تعانى مدرسة النور للمكفوفين بمحافظة سوهاج من تصدعات وشروخ فى المبانى نظرا لتأثرها بزلزال 1992، تم عمل ترميم وصيانة لها ثلاث مرات فى آخر خمس سنوات فقط، ولكن دون جدوى. يقول محمد أبوطالب – كفيف وتخرج فى نفس المدرسة - أحببت مدرستى التى احتضنتنى طيلة 11 عاما دراسيا منذ الصف الأول الإبتدائى وحتى حصولى على الشهادة الثانوية، وأكن لمدرستى كل الحب لأنها بيتى الثاني، أحببت فصولها وفنائها وكل شيء فيها، ولا تزال لها دور كبير فى حياتي، وما أخشاه هو انهيارها يوما ما على من فيها من طلاب مكفوفين. ويضيف: المدرسة تتكون من طابقين، ونصف الدور الأرضى عبارة عن مطعم ومخزن كبير، تحول فيما بعد لعنبر لمبيت الطلبة الكبار طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة، وبعض المكاتب، ومظلة كبيرة تحولت فيما بعد لفصول صغيرة الحجم لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة التى تلتحق بالمدرسة، الطابق الثانى مجموعة من الفصول كانت سابقا لطلاب المرحلة الابتدائية، وحاليا لطلاب المرحلة الإعدادية، ومكاتب وعنبر مبيت بنين ومثله بنات، والطابق الثالث المستغل نصفه فقط لطلاب المرحلة الثانوية، فصول للدراسة بالطبع ومخزن وورشة لتصليح أدوات الكتابة بطريقة برايل، وكانت سابقا حجرة لتعليم الكتابة على الآلة الكاتبة. ويكمل: المدرسة ضاقت بالطلبة والطالبات نظرا لتزايد عدد الملتحقين بها وتم رفض التحاق عدد كبير من التلاميذ وانقطاع البعض نظرا لضيق المكان وعدم قدرة المدرسة على استيعاب سوى عدد محدود لأنه لا توجد أماكن، ولأن المدرسة من الصعب بل من المستحيل بناء أدوار أخرى بها لأنها تضررت من زلزال 1992وبالتالى فهى لا تتحمل أى ارتفاع آخر، ولهذا السبب فصول الدراسة للمرحلة الثانوية تم سقفها بخشب وليس بخرسانة مسلحة، وكل عام أو عامين يتم ترميم المدرسة بالدهانات وتغيير أرضياتها بسبب تصدع المبنى الوحيد بالمدرسة، وبسبب ضيق المدرسة أصبح ممارسة الأنشطة المختلفة صعبة للغاية سواء ممارسة الرياضات المخصصة لذوى الإعاقات البصرية أو الموسيقى وغيره والسبب ضيق الأماكن التى تمارس بها هذه الأنشطة كل ما يتم فعله بين الحين والآخر محاولة لتغطية الشروخ والتصدعات بالحوائط وكأن الوضع على ما يرام، ولكن فى واقع الأمر مع تزايد أعمال الترميم بين حين وآخر يجعلنى أتساءل، هل سأنتظر سماع خبر انهيار المدرسة على من فيها؟ ولماذا هذا الإهدار للمال العام؟ ولماذا لا يتم هدم المبنى وبناء مبنى آخر أو مبنيين على نفس مساحة المدرسة وزيادة عدد طوابق المدرسة لاستيعاب أعداد من التلاميذ الراغبين فى الدراسة فى المدرسة؟ ويوضح: مبنى المدرسة أصبح قديما ولا يفى لاستيعاب طلاب بأعداد كبيرة، مما يلزم إدارة المدرسة بقبول عدد محدود لأن الفصول لها عدد استيعابى والتدريس للكفيف يتم بطريقة فردية، والفصول أشبه بالجحور الصغيرة ويصعب على المدرسين التحرك بداخلها نظرا لضيق مساحة الفصل وخصوصا تلاميذ المرحلة الإبتدائية التى يتعلم فيها التلميذ القراءة والكتابة بطريقة برايل وهذا يتطلب أن يتابع المدرس مع كل تلميذ وعلى أفراد، وعنابر المبيت لا تستطيع أن تستوعب سوى عدد محدود وبالتالى يصعب على أهالى التلاميذ إحضارهم من القرى والمراكز المختلفة من المحافظة يوميا وأخذهم فى نفس اليوم لبعد المسافة. ويختتم أبوطالب: المدرسة مغلقة الآن لأعمال الترميم والصيانة، ومن الممكن أن تكون الفرصة مواتية الآن قبل فوات الأوان لعمل إحلال وتجديد لمبنى المدرسة المتصدع قبل فوات الأوان ويحدث ما لا يحمد عقباه.