الانفعال والغضب أصل الشرور وسبب كل المشاكل والخلافات بين الناس، فالذى يسمح لنفسه أن تكون أسيرة لمشاعر الغضب قد تؤدى به هذه المشاعر إلى ما لا يحمد عقباه فربما أدى إلى قتل نفس محرمة أو إيذائها ايذاء شديدا . ومن هنا جاء الإسلام بالشريعة السمحة لتطهير النفس ومنع الاعتداء على حق الغير قولا وفعلا،كما أرسى قواعد وأساليب للسيطرة على مشاعر المسلم فى الحياة . اقرأ أيضًا | دور «حواء» أساسى فى تنمية المجتمع| العلماء: إقصاء المرأة وتهميشها انتقاص لحقوقها ومخالف للشريعة عن معنى الغضب وماهو منهج الإسلام فى تلافيه يحدثنا الشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر الشريف فيقول : الغضب هو غليان الدم فى القلب لطلب الانتقام والإنسان اجتماعى بطبعه يعيش مع مجموعة مختلفة من الناس يؤثر فيها ويتأثر بها، لذا انفعالاته تؤثر عليه وعلى مجتمعه أما ضبط النفس والتحكم فى انفعالاتها فهو تقدير الفرد لنتيجة ما يقوم به من سلوك أثناء انفعاله مع مراعاة اختلاف قدرات الناس فى التحكم فى انفعالاتهم وقت الغضب. ويضيف: الشريعة الإسلامية جاءت لتهذب النفس الإنسانية وترتقى بأخلاقها فقبل الرسالة المحمدية كان العرب يعيشون دون ضوابط؛ فيعتدى القوى على الضعيف والغنى على الفقير ولأن الشريعة الإسلامية تعلم أن المشاعر السلبية فى النفس قد تتحول إلى سلوكيات خاطئة فى الحياة فقد وضع النبى صلى الله عليه وسلم المنهج الذى يساعد على ضبط المشاعر والانفعالات والنزوات، لأن ترك الناس لانفعالاتهم وقت الغضب يؤدى إلى كوارث وجرائم وأمراض تعود على الشخص ومن حوله ومجتمعه وقد رأينا مؤخرا حالات اعتداء أشخاص على بعضهم البعض فى أثناء تأدية عملهم بسبب الغضب والانفعال السريع الذى لم يفرق بين متعلمهم وجاهلهم أو الشخص العادى والشخص المرموق فكانت حوادث الضرب والإهانات. ويوضح أنه علاج لذلك فقد نزلت الآيات التى تبين المعالجة القلبية والنفسية قال تعالى:« وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هوالسميع العليم » وأيضا قال تعالى:« وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور» والتأمل فهو أداة قوية لضبط النفس من خلال التركيز على اللحظة الحالية ونحن كمسلمين لدين أعظم أداة للتأمل وهى الصلاة ذات الخشوع والخضوع فقد أخبرنا الله فى كتابه العزيز أن الصلاة من أسباب صلاح الحال والذرية، والوضوء فهو يبرد نار الغضب والدعاء بين يدى الله أن يذهب عن الإنسان الغضب وأن يوسع صدره ويرزقه الصبر وطول البال ثم الأخذ بالأسباب وهوزيارة الطبيب فى حالات الانفعال والغضب الشديد والمستمر . وينبه أنه للأسف الآن وسائل التواصل الاجتماعى بما تبثه من مواقف لانفعالات أشخاص ولغة الحوار الدائر بين المتنازعين أصبحت ظاهرة تهدد الناس فى المنزل والشارع ووسائل المواصلات ولايصح أن يراها الصغار والكبار منعا للتقليد وخدش الحياء ،وهذا بسبب افتقاد ثقافة ضبط النفس واحترام الآخر، فليحذر الجميع ما يبث ولابد من رقابة قانونية على ذلك.