وأصبح جزءا من حياتهم اليومية.. «الأخبار» زارت القرية للتعرف على أسرار تلك المهنة الموروثة ومصدر الرزق الأساسى لسكانها.. يقول أشرف محمد، صاحب ورشة لصناعة السجاد اليدوي: بدأت هذه الصناعة فى قريتنا بافتتاح أول مصنع فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى ستينيات القرن الماضي، بهدف تدريب المتسربين من التعليم، والأميين من الجنسين على صناعة الكليم، والسجاد، وكان التدريب يجرى على يد مدربين على مستوى عال، بمساعدة الجمعية الصناعية وقتئذ، والتى كانت تمدنا بالرسومات، والخامات، والمدربين المتميزين؛ وفى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك وتحديدا فى التسعينيات أغلق المصنع أبوابه، بسبب مروره بأزمة مالية، أتبعها بيعه وتحولت أرضه إلى منازل ومنطقة سكنية.
ويتابع: رغم إغلاق المصنع فإن المهنة توارثتها الأجيال فلا يكاد يخلو منزل من النول الذى يقوم بصناعة السجاد، والجميع يعمل فى تلك الصناعة، ويتوارثونها بكل شغف.
زخارف من الطبيعة
ويشير إلى أن صناعة السجاد اليدوى تعتمد على نول خشبي، وخامات تتنوع ما بين الصوف، والحرير، والقطن، تختلف كميتها حسب حجم ومساحة السجادة، ومهارة الحرفى ليبدأ فى إنتاج السجادة المستوحاة من رسومات وتصميمات هندسية وزخرفية مستوحاة من الطبيعة.
ويضيف: الأول كنا بنشتغل بصوف الغنم، وبعدها استخدمنا خيطا أرفع اسمه تكس، ومع التطور استخدمنا خيط الحرير، ومع ارتفاع سعره أصبح البديل الخيط المحرر، وهو درجة ثانية من الحرير وأرخص على الحرفى والمستهلك، وبالنسبة للرسومات تكون على حسب الطلب، أى حاجة بنعملها.. ويضيف أن صناعة السجاد اليدوى عملية صعبة؛ حيث تستغرق صناعة القطعة الواحدة ما يقرب من 90 يوماً متتالياً من العمل لإنتاج قطعة واحدة، بينما لا تستهلك مثيلتها التى تصنع بالآلات كل هذا الوقت حيث تستغرق صناعتها أربعة أيام على أقصى تقدير؛ أما أسعار السجاد فيجرى تحديدها وفقا لكل نوع، فالحرير يكون الأعلى تكلفة والأغلى ويتراوح السعر بين 18 و20 ألف جنيه، بينما المزيج بين الصوف والحرير أقل تكلفة؛ وتوجد أنواع أخرى سعرها أقل من السجاد من الصوف والسجاد من القطن، ونبيع منتجاتنا للتجار فى خان الخليلي، والمناطق الأثرية نظرا لزيادة الإقبال عليها، وكذلك المعارض والمحلات التجارية الكبرى.
أقدم صانع سجاد
عم محمد، 60 عامًا، أحد أقدم صانعى السجاد اليدوى فى قرية الشناوية، تجده جالسا على كرسى خشبى صغير، وبتجاعيد وجهه التى حفرها الزمن، ويدين ملفوفتين فى حرير، تجد أمامه نولا تقليديا مربوطة فيه خيوط السداء، وعليها رسمة ينظر إليها حتى يقلدها بكل ما فيها من تفاصيل، فخورًا بما صنعته يداه من لوحات فنية غاية فى الروعة والجمال، تتمتع كل قطعة منها بجودة استثنائية بتداخل ألوانها وامتزاج خيوطها.. ورغم مشقة المهنة فإنه يرفض تركها والتخلى عنها.
يقول عم «محمد»: لا أتخيل نفسى فى مهنة غيرها، فهى حرفتى منذ طفولتي؛ ويضيف أنه يحبها ويحافظ عليها حتى وقتنا هذا، معتبرًا إياها مصدر رزقه وسعادته الوحيد.
ويتابع: «السجاد ده فى دمي، اتربيت على صناعته من وأنا عندى خمس سنين، وكنت أقبض 75 قرشا شهريا، وإخواتى الكبار كانوا شغالين فيها، اتعلمتها معاهم ومع الوقت شربت الصنعة وأتقنتها».. ويشير إلى أن المهنة تميز القرية عن باقى القرى المجاورة منذ سنوات طويلة، لكن كثيرا من العمال هجروها بحجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، وضعف الأجر الذى يتقاضونه، وهو ما جعل المهنة تواجه خطر الاندثار.
