هل أصبح هبوط الفصل «الطائر» على أراضى أفنية المدارس فى مستهل موسم دراسى جديد أمرًا مؤكدًا تفرضه الأسراب الطلابية الكثيفة؟! سؤال جال بخاطرى حينما تردد مؤخرًا عن إمكانية الاستعانة بهذا الفصل «الطائر» الذى أعاد ذاكرتى إلى السبعينات، حيث المدرسة الإعدادية الوحيدة فى قريتنا والتى كانت بمثابة المدرسة الأم التى تحتضن أيضًا طلاب القرى والنجوع المجاورة وبالتالى يزداد عدد فصول المرحلة الواحدة ليصل إلى ما يقرب من العشرة فصول تحتاج إلى إنشاء فصول سريعة بتكلفة بسيطة.. ظهر الفصل «الطائر» منذ زمن فى أقاصى الصعيد وانفردت مدرستنا الإعدادية بظهور هذا الفصل لأول مرة داخل الفناء حيث كنت ضمن السرب الذى يحتضنه هذا «الطائر» فى رحلته الدراسية اليومية، نستمتع بنسمات الهواء الطبيعية الخالية من كل ما يعكر صفو الناحية الصحية، طقس يتفوق كثيرًا عن فصول الطوب والأسمنت، كشك خشبى ليس له باب، يحتل أعلى نسبة من الاستيعاب ويخاصمه الاكتئاب ويتهافت عليه المدرسون ويعشقه الطلاب. مع مرور الزمان أصبح هذا الفصل اسمًا على مسمى، جناحاه يرفرفان، يعيش على أرض الفناء وغطاؤه السماء، يتنقل بين الفصول ليحط داخل كل فصل خرج أصحابه منه ليتمتعوا بحصة النشاط، وهكذا يقضى هذا الفصل يومه «طائرًا» من فصل إلى فصل، مستمتعًا بتغيير المكان واستهلاك الزمان، حتى يكون ميعاد المراويح قد حان، ليذهب لراحة الأبدان. بقى مسمى الفصل «المتحرك» الذى لا أعتقد أنه يختلف كثيرًا عن هدف سابقيه فى المساهمة والتخفيف من حدة تكدس الفصول لزيادة نسبة الاستيعاب والتحصيل، ومهما اختلفت الأسماء فالفصل واحد وهدفه واحد، ولكن ربما هذا الفصل لديه سرعة فى التقاط العلم، بدون منقار!!