أعلنت منظمة الصحة العالمية 14 أغسطس 2024، جدرى القرود كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، وذلك بعد نحو عامين من تفشٍ سابق عام 2022. اقرأ أيضًا | مريض يكشف عن الأعراض المؤلمة لجدري القرود وتحذيرات من انتشار سريع ورغم توالى التفشيات لهذا الفيروس على فترات، إلا أن كثيرًا من الأسئلة حوله لا تزال حائرة بلا إجابات، أحدثها الآلية التى تسببت فى نشأة الفرع الجديد الذى يثير قلق العالم حاليًا. وينتمى الفرع الجديد للفيروس «كليد آى بى»، للنوع الأول، الذى كان مسئولًا عن تفشى حدث منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو مختلف عن النوع الثانى «كليد 2»، الذى كان مسئولًا عن تفشى 2022. ويبدو تفشى هذا الفرع الجديد من النوع الأول، مختلفًا بشكلٍ ملحوظ عن سلالة النوع الثانى، حيث يتمثل الاختلاف فى أن «الطفح الجلدى أكثر حدة، ويبدو أن المرض يستمر لفترة أطول، ولكن الأهم من ذلك كله أن هذا يحدث بالفعل من خلال الانتقال الجنسى والاتصال من شخصٍ لآخر، ولم يتم تسجيل أى ارتباط بلحوم الطرائد، كما فى النوع الثانى»، كما قالت ترودى لانج، الباحثة فى مجال الفيروسيات بجامعة اكسفورد فى تصريحات إعلامية. ولكن السؤال الرئيسى الذى لا يزال بلا إجابة، هو لماذا بدا هذا النوع الجديد أكثر ضراوة وقابلية للانتقال، وتقول لانج: «هذه السلالة تبدو مميزة وراثيًا، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل قاطع على وجود طفرات أكسبت الفيروس هذه الصفات». وليس معلومًا، متى يمكن للعلماء التوصل لإجابة، ولكن المؤكد أن هناك العديد من الأسئلة فى تاريخ هذا الفيروس لا تزال بلا إجابات حتى الآن. أحد أبرز الأسئلة، تلك التى أكسبته وصف «الفيروس الغامض»، فلا يزال غير معلوم» ما الأنواع الحيوانية المُحددة التى تعمل