أسرار المهنة
وتقول ياسمين محمد، عاملة، إنها تقوم بعمل السجادة «سطر بسطر»، موضحة أن التصنيع يبدأ بنصب النول، وتعشيق خيوط السداء، وهى الخيوط التى تلف العقدة عليها وتمثل أساس تكوين السجادة، ثم تعلق صورة تصميم السجادة المطلوب تنفيذها أمامها على النول، وتكون مرسومة على ورقة فى شكل مربعات، كل مربع منها يمثل عقدة فى نسيج السجادة، وبعدها تحدد الألوان من خلال الخيوط وتبدأ فى نسج السجادة، وتنفيذها «سطر ورا سطر» حسب التصميم المطلوب حتى انتهاء السجادة بالكامل، لتنتقل بعدها للورشة، وهناك يجرى قص الطبقات الزائدة من الغزل، ثم يتم نقلها للمغسلة لتظهر فى شكلها الجمالى النهائي، ثم تجفيفها، وتجهيزها، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة البيع فى الداخل أو التصدير إلى الخارج.. وتضيف أن صناعة السجاد اليدوى تتطلب الدقة، والصبر، والبراعة، والتركيز الدائم، فأى خطأ يؤدى إلى إهدار الكثير من الوقت، فقد يتسبب الخطأ الواحد إلى فك العقد وهى أساس عمل وشكل المنتج، فإذا كان عمل العقدة الواحدة التى تبلغ مساحتها سنتيمترا، يستغرق يوما كاملا، فلا يجوز أن يوجد أى احتمال للخطأ، وعادة ما تكون قيمة السجادة فى تصميمها وعدد عقدها، فكلما كثرت عدد عقدها ارتفع سعرها، ويختلف وقت الانتهاء من السجادة على حسب مساحتها، وعدد من يقوم بغزلها، والرسومات التى ترسم عليها، والعقد التى تتطلبها لإنجازها، فقد يشترك فى السجادة الواحدة ثلاثة أشخاص، وقد تصل لبضعة أسابيع حتى تخرج للنور بشكلها النهائي، وتكون جاهزة للبيع للتجار فى القاهرة.
سجاد مقلد!
ومن جانبه يحذر نادى محمد، عامل، من قيام بعض التجار بشراء سجاد مقلد واستغلال جهل الزبون بالخامات، وبيع السجاد الصناعى على أنه سجاد يدوى بنفس سعر السجادة الأصلية الصوف ليحقق ربحا كبيرا؛ كما أن السجاد الحديث المصنوع بطرق آلية له أضرار صحية أكدها الأطباء نتيجة استخدام نوعيات من الخيوط تدخل فى صناعته مواد تحتوى على رغويات لزجة مضرة تصيب بالحساسية الصدرية، خاصة بالنسبة للأطفال؛ بينما السجاد اليدوى صحى للغاية ويعيش ما بين 60 إلى 70 عامًا، ويسهل تصليح أى تمزق به، وكذلك تدفئته للمكان بسبب صوفه الطبيعي.
الحلو دمياطى .. المولد النبوى أبرز مواسم البيع.. والحلويات على كل شكل ولون
صواريخ وديناميت.. آخر تقاليع حلوى المولد بطنطا
تتزين شوارع طنطا وميادينها الكبرى بكرنفال حلوى المولد احتفالا بمولد سيد الخلق، حيث يحيى المواطنون عادات توارثوها عبر التاريخ، وفى شوادر الحلويات المتنوعة، يقف الجميع فى حيرة من أمرهم لاختيار الأشكال المفضلة، خاصة مع التنوع الكبير المتاح.. لم تعد السمسمية والجوزية والسودانية أبطال علب حلوى المولد، فقد ظهرت صيحات جديدة مثل «الصواريخ» و»الديناميت».. أحد أصحاب المصانع الكبرى فى طنطا أوضح أن هذه الحلويات مكونة من خليط من علف السمسم المحشو بالدومية والملبن الأحمر بالبندق، بينما الصواريخ هى علف سمسم مكسو بالمكسرات ومحشو بملبن حبل عين الجمل.
تم إدخال مواد خام جديدة مثل البوريو وقطع الملبن المغطى بفورماسيلا بألوان متنوعة، ولم يقتصر الهاند ميد فى طنطا على الموضة والأزياء، بل امتد إلى صناعة حلوى المولد، حيث يتم تحديث صناعة قرص العلف بطريقة يدوية تجعلها أسهل وأنعم فى الأكل، بعيدًا عن استخدام الآلات.. تم استحداث أشكال جديدة لبوكسات الحلوى، حيث لم تعد العلب الكرتونية فقط، بل أدخلت طنطا تقاليع جديدة فى التعبئة والتغليف، منها باكدجات خشبية مفرغة مطلية باللون البنى بأطوال تصل إلى متر ونصف المتر، بالإضافة إلى علب على هيئة كومودينو منجد بالقماش القطيفة، والتى تعتبر قطعة فى جهاز العروسة بعد الفراغ منها.
شبشير الحصة.. خلية نحل
الأولى فى إنتاج عسل النحل.. وشهرتها وصلت للعالمية
شهرة كبيرة عُرفت بها محافظة الغربية كأحد أكبر قلاع إنتاج العسل على مستوى الجمهورية، فهى من الرواد فى مجال تربية النحل واستخراج منتجاته فى مصر.
وأطلق المهتمون بتربية النحل على قرية «شبشير الحصة» التابعة لمركز طنطا «مملكة النحل» لإسهامها بنسبة أكثر 50% من الثروة النحلية فى مصر، وتُصدر منتجاته من العسل ومشتقاته إلى الدول العربية وبعض الدول الأوربية، ما جعلها من أشهر القرى التى برعت فى تربية النحل واستخراج العسل ومشتقاته فى العالم. فى البداية قال أيمن إسماعيل، شيخ النحالين، إن قرية شبشير تُعتبر رمزًا للعمل والازدهار، حيث لا توجد بها حالات بطالة ، فبمجرد تخرج الشباب من مراحل التعليم، يجدون فرص عمل فى المناحل، بعد أن تعلموا كيفية تربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته منذ الصغر وإدارة عمليات الإنتاج بكفاءة عالية، مضيفا أن شباب القرية جميعهم يتقنون هذه الصناعة بكل كفاءة حيث يتوجهون مباشرة إلى العمل فى المجال، بداية من صناعة الخلايا الخشبية وصولا إلى عملية قطف العسل ومشتقاته وتسويقه.. وأكد أن القرية تعد معقل تربية النحل على مستوى الجمهورية وتصدر كل عام حوالى 250 ألف طرد نحل و300 ألف طن من العسل سنويًا لجميع الدول العربية.
من جانبه أوضح علاء الصاوى ، أحد المربين - أن القرية بها 3 شركات تقوم بتصدير عسل النحل ومشتقاته من غذاء ملكات وغيرها، حيث إن مصر من الدول التى تعد أقل الدول استهلاكا للعسل ولذا ينخفض مستوى بيعه بدرجة كبيرة برغم العناء الذى يجده النحال فى تربية النحل ومتابعته لحين إنتاج العسل ومشتقاته، مطالبا الدولة بأن يكون إنتاج العسل تابع لوزارة معينة لمساعدتهم وحفظ حقوقهم وإقامة سوق لتسويق العسل ومشتقاته وتعيين متخصصين فى علاج النحل وحل مشاكل المربين على غرار الوحدات البيطرية التى تشرف على المربين للعجول وغيرها من المهن الأخرى مؤكدا أن القرية تعد الأولى فى تربية النحل وإنتاج العسل على مستوى الجمهورية.
بينما أوضح إبراهيم عبدالله، صاحب منحل، أنه قرر منذ 30 عامًا، بعد أن أنهى دراسته التعليمية، العمل بأحد المناحل، حتى أتقن مهنة تربية النحل بجميع مراحلها، وتعلم صناعة الخلايا، وبعدها بدأ فى إقامة مشروعه الخاص فى تربية النحل وإنتاج العسل، وتزوج وربى أبنائه من خلال تربية النحل، وزوج البعض منهم أيضا.
مراحل تربية النحل
بينما تحدث محمد السيد أحد النحالين عن مراحل تربية النحل، حيث أشار إلى أهمية أن تكون منطقة موقع المنحل غنية بالمراعي، وأن يكون الموقع بعيدًا عن شبكات اتصال المحمولة والطرق، وأى عوامل تؤثر على الجهاز العصبى للنحل وتجعل النحل يتخلى عن موقعه لأن تربية النحل « فن» بداية من اختيار الموقع الذى لا يعوق خروج منه النحل ليعود إليه بسرعة وبنفس الزاوية.. وأوضح أن النحال يقوم بشراء طرد النحل من الشركة ليضعه فى الخلايا الخشبية، حيث يتكاثر النحل حتى يأتى موسم جنى العسل، والذى يتزامن مع مواسم المحاصيل مثل الموالح والبرسيم والقطن، بالإضافة إلى حبة البركة والكافور والينسون، وقال إن هذه الدورة تستغرق حوالى 5 أشهر لاستكمال لإنتاج العسل بنجاح.
مشتقات العسل
وأوضح علاء الراعي، أحد المنتجين القدامى، أن منتجات النحل ليست مقتصرة على العسل فقط، بل تشمل أيضًا حبوب اللقاح، غذاء الملكات، والبروبوليس، وتعتبر حبوب اللقاح من المنتجات الأساسية الغنية بالبروتينات التى يعتمد عليها النحل، ويتم جمعها وتجفيفها وتعبئتها لتسويقها، فهى تمد الإنسان بالفيتامينات، الحديد، والأملاح المعدنية، وتُستخدم كعلاج لمرضى الكبد ومقويٍ عام للإنسان.. وأضاف الراعى أن غذاء الملكات عبارة عن مادة كريمية ينتجها النحل من غدد خاصة لتغذية اليرقات، ويستخدمها الرياضيون كمقوٍ عام ومعظم الرياضيين يستخدمونه ويقومون بجلبها من مصدرها من مناحل القرية بأنفسهم لعدم الثقة فى المنتجات التى تباع بالأسواق بسبب انتشار عمليات الغش.
مضادات النحل
فيما أكد المرسى شاهين، أحد كبار النحالين، أن منتجات النحل متنوعة بجانب العسل، مثل حبوب اللقاح وغذاء الملكات والبروبوليس. وتتميز بجودتها العالية التى أعطت للقرية شهرة عالمية ويتم تصديرها للدول العربية والأوروبية، مؤكدا أن الإقبال المحلى فى مصر منخفض بسبب قلة استهلاك العسل نظرا للحالة الاقتصادية للعامة.
وأضاف شاهين أن سم النحل، يحتوى على 24 صنفًا من المضادات الحيوية العالية، حيث يُستخدم لعلاج العديد من الأمراض مثل فيروس C، خشونة المفاصل، والصدفية، والعمود الفقرى وغيرها من الأمراض العديدة.
كنوز «قارون».. أملاح
«السبخات الملحية» تضع الفيوم على خريطة المحافظات الصناعية
ليست مجرد مقصد سياحى يجذب انتباه الرواد من كل مكان، لمشاهدة مناظرها الطبيعية، والاستمتاع بشلالاتها المتدفقة؛ وإنما تُعد بحيرة قارون كنزًا كبيرًا لإنتاج المعادن التى تطفو على سطحها؛ ومنها: ظاهرة تكوينات «السبخات الملحية» التى تنتشر بها، خاصة فى شمالها، ويتم استخراج كميات كبيرة من أملاح البحيرة التاريخية عبر شركة «إميسال» للأملاح، وهى شركة وطنية، ويقع مقرها على ضفاف البحيرة.. وفى هذا التحقيق نتابع مراحل إنتاج هذه «السبخات» وكيف تتم الاستفادة القصوى منها: يؤكد المهندس حسين حاتم شتيه، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية للأملاح والمعادن بالفيوم، أن «أميسال» شركة مساهمة مصرية تأسست فى عام 1984 وفقا لأحكام قوانين الاستثمار السارية وآخرها القانون رقم 159 لسنة 1981م على الساحل الجنوبى لبحيرة قارون «داخل حدود محمية قارون» من أجل حماية بيئة بحيرة قارون والحفاظ على التوازن البيئى بالمحمية عن طريق التحكم فى الملوحة، باستخلاص الأملاح المعدنية الذائبة بمياه البحيرة بطرق طبيعية نظيفة دون استخدام أو إضافة كيماويات تسبب تلوثا من أى نوع؛ حيث قامت الشركة باستخلاص أكثر من 17 إلى 19 مليون طن ملح منذ بداية إنشائها، مما كان له أكبر الأثر فى التحكم فى ملوحة البحيرة، وفى سبيل ذلك أنشأت الشركة مصانع قائمة لإنتاج الأملاح المعدنية من مياهها.
ويشير رئيس الشركة إلى أنه يوجد بها مصنع إنتاج كبريتات الصوديوم اللامائية، 120 ألف طن سنويا، ومصنع إنتاج كلوريد الصوديوم «مكرر» 150 ألف طن سنويا، ومصنع إنتاح ملح كلوريد الصوديوم عالى النقاوة بطاقة إنتاجية 35 ألف طن سنويا، ومصنع إنتاج كبريتات الماغنسيوم المائية «الإبسوم» كسماد زراعى، 27 ألف طن سنويا، ومصنع إنتاج ملح كلوريد الصوديوم عالى النقاوة «الفاكيوم»، 40 ألف طن سنويا، ووحدة إنتاج الملح الطبى، 10 آلاف طن سنويا.
وأضاف أن الشركة تهدف إلى حماية بيئة بحيرة قارون كمحمية طبيعية من الارتفاع المستمر فى ملوحة البحيرة، والحفاظ على النظام البيئى فى البحيرة والمناطق المحيطة والثروة السمكية بها، مما يؤدى إلى الحفاظ على مهنة الصيد، والتى يعيش عليها أكثر من 15 ألف أسرة من القرى المنتشرة حول شاطئ البحيرة.
ويتابع رئيس مجلس الإدارة أن الشركة توفر 1400 فرصة عمل مباشرة و2000 فرصة عمل غير مباشرة فى منطقة كانت من أشد مناطق الجمهورية فقرا.
وأشار إلى أهداف الشركة الاقتصادية تتمثل فى استخلاص الأملاح الرئيسية من بحيرة قارون ذات العائد الاقتصادى، واستخراج الأملاح والمعادن المذابة فى البحيرة بطرق طبيعية لتغطية احتياجات السوق المحلى وتصدير الفائض.
زيادة الطاقة الإنتاجية
ويؤكد رئيس مجلس الإدارة أن الشركة تختلف عن المصانع القائمة، لأن بها محاليل ملحية غنية بالعديد من العناصر، ومنها البوتاسيوم والماغنسيوم والبرومين والبورون، وأثبتت الدراسات الفنية التى أجريت على المحاليل المتبقية المتراكمة بأحواض الشركة إمكانية إنتاج 10 آلاف طن سنوى ولزيادة القيمة الاقتصادية للمشروع، أوضحت الدراسات أنه يمكن زيادة الطاقة الإنتاجية إلى نحو 30 ألف طن سنويا من كبريتات البوتاسيوم عن طريق إضافة كلوريد البوتاسيوم إلى المحلول المغذى للمصنع، وتستخدم كبريتات البوتاسيوم كمادة مهمة مغذية للمحاصيل الزراعية ضعيفة الجذور، مثل: البطاطس والخضراوات والمحاصيل الورقية.
وأوضح أنه تم توقيع عقد إنشاء مصنع لإنتاج كبريتات البوتاسيوم بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 ألف طن مع إحدى الشركات الهندية المتخصصة فى إنتاج الأملاح، وتقوم الشركة حاليا بمحاولة إدخال مشروعات إنتاج البرومين وكلوريد الماغنسيوم وكربونات الماغنسيوم وحمض البوريك.
تسويق خارجي
ويضيف رئيس الشركة أننا أنتجنا وسوقنا ما يقرب من (7.1 مليون طن) من الأملاح المختلفة، سواء فى السوق المحلى أو الخارجى، منذ بداية تشغيل المصانع فى 1992 وحتى نهاية 2023، وقامت الشركة بدورها الاقتصادى بتوفير عملة صعبة وخفض فاتورة الاستيراد، وبدورها الاجتماعى رفعت مستوى المعيشة ل 2100 عامل وأسرهم، وتم البدء فى تنفيذ توسعات مشروعات كبريتات البوتاسيوم والبرومين وحمض البوريك وكلوريد الماغنسيوم وكربونات الماغنسيوم وكلوريد الصوديوم (الفاكيوم) لاستكمال منظومة الإنتاج بطاقة إنتاجية 220 ألف طن/ سنة.. ويشير رئيس الشركة إلى إنشاء مجمع صناعى لاستخراج وإنتاج الأملاح على الشاطئ الشمالى لبحيرة قارون ضمن مشروع إعادة التوازن البيئى للبحيرة من خلال اللجنة المشكلة بقرار رئيس مجلس الوزراء وبرئاسة وزيرة البيئة ومحافظ الفيوم فإن إقامة مجمع صناعى ضخم لاستخراج الأملاح شمال البحيرة مماثل لمشروع إميسال جنوب البحيرة كمشروع قومى يتسم بأهدافه المتعددة لحماية البحيرة من الارتفاع المتزايد للملوحة واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لاستثمار مصادر الثروة الطبيعية.
الأراضى القلوية!
من جانبه يقول د. أحمد عوض، باحث فى الشئون البيئية، إن السبخات الملحية المتواجدة على ضفاف البحيرة تحتوى على تركيزات من الأملاح الذائبة المتعادلة، وتؤثر بشكل ضار فى نمو المحاصيل وتكون موصلة للكهرباء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.