‬محدثو ‬النعمة !!‬

كلام يبقى

معلومات ‬مغلوطة ‬عن ‬البذخ ‬والعته ‬فى ‬الساحل ‬الشرير
يعيش ‬المجتمع ‬المصرى ‬اليوم ‬حالة ‬من ‬التناقضات ‬أفرزت ‬مجموعة ‬من ‬السلوكيات ‬الغريبة ‬والشاذة ‬والبعيدة ‬تماماً ‬عن ‬الميراث ‬الحضارى ‬المصرى .‬ ‬ميراث ‬يعود ‬لآلاف ‬السنين ‬وكانت ‬تعلوه ‬مجموعة ‬من ‬القيم ‬والأخلاقيات ‬التى ‬كانت ‬سبباً ‬أساسياً ‬فى ‬قدرته ‬على ‬تجاوز ‬أى ‬سلوكيات ‬غريبة ‬وبقاء ‬الشخصية ‬المصرية ‬الصلبة ‬بكل ‬ما ‬تحمله ‬من ‬موروثات ‬كانت ‬فى ‬حد ‬ذاتها ‬سبباً ‬للبقاء.‬
فى ‬ثقافة ‬جديدة ‬هى ‬وليدة ‬التقدم ‬المذهل ‬فى ‬تقنيات ‬الاتصال ‬واتساع ‬شبكة ‬التواصل ‬بين ‬الناس ‬والتى ‬تنقل ‬ملايين ‬المعلومات ‬بغض ‬النظر ‬عن ‬صحتها ‬ومصداقيتها.‬
وهنا ‬سوف ‬نتوقف ‬أمام ‬بعض ‬الظواهر ‬التى ‬فرضت ‬نفسها ‬كعنوان ‬لحالة ‬التناقض ‬التى ‬يعيشها ‬المجتمع ‬والتى ‬يجب ‬أن ‬نتصدى ‬لها ‬ونفسح ‬المجال ‬لإعادة ‬ترسيخ ‬القيم ‬المصرية ‬الأصلية ‬التى ‬كادت ‬تندثر.‬
أولى ‬هذه ‬الظواهر ‬هو ‬اتساع ‬دائرة ‬محدثى ‬النعمة ‬والذين ‬يتباهون ‬بكثرة ‬الإنفاق ‬والبذخ ‬الغريب ‬الذى ‬كان ‬سببًا ‬حقيقيًا ‬فى ‬الارتفاع ‬الجنونى ‬بالأسعار . ‬ارتفاع ‬لم ‬يترك ‬شيئاً ‬مروراً ‬بالسيارات ‬الفارهة ‬والمنتجعات ‬التى ‬تصل ‬أسعار ‬عقاراتها ‬من ‬الشقق ‬والفيلل ‬إلى ‬ملايين ‬الجنيهات ‬أو ‬المطاعم ‬التى ‬ترتفع ‬قيمة ‬وجباتها ‬لتجاوز ‬الآلاف ‬الخ..‬
وإذا ‬كان ‬من ‬حق ‬أى ‬إنسان ‬أن ‬يتمتع ‬بثروته ‬فإن ‬من ‬واجبه ‬أيضاً ‬عدم ‬التباهى ‬بالإنفاق ‬أمام ‬الناس ‬البسطاء ‬بشتى ‬فئات ‬دخلهم (‬هناك ‬حديث ‬شريف ‬صحيح ‬رواه ‬الترمذى ‬عن ‬عمرو ‬بن ‬شعيب ‬عن ‬ابيه ‬عن ‬جده ‬قال ‬الرسول ‬عليه ‬الصلاة ‬والسلام ‬‮«‬ ‬إن ‬الله ‬يحب ‬أن ‬يرى ‬أثر ‬نعمته ‬على ‬عبده‮» ‬ ‬وهناك ‬فارق ‬كبير ‬بين ‬التمتع ‬بالنعمة ‬وبين ‬إظهار ‬البذخ. ‬لقد ‬تداولت ‬وسائل ‬الإعلام ‬مقولة ‬الساحل ‬الشرير ‬وتبارت ‬وسائل ‬التدمير ‬الاجتماعى ‬فى ‬الحديث ‬عن ‬حالة ‬البذخ ‬والعته ‬التى ‬يحياها ‬المصطافون ‬هناك ‬ومعظمها ‬معلومات ‬مغلوطة ‬ومحرفة ‬ويقف ‬وراء ‬ترويجها ‬بعض ‬الحاقدين ‬والموتورين ‬لكن ‬هناك ‬البعض ‬من ‬القادرين ‬والأثرياء ‬كانوا ‬سبباً ‬فيها ‬وأوجدت ‬بالفعل ‬حالة ‬من ‬الارتفاع ‬الجنونى ‬بالأسعار، ‬خذ ‬مثلا ‬ظاهرة ‬التهافت ‬على ‬حضور ‬الحفلات ‬الغنائية ‬وارتفاع ‬أجور ‬المطربين ‬لتتجاوز ‬الملايين ‬وعدة ‬آلاف ‬من ‬الجنيهات ‬رسوماً ‬للدخول. ‬نفس ‬الوضع ‬يتكرر ‬مع ‬الأسعار ‬الجنونية ‬للاعبى ‬كرة ‬القدم ‬والملايين ‬التى ‬تدفعها ‬الأندية ‬لهم ‬بما ‬فيها ‬من ‬عمولات ‬بالملايين ‬للوسطاء ‬اللهم ‬لا ‬حسد ‬ولكن ‬رفقاً ‬بالغالبية ‬العظمى ‬من ‬المصريين ‬الذين ‬يؤرقهم ‬ارتفاع ‬سعر ‬أى ‬شيء ‬حتى ‬لو ‬كان ‬جنيهاً ‬واحداً ‬وكم ‬أتمنى ‬ان ‬تبادر ‬مصلحة ‬الضرائب ‬بإعلان ‬قيمة ‬ما ‬يتم ‬تحصيله ‬من ‬رواد ‬الساحل ‬الشرير ‬ومروجى ‬الحفلات ‬ولاعبى ‬الكرة.‬
ظاهرة ‬أخرى ‬تناقلتها ‬وسائل ‬التواصل ‬الاجتماعى ‬وهى ‬الغرور ‬القاتل ‬الذى ‬أصيب ‬به ‬بعض ‬الفنانين ‬والذين ‬يتعاملون ‬مع ‬المعجبين ‬أو ‬حتى ‬الإعلاميين ‬الشبان ‬بطرق ‬مستفزة ‬وهنا ‬لا ‬أدافع ‬عن ‬بعض ‬الإعلاميين ‬الذين ‬تنقصهم ‬الخبرة ‬واختيار ‬التوقيت ‬والمكان ‬المناسبين ‬فليس ‬معقولاً ‬أخذ ‬التصريحات ‬والصور ‬داخل ‬سرادقات ‬العزاء ‬ولكنها ‬إفرازات ‬ثقافة ‬إعلام ‬الفوضى ‬التى ‬تخلو ‬من ‬أى ‬قيم ‬أو ‬أخلاقيات.‬
ظاهرة ‬التباهى ‬بالثراء ‬ارتبطت ‬بالبودى ‬جاردات ‬والذين ‬يستعين ‬بهم ‬رجال ‬الأعمال ‬ومعظم ‬الفنانين ‬للحراسة ‬وعدد ‬كبير ‬منهم ‬لا ‬علاقة ‬له ‬بأصول ‬وفنون ‬الحماية ‬ولكنهم ‬نتاج ‬حبوب ‬وأدوية» ‬النفخ ‬الكدابة» ‬وصالات ‬الجيم ‬الوهمية ‬التى ‬تروج ‬لها.‬