حملات تفتيش مكثفة لمواجهة الغرق في «حمامات السباحة»

في الصيف يقضي الكثير من الأسر الإجازة في نوادٍ رياضية وقرى ترفيهية بها حمّامات سباحة، وأحيانًا يلحقون أطفالهم بالنوادي والأكاديميات الرياضية لمتابعة تمرينات السباحة وشغل أوقات فراغهم بشىء مفيد، إلا أن بعض حمامات السباحة يفتقر إلى اشتراطات الأمن والسلامة والاشتراطات الصحية، ما يتسبّب فى وقوع العديد من حالات الاختناق والغرق خاصة خلال أشهر الصيف التي يزيد فيها الإقبال على هذه الأماكن.
شنت مديريات الشباب والرياضة مؤخرًا حملات تفتيش مكثفة على حمامات السباحة العامة والخاصة، أسفرت عن إغلاق 47 حمام سباحة على مستوى الجمهورية لعدم توافر الاشتراطات الصحية والفنية بها، والتى قد يتسبب عدم توافرها فى عدم ضمان السلامة للزائرين خاصة الأطفال ووقوع عدد من حوادث الغرق.
◄ حوادث الصيف
من الحوادث التي فجعت أولياء الأمور مؤخراً غرق الطفل «محمد.أ» (14 عامًا) خلال التمرين فى حمام سباحة بمدينة العبور بمحافظة القليوبية، وقد أفاد زملاؤه بأنه كان يلعب فى حمام السباحة استعداداً للتمرين لكنه اختفى فجأة، وبالبحث عنه تم العثور عليه فى قاع الحمّام ولا يتمكن من الحركة، وتم نقله للمستشفى لكنه فارق الحياة به، وقد تم إلقاء القبض على مدرب السباحة والتحقيق معه وإرسال لجنة إلى النادى من مديرية الشباب والرياضة لفحص مدى توافر اشتراطات الأمن والسلامة من عدمه.
لم تكن هذه الحادثة هى الأولى من نوعها خلال فصل الصيف، حيث لقيت طفلتان شقيقتان مصرعهما بأحد حمامات السباحة بمحافظة الجيزة، حيث غرقتا خلال اللعب بحمام السباحة ولم يتمكن أحد من إنقاذهما، فقد كشفت التحريات أنهما فارقتا الحياة فور إخراجهما من حمام السباحة.
وقبل أيام، فارق الحياة شاب فى العقد الثانى من عمره فى حمام سباحة بأحد الأندية فى منطقة المرج بالقاهرة، حيث تلقت مديرية أمن القاهرة إخطارًا بالحادث من غرفة النجدة، وكشفت التحقيقات أن الشاب صاحب ال18 عامًا توّجه إلى منطقة عميقة بحمام السباحة أثناء اللهو مع أصدقائه لكنه فى لحظات اختفى عنهم وعندما تم اكتشافه فى القاع لم يستطع أحد إنقاذه ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى.
◄ كود التأمين
من جانبه، يوضح الدكتور عبدالله عزام، المحاضر بالاتحاد المصري للسباحة، أن هناك قواعد منظمة من وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ والوزارات المعنية تضم تعليمات يتم إرسالها لأماكن تواجد حمامات السباحة والمعروفة بكود تأمين المسطحات المائية، مشيراً إلى أن الكود هو مجموعة من المعايير التى لا بُد أن تطبّق ليكون المسطح المائى آمنًا وصالحا للاستخدام وأهمها الالتزام بوجود الأدوات الخاصة بالإنقاذ ومنها طوق الإنقاذ وطوق النجاة بالحبل واللايف جاكت، مع وجوب تواجد المنقذين أثناء العمل بحمامات السباحة بأعداد كافية.
ويوضح: يوجد أيضًا كود خاص بتهيئة البيئة المحيطة بحمام السباحة لتكون آمنة، ومنها وضع الإرشادات التى تكون بمثابة دليل للزائر وعدم تعرضه للخطر كترقيم أعماق حمامات السباحة بكتابة تكون واضحة للزائرين على جوانب حمام السباحة ووضع إضاءة كافية وأن تكون أرضية الحمام مانعة للانزلاق.
◄ إجراءات السلامة
ويضيف أنه تم استحداث مجموعة من الإجراءات التى تضمن سلامة المستخدمين لحمّامات السباحة، ومنها أن شهادة المنقذ يتم تجديدها بعد اختبارات عملية فى حين أنها كانت تجدد ورقياً فقط كل عامين وهو إجراء سليم يضمن أن المنقذ لا يزال محافظًا على مستواه الذى يؤهله لهذه المهمة، وكذلك تفعيل سلم المراقبة على جميع حمامات السباحة بحيث لا يقل ارتفاعه عن 1 إلى 2 متر واستخدام كاميرات مراقبة تغطى المسطح المائى لكشف المساحة كلها لإبلاغ المنقذين إذا كان هناك حالة غرق بإشارات متفق عليها فيما بينهم.
◄ لجنة شهرية
ولفت إلى أن هناك لجنة من وزارة الشباب والرياضة ولجنة من وزارة الصحة تمر شهرياً إذا لم يطبق الكود المرسل والخاص باشتراطات الصحة والسلامة يتم إعطاء إنذار ومهلة أسبوعًا واحدًا لتوفيرها، وفى حالة عدم الالتزام يتم عرص تقرير المعاينة على وزير الشباب والرياضة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
◄ تدريب المنقذين
فيما أكد محمد سماحة (مشرف إنقاذ) أنه يعمل بالإنقاذ على حمامات السباحة منذ 4 سنوات وفقاً لشهادة معتمدة من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ وذلك بعد تلقى التدريبات المختلفة والخضوع لكورس تدريب به مجموعة من التدريبات البدنية والفنية والتأهيلية على التعامل مع الغريق أثناء إنقاذه، ومتابعة المستخدمين، والمعرفة بأدوات الإنقاذ وكيفية التعامل بها.
ويضيف: تم تدريبنا على الإسعافات الأولية التى لا بُد من توافرها، وتشتمل على حقيبة منقذ وحقيبة إسعافات أوليّة متنقلة ونقالة طبية وغرفة إسعافات أولية، وتتكون حقيبة الإنقاذ من «إمبوباج» تنفس صناعى وقناع تنفس صناعى للكبار والصغار وقناع أكسجين وممر هوائى مقص، وغيرها من الأدوات التى تدربت على استخدامها مع توفير أسطوانة أكسجين كبيرة للعلاج فى حالات أخرى، مؤكداً أن من مهام المنقذ حماية جميع المستخدمين لحمامات السباحة من الكبار والصغار بمراقبتهم طوال مدة العمل التى تنقسم بين المنقذين بالتناوب وإنذاره إذا تجاوز العمق المناسب للحفاظ على سلامته.