عبر التصريحات والبيانات اللفظية ظلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤكد رغبتها الكاملة، فى التوصل إلى توافق إسرائيلى فلسطينى يؤدى إلى تطبيق لقرار مجلس الأمن الأخير، القاضى بالوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، ووضع نهاية عاجلة لحرب الإبادة الوحشية التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى. وكان هذا ومازال مؤكدا وواضحا على ألسنة كل المسئولين الأمريكيين، ابتداء من الرئيس «بايدن» ووزير خارجيته «بلينكن»، وانتهاء بكبار وصغار المسئولين فى البيت الأبيض ووزارة الخارجية والمستشارين فى الأمن القومى وغيرهم. ولكن فى نفس الوقت لا شىء يتحرك على أرض الواقع لترجمة أو تحويل هذه الكلمات إلى إجراءات فعلية أو عملية أو فاعلة،....، أى أنها تبقى مجرد كلمات وبيانات لفظية غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع. وطوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية ظلت الإدارة الأمريكية تطلق البيانات وتصدر التصريحات، التى تؤكد سعيها لإطفاء النيران المشتعلة فى المنطقة، والتوصل إلى اتفاق إسرائيلى فلسطينى لوقف إطلاق النار وتوقف حرب الإبادة فى غزة،....، ولكن طوال هذه الأيام وتلك الأسابيع والشهور لم تقم الولاياتالمتحدةالأمريكية بخطوة عملية واحدة لدفع إسرائيل للقبول بالبدء فى تطبيق قرار مجلس الأمن «2735» القاضى بوقف إطلاق النار، وتوقف الحرب الإبادية المتوحشة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة. بل على العكس من ذلك تماماً ظلت الولاياتالمتحدة تعلن مساندتها الكاملة لإسرائيل، وحقها المزعوم فى الدفاع عن نفسها، والذى هو فى حقيقته وواقعه الحق فى العدوان والإرهاب والقتل والتدمير. وفىما يخص مساندة ودعم إسرائيل لم يتوقف الأمر عند حدود التصريح أو الإعلان اللفظى بالكلمات فقط، بل ترجم على الفور إلى دعم كامل مادى ومعنوى، بالأموال والسلاح ومنع إدانة العدوان الإسرائيلى بأى صورة من الصور، وإحباط كل المساعى الإقليمية والدولية لإدانة العدوان الإسرائيلى، أو اتخاذ قرار ملزم بوقف إطلاق النار وتوقف العدوان. وهكذا ظلت الولاياتالمتحدة مستمرة فى الإعلان بالكلمات والتصريحات اللفظية فقط، عن رغبتها وسعيها لوقف إطلاق النار،...، فى ذات الوقت الذى تقوم فيه علمياً وفعلياً بالدعم المادى والمعنوى لإسرائيل للاستمرار فى عدوانها وحربها الوحشية على غزة.