اجتاحت السيول والفيضانات مناطق جافة في المغرب والجزائر، مخلفةً وراءها قتلى ومفقودين، وسط تحذيرات من استمرار سيول المغرب وسط الظروف الجوية العنيفة. الأمطار الغزيرة والسحب الكثيفة أدت لسيول المغرب تعرضت المناطق الجنوبية والجنوب شرقية من المغرب لهطول الأمطار الغزيرة لم تشهدها منذ سنوات، وتأثرت مناطق تمتد من جنوب جبال الأطلس إلى الصحراء الكبرى بسبب تداخل غير مألوف بين كتل هوائية استوائية وأخرى باردة، وفقًا لما ذكره الحسين يوعابد، مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية. اقرأ أيضًا: شاهد.. سيول المغرب تبتلع سيارة على أحد الطرق بمدينة ميدلت ما أدى إلى تشكل سحب كثيفة وعنيفة أدت إلى حدوث سيول المغرب بالإضافة إلى الفيضانات الجارفة في هذه المناطق، وأصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية تحذيرًا من المستوى الأحمر يتوقع فيه تساقط كميات هائلة من الأمطار تصل إلى 100 ملم في بعض المناطق، ولقى 8 أشخاص مصرعهم وفقد آخرين، بحسب ما أفادت به تقارير محلية. جهود الإنقاذ في مواجهة سيول المغرب في إقليم طاطا، توجهت النداءات إلى السلطات لإيفاد طائرات مروحية للمساعدة في البحث عن المفقودين جراء السيول التي اجتاحت منطقة سموكن، واجتاحت المياه القرى والمنازل، وفي مدينة ورزازات، بلغت كميات الأمطار 47 ملم خلال ثلاث ساعات، بينما وصلت إلى 170 ملم في تاكونيت بإقليم زاكورة. بعد سيول المغرب.. بلد تواجه نفس المصير على الجانب الآخر من الحدود، ضربت الأمطار الغزيرة مناطق جنوب وغرب الجزائر، تسببت في الفيضانات العارمة، واضطرت فرق الحماية المدنية للتدخل عدة مرات لإنقاذ السكان، وفي ولاية إليزي جنوب البلاد، تم انتشال جثة فتاة جرفتها السيول، وتم إنقاذ عائلة كانت عالقة وسط المياه بولاية بشار. اقرأ أيضًا: بعد نكبة الزلزال| سيول عارمة بالمغرب.. جرفت السيارات في الشوارع أتت سيول المغرب بوقت يعاني فيه البلاد من جفاف استمر لستة أعوام متتالية، حيث وصلت نسبة مخزون السدود لأقل من 28% مع نهاية أغسطس، ورغم هذا، فإن السيول الأخيرة ساهمت في إعادة الحياة لبعض السدود، وتم استقبال أكثر من 20 مليون متر مكعب من المياه في سدود جنوب شرق المغرب منذ بدء الأمطار بأواخر أغسطس. هل تغير المناخ السبب؟ تشير سيول المغرب، إلى تأثير واضح للتغيرات المناخية التي تضرب بقوة مناطق كانت تعتبر من بين الأكثر جفافًا في العالم، ومع استمرار الظواهر الجوية العنيفة، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الأمطار غير المتوقعة ستحمل حلًا لأزمة المياه بالمغرب والجزائر، أم أنها مجرد ظاهرة مؤقتة تحتاج إلى استعداد أكبر بالمستقبل. وما بين سيول المغرب المفاجئة والأمطار الغزيرة التي ضربت الجزائر أيضًا، واستمرار جهود البحث عن المفقودين وإنقاذ الأرواح، تغير المشهد من قاحل إلى مغمور بالأمطار خلال لحظات، وإن كانت تحمل معها هذه السيول الأمل بتخفيف أزمة المياه، إلا أنها تذكرنا بمدى هشاشة البيئة في مواجهة التغيرات المناخية.