ليس لمهنة محمد جمال (31 عاما) أى علاقة بالرسم، فقد تخرج في كلية الهندسة جامعة جنوب الوادي 2017، ويعمل مدربا في إحدى شركات السيارات، ولكنه قسم حياته بين عمله والرسم، ليسير كل منهما على خط متوازٍ مع الآخر، إلا أن الشاب القنائي لا يستطيع الابتعاد عن الرسم، ويعتقد أنه الملاذ الوحيد له من ضغوط الحياة.. عن فكرة الرسم بالقلم الجاف يقول جمال إنه خامة كغيرها تصلح للرسم، موضحا أنه جرب الرسم بالكثير من المواد مثل الزيت والرصاص والألوان الخشب والسوفت باستيل وغيرها، ولكنه اختار القلم الجاف لأن فيه نوعا من التحدى، خاصة أنه لا يمكن محوه فالغلطة الواحدة تجبره على إعادة اللوحة بأكملها. ■ محمد جمال وقال: «الكثيرون لا يتخيلون الفكرة ويعتقدون أنه مخصص للكتابة فقط، لكننى قررت إثبات أنه قادر على رسم لوحات رائعة، وعندما بدأت نشر لوحاتى بالقلم الجاف لاقت إعجاب الكثيرين فقررت أن أستمر، وصعبت الأمر على نفسى برسم لوحات بتفاصيل أكثر وأدق». وأضاف: «بدأت تنفيذ الفكرة منذ 9 سنوات برسومات بسيطة، وعندما لاقت استحسان وإعجاب المتابعين قررت أن استكمال المشوار».. لا يتذكر جمال أول رسمة له بالقلم الجاف لكنه يعتقد أنها كانت شخبطة بسيطة حتى وصل إلى رسم بورتريهات ولوحات كبيرة استغرقت منه وقتا ومجهودا حتى انتهى منها وأثرت فيه بشكل كبير».. لأنه لا يمكن مسح أى خطأ يحاول محمد أن تكون خطوطه مدروسة بعناية وعلى علم تام من أين يأتى الخط وإلى أين يذهب، ويقول: «الفرق بين الرسم بالجاف والرصاص جوهرى، فمن السهل محو أى شىء مكتوب بالرصاص أو إضافة تعديلات لكن الجاف على العكس فلا مجال للخطأ». وتابع: «هناك الكثير من أنواع الأقلام الجاف يمكن الرسم بها كأى قلم سنه سميك أو ما يطلق عليه «بول بوينت بين»، ولكن القلم البيك هو الأشهر والأقرب لقلبى وهو الأسهل بالنسبة لى خاصة فيما يتعلق بتحديد درجات الألوان فمن السهل أن أتحكم فيه». رسم جمال الكثير من الشخصيات لكن أحب شخصيتين لقلبه وكان مستمتعا أثناء رسم لوحاتهما هما الفنان سيد رجب والنجم العالمى مورجان فريمان حتى أنهما حصلا على إعجاب الكثير من المتابعين، وعلقوا على كم التفاصيل الهائل من الشعر الأبيض والتجاعيد فى الوجه، وهما أكثر لوحتين استغرقتا وقتا كبيرا وبذل فيهما مجهودا ضخما. ◄ اقرأ أيضًا | حكايات| «آمال».. موهبة صغيرة تُبدع في رسم لوحات عالمية وعن الوقت الذى تستغرقه اللوحة يقول جمال إن خامة الجاف تحتاج وقتا طويلا مقارنة بأى خامة أخرى، فكل خط يرسم يحتاج لتركيز أكبر لتفادى وقوع أى خطأ فقد تستغرق اللوحة الواحدة أكثر من 60 ساعة. شارك الشاب القنائى فى الكثير من المعارض وحصل على العديد من الجوائز منها مركز أول على الجامعة لمدة 3 سنوات متتالية، ومركز أول رسم على مستوى كلية الهندسة 4 سنين من خلال معارض نظمت على مستوى محافظة قنا. شارك فى مسابقة إبداع على مستوى جامعات مصر ووصل للتصفيات النهائية، بالإضافة إلى العديد من المعارض التابعة للمراكز الثقافية بقنا. وعن أحلامه يقول: «لن أبالغ فى طموحى وأحلم بالوصول إلى العالمية، ولكن لأكون واقعى أتمنى أن يشتهر اسمى بين الناس فى مصر ويعلموا من أنا ويعجبوا بلوحاتى، وأسلوبي، وأتمنى أن أمتلك أكاديمية لتعليم الرسم بخامات مختلفة، وهو ما أسعى له فى الفترة القادمة».