15 ألف شخص يجيدون اللغة بطلاقة.. وناطحات السحاب وتعاملات اليورو "التجارة الرائجة" قرية تطون هى إحدى القرى التابعة لمركز ومدينة إطسا تقع جنوب محافظة الفيوم ب40 كيلو مترًا، يبلغ تعداد سكانها فوق الأربعين ألف نسمة، يسكنون فى 8243 منزلًا، ويوجد بها أكثر من 15 ألف شخص يعملون في إيطاليا. يغلب على أهلها الطابع الأوروبي؛ فمعظم أهالي القرية يتحدثون اللغة الإيطالية بطلاقة بجانب اللغات الأجنبية الأخرى يعملون في حرف ومهن يجنون منها أموالاً طائلة؛ لأنها تعتمد على المجهود البدنى والعضلي كأعمال البناء والسيراميك والبورسلين والأسقف المعلقة وتشوين الطوب والرمل وتصميم حمامات السباحة وتركيب الرخام فى وجهات البنايات الضخمة فى إيطاليا. تشهد القرية تدنيًا في الحالة التعليمية نظرًا لعدم إقبال الغالبية العظمى من الشباب على التعليم وتفضيلهم السفر فى سن مبكرة؛ فمنهم مَن يسافر بدون علم والده فيفاجأ والده بتسليم نجله جثة هامدة داخل تابوت خشبي؛ فالمبانى الفارهة المصممة على الطراز الأوروبى جعلت الشباب يراعى بعضهم البعض فى تحقيق ثراء فاحش لكى يسكن داخل هذه العمارات والفيلل على حساب حياته. يقول أحمد عبدالكريم، محاسب بمصر الخير: "بالفعل ظروف القرية الاقتصادية جيدة جيدًا، وهناك أناس يمتلكون الملايين والأراضى والعقارات والفيلل والقصور، كما يوجد ناس تعبانة لا تملك قوت يومها وتحاول محاولات مستميتة للتخلص من الفقر الذى يعيشونه عن طريق سماسرة الموت والهجرة غير الشرعية عن طريق البحر". وأضاف أن تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار جاءا في صالحهم؛ لأنهم فى الخارج يعملون باليورو أو الدولار والجنيه ليس له قيمة؛ فحجم السفر والهجرة فى هذه الأيام انخفض بسبب التضييق على المهربين، فلا يخلو حادث هجرة غير شرعية إلا و"تطون" تكون لها نصيب الأسد فى الضحايا، ولكن الشباب يحاول مرات عديدة حتى يصل إلى هناك أو يصل إلى هنا ولكن في تابوت خشبي أو يكون وجبة للأسماك فى البحر". وأوضح حميدة عبدالعزيز من أبناء القرية أن القرية بها عمارات ناطحات سحاب، والبذخ ظاهر على التشطيبات ووجهات العمارات والأسانسيرات، فيما يوجد أناس يعيشون فى منازل بالطوب اللبن، وهناك أناس معهم فلوس كتير، وآخرون لا يملكون قوت يومهم، فالحالة الاقتصادية بالقرية على العموم عالية جدًا، فأسعار العقارات والمبانى والأراضي الزراعية أسعارها أعلى من القاهرة نفسها؛ نتيجة الأموال الموجودة بالقرية والتى يغلب عليها طابع المنتجعات والقرى المتطورة.