ما أن تهل علينا نسمات ربيع الأول، شهر مولد خير الأنام صلى الله عليه وسلم، إلا وتطل علينا أعذب وأجمل الأصوات التي تنشد وتبتهل حبا في رسول الله، وبهذه المناسبة المباركة تحاور "أخبار النجوم" أول مبتهلة في مصر والوطن العربي، الفنانة شيماء النوبي.. نحتفل معها بمولد سيد الخلق، وتسرد لنا كيف دخلت عالم الابتهال والإنشاد، ومن الأصوات التي تأثرت بها، وكواليس أول حفل قدمته على المسرح.. في البداية.. حدثينا عن نفسك؟ أصنف كأول مبتهلة في مصر، ولست منشدة كما يروج البعض، لأن هناك فارق بين الإنشاد والابتهال، وفن الابتهال ليس منتشر بالفعل بين النساء، وعلى سبيل المثال إذاعة القرآن الكريم ليست بها مبتهلات، لكن هناك مقراءات، بالإضافة إنني أجيد فن الإنشاد أيضا، كما إنني من أوائل السيدات اللاتي "حكوا" السيرة الهلالية والفلكولور الشعبي، كما أجيد صنع موسيقى تتماشى مع فن الفلكولور الشعبي، كما حصلت على لقب "حارسة السيرة". - متى بدأت إحتراف فن الابتهال والإنشاد؟ إذاعة القرآن الكريم كانت الباب الرئيسي الذي اكتشفت به ميولي وحبي لهذا الفن، تحديدا منذ إن كان عمري 6 سنوات. - مَن تأثرت به في بداية مشوارك؟ كنت استمع إلى مقرأيين لا أعرف أسمائهم نظرا لصغر سني، لكن كنت انجذب فقط إلى أصواتهم، إلى إن بدأت البحث عن الأسماء، وكانت والدتي - رحمها الله - تصطحبني إلى شركة "صوت القاهرة" لشراء شرائط كاسيت بأصوات كبار المنشدين، من هنا تعرفت على صوت سيد النقشبندي ونصر الدين طوبار وسيد محمود ومصطفى إسماعيل، وأعتقد إنني خريجة مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله. - هل اثقلتِ موهبتك بالدراسة؟ درست علوم الطيران، كما إنني خريجة نظم ومعلومات، بجانب دراستي دراسة حرة للمقامات الموسيقية وعلم النغم وتكنيك المسرح على يد الشيخ طه الإسكندراني، وتعلمت الموسيقى على يد الموسيقار مصطفى النجدي. - كيف استقبل الجمهور أولى حفلاتك؟ أول حفلة كانت "مرعبة"، لأنني أقدم نوع فن مختلف عن ما يقدم حاليا على الساحة الفنية، وارتديت "العمة والجبة"، فكان هذا الشكل والطقس غريب على الجمهور، لكنني استطعت صنع قاعدة جماهيرية من محبي الإنشاد والابتهال، ونجحت، وعرف الشيوخ اسمي، وكان أهم شيء بالنسبة لي أن يتداول إن هناك سيدة ظهرت في هذا اللون وفرضت نفسها. - من الذي اطلق عليك لقب "أول منشدة في مصر"؟ الجمهور، لكن اللقب كان "أول مبتهلة" وليس "منشدة"، لأن ليس هناك مبتهلات، وعندما ألتحقت بنقابة المهن الموسيقية اختبرت بالابتهال أمام العظيم الراحل حلمي بكر. - ما أصعب حفل بالنسبة لكِ؟ كان حفلة بعنوان "المعلم والتلميذ وتلاميذ التلميذ"، وكانت المرة الأولى التي "أحكي" السيرة الهلالية أمام آخر شعراء السيرة الهلالية عم سيد الضوي، فكنت في حالة رعب، لأنه كان لا يعترف بإمكانية وقدرة المرأة في حكي السيرة الهلالية، لكن كنت على قدر المسئولية. - ما الأعمال التي يطلبها منك الجمهور بخلاف السيرة الهلالية؟ كل أغنيات الفلكولور من الأعمال التي دائما ما يطلبها الجمهور في جميع الحفلات، بجانب أغنيات الإنشاد مثل "مولاي". - هل الإنشاد النسائي استطاع أن يأخذ حيز من الاهتمام في السنوات القليلة الماضية؟ هناك مشكلة كبيرة ألا وهي ظهور عدد كبير من الفنانات يطلقون على أنفسهن "منشدات"، فليس كل من قال "قمر سيدنا النبي قمر"، منشدة، لأن الإنشاد فن أهم وأعمق من هذا بكثير، كما لابد أن يكون هناك اهتمام من المنشدات بالعربية الفصحى الصحيحة، فالظاهر إن هناك عدد كبير من المنشدات على الساحة، لكن في الواقع لسن منشدات إطلاقا. اقرأ أيضا: مطربة سودانية تثير الجدل بقراءتها للقرآن الكريم - هل هناك إقبال جماهيري على الحفلات الخاصة بهذا اللون؟ بالطبع، هناك إقبال كبير على الحفلات، وكثيرا ما ترفع الحفلات شعار "كامل العدد" داخل وخارج مصر. - هل لديك منشدات مفضلات لك؟ لم أستمع لأي منشدة، لأنني لا أعرف أسمائهم، لكن هناك منشدة متميزة هي آية الطبلاوي لكنها قليلة الإنتاج. - هل هناك فرق بين الإنشاد والأغنيات الدينية؟ بالطبع فارق كبير، المبتهل لابد أن يكون في البداية مقرأ، ويدرك ويلم بالمقامات وعلوم النغم، لأنه لا يوجد موسيقى هتسندك مثل الأغنيات الدينية التي دائما ما يصاحبها الموسيقى مثلها مثل كل الأغنيات بكافة أنواعها، ودائما ما يكون الابتهال بالفصحى، بينما الإنشاد أو المديح يصحبه موسيقى، والتواشيح يصاحبها "البطانة". - متى ستكون حفلتك المقبلة؟ يوم المولد النبوي الشريف الموافق 19 سبتمبر الجاري في مسرح "عين الحياة" بالمتحف المصري الكبير. - ما أقرب ابتهال لقلبك؟ "الليل اقبل والوجود سكون" للشيخ سيد النقشبندي، وأيضا أعمال الشيخ نصر الدين طوبار، والشيخ محمد عمران، رحمهم الله جميعا.