■ كتب: محمد نور تُمثل سياحة المؤتمرات والمعارض، رافدًا هامًا من روافد حركة السياحة العالمية، وإن تجاوزت المعنى الكمى والحركى لمفهوم السياحة كنشاط بشرى يبحث عن الترفيه، إلا أنها لا تزال عاملًا مهمًا فى دفع حركة الاقتصاد والأعمال، وتوفير العملة الصعبة وما يرتبط بالنشاط التنموى عمومًا للدولة المضيفة، الذى يُمثل عامل جذب مُهما للغاية، وقد كشف التقييم الذى أجرته مجلة «آخرساعة»، عن وجود أكثر من وجهة فى مصر لاستضافة المؤتمرات والاجتماعات والمعارض الدولية، واحتلت كلٌ من مدينة العلمين الجديدة، والساحل الشمالى، المركز الأول هذا العام فى سياحة المؤتمرات والمعارض، ويتوقع خلال الأعوام المُقبلة أن يحوزا على لقب المقصد السياحي الأول إفريقيا وعربيا وعالميا. ◄ «تنشيط السياحة»: تزيد الحجوزات وترفع معدلات الإشغال ◄ خبير: الموسم مستمر مع معرض الطيران والفضاء ◄ «غرفة السياحة»: استمرار التشغيل يعتمد على إقامة المؤتمرات عمرو القاضى، الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، يؤكد أن العلمين الجديدة احتلت مكانة عالمية كبيرة كمناطق واعدة وصاعدة، وأنها أصبحت مقصدًا ووجهة سياحية مصرية ذات شهرة عالمية، لافتًا إلى تضاعف أسعار الحجوزات خلال الموسم الصيفى، مما يدل على الإقبال الكبير من قبل الزوار والوافدين، مضيفًا أن إقامة مهرجانات ومؤتمرات ومعارض وفاعليات بمدينة العلمين الجديدة ومنطقة الساحل الشمالى، أدى إلى وضعها على خريطة السياحة العالمية، كمناطق جذب للمؤتمرات والاجتماعات والمعارض، مطالبًا بأن تحظى كل المدن السياحية المصرية الأخرى بهذا القدر من الأهمية حتى يتواصل الموسم السياحى طوال العام وليس صيفًا فقط. وأوضح أن دعم سياحة المؤتمرات فى جميع المجالات سواء كانت طبية أو علمية أو معارض متنوعة من شأنه زيادة الحجوزات ومعدل الإشغال الفندقى، إلى جانب تشغيل الخدمات بالمنطقة طوال العام، لافتًا إلى أن مهرجان العلمين الجديدة الذى أُقيم مؤخرا للموسم الثانى على التوالى حقق نجاحًا كبيرا، وساهم فى الترويج للمقصد السياحى المصرى بقوة، مطالبًا بالعمل بوتيرة سريعة لزيادة الطاقة الفندقية بالساحل الشمالى والعلمين الجديدة فى إطار وضع خطة تشغيل المنطقة لفترات أطول على مدار العام، وجعلها وجهة سياحية عالمية. ويشير القاضى، إلى أن القطاع السياحى سواء الحكومى أو الخاص يبذل قصارى جهده فى التسويق والترويج لمصر عبر الوسائل المختلفة كوسائل الإعلام والسوشيال ميديا وغيرها من الوسائل، حتى تحصل مصر على نصيب عادل من حركة السياحة العالمية من خلال تحقيق مستهدف بالوصول ل30 مليون سائح خلال 2030، إلا أن هذا لن يتحقق إلا بافتتاح مشروعات سياحية وفندقية جديدة لتكون جاهزة لاستقبال هؤلاء السائحين خلال السنوات المُقبلة. ◄ اقرأ أيضًا | القاهرة الإخبارية: معرض مصر الدولي للطيران نقطة لقاء عالمية في العلمين الجديدة ◄ عامل جذب ويرى محمد قاعود، خبير سياحة المؤتمرات، مُدير مُساعد الفنادق والسياحة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة «كوليرز» العالمية، أن الساحل الشمالى والعلمين يشهدان اهتمامًا ورواجًا كبيرًا كمقصد من مقاصد السياحة، خاصة سياحة المؤتمرات والمعارض، فهذا النوع من السياحة يمثل عامل جذب للعديد من الزوار والوفود التى تحرص على زيارة مدينة العلمين الجديدة والساحل الشمالى خلال موسم الصيف، مما سيعود بفائدة كبيرة على النشاط الاقتصادى وزيادة العوائد، حيث وصلت الإشغالات بجميع الفنادق لأكثر من 90%، لافتًا إلى أن الموسم السياحى مُستمر ومُمتد وأن الأيام المُقبلة ستشهد إقامة مؤتمرات ومعارض يشارك فيها العديد من الدول، كمعرض مصر الدولى للطيران والفضاء، الذى يُعد أحد أهم الفعاليات الكبرى التى تستضيفها مدينة العلمين الجديدة، مما سيضع المدينة على خريطة السياحة العالمية فى سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية، وأن الإشغالات الفندقية بالمدينة من المتوقع أن تمتد حتى نهاية العام الحالى. ويُضيف قاعود، أنه من خلال متابعته للحركة الوافدة، لاحظ أن منطقة الساحل الشمالى ومدينة العلمين الجديدة، يعتبران من أفضل المناطق السياحية التى احتلت مكان الصدارة لدى الكثير من السائحين والزوار فى وقت قصير، وأن ما شهدته فنادق العلمين الجديدة والساحل الشمالى من حجوزات تضاعف بسبب الإقبال الكبير من قبل السائحين، خاصة السائحين العرب، مُشيرًا إلى وجود تطوير مُستمر للبنية التحتية فى مدينة العلمين الجديدة، وإلى جانب المنشآت الفندفية العالمية يتم إنشاء الكثير من الحدائق والتوسع فى المساحات الخضراء، فالمدينة تشهد تطورًا سريعًا ومُذهلًا فى البنية التحتية. ◄ الخريطة السياحية من جانبه، يرى إسلام أبوالفتوح، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، أن سياحة المؤتمرات والمعارض تُعتبر رافدًا مُهمًا من روافد حركة السياحة، منوهًا إلى أن استضافة منطقة الساحل الشمالى مؤخرًا لمهرجان «العالم علمين»، وضع المنطقة على الخريطة السياحية كمقصد هام من مقاصد سياحة المهرجانات والمؤتمرات والمعارض، حيث يفد على المنطقة زوار من كل مكان من الدول العربية، وأمريكا، وأوروبا، فضلا عن رحلات جوية مباشرة من الرياض إلى مدينة العلمين، مؤكدًا أن الاهتمام بمدينة العلمين الجديدة والساحل الشمالى ساهم فى تشجيع وجذب السائحين من كل مكان خاصة المهتمين بسياحة المؤتمرات والمعارض والمهرجانات، مُضيفًا أن مد تشغيل المنطقة لفترة أطول بعد انتهاء الموسم الصيفى متوقف على استمرار إقامة الفعاليات كالمؤتمرات والمعارض، مُطالبًا بضرورة العمل وبقوة على استقطاب المُستثمرين، وأصحاب الشركات لإقامة مقرات ومراكز تابعة لشركاتهم بتلك الواجهة، وإضافة خدمات أكثر، لتلبية احتياجات المترددين والمقيمين، الأمر الذى يسهم فى تعزيز فرص الاستثمار بالمنطقة. ويوضح أبو الفتوح، أن منطقة العلمين الجديدة تشهد تنمية كبيرة، وأن هناك مخططًا لجعلها وجهة مُستدامة طوال العام، فالمدينة تضم جامعات ومنطقة صناعية، والحكومة من جهتها عازمة على تبنى رؤية مهمة تستهدف التنمية السريعة للمنطقة، حيث تسعى لأن تكون العلمين الجديدة والساحل الشمالى مرجعا مهما لسوق المعارض والمؤتمرات الدولية من خلال التنظيم وتقديم الاستشارات ونوعية المعارض، وكيفية إقامتها وتنفيذها والربط بين المعارض داخليًا وخارجيًا، واستقطاب المعارض الدولية، موضحا أن حجم الطاقة الفندقية الاستيعابية بالمنطقة فى الوقت الحالى يقدر ب4 آلاف غرفة، فى حين أن حجم الطاقة الاستيعابية يتطلب زيادة الغرف ل30 ألف غرفة حتى يمكن استيعاب 5 ملايين سائح كمتوسط عدد الوفود خلال الموسم الواحد، مُشيرًا إلى أن التفكير فى زيادة عدد رحلات الوفود السياحية للعلمين والساحل من خلال رحلات الطيران الشارتر، يتطلب توافر الغرف الفندقية التى تستوعب زيادة الأعداد الوافدة، مُعتبرًا أن الارتفاع فى أسعار الإقامة داخل الفنادق والخدمات السياحية الأخرى بالمنطقة راجع إلى زيادة الطلب المستمر من قبل الزوار والسائحين على كل المقاصد خاصة السياح العرب. صناعة رابحة يُسرى أبوالنجا، رئيس شعبة منظمى المعارض باتحاد الصناعات المصرية، يؤكد وجود اهتمام كبير من قبل الحكومة بقطاع السياحة باعتباره صناعة رابحة، ومُنتجا أساسيا للاستثمار، وزيادة الدخل القومى، موضحًا أن سياسة الدولة فى هذا المجال تستهدف تحقيق الاستراتيجية الوطنية المُستهدفة للقطاع، وهى زيادة عدد السائحين ل30 مليون سائح سنويًا، موضحًا أن هذا يتطلب وضع خطة تستهدف تحسين مناخ الاستثمار السياحى ولاسيما الفندقى فى مصر مما يوفر لمصر عملات صعبة تعود بفائدة كبيرة على النشاط الاقتصادى. ويُشدد أبوالنجا، على ضرورة أهمية العمل على قيام الدولة بتقنين الشقق الفندقية، الذى أصبح يضم شريحة كبيرة من السائحين من خلال العمل على تسهيل الإجراءات لهذا المنتج لتكون خاضعة للرقابة من وزارة السياحة بعيدًا عن التعامل مع المحليات من أجل استيعاب الأعداد السياحية المستهدفة مع تنفيذ فكرة توفير شباك واحد للاستثمار السياحى والفندقى لسرعة إنهاء إجراءات تراخيص بناء الفنادق والمشروعات السياحية المختلفة لزيادة استيعاب الطاقة الفندقية فى مختلف المناطق السياحية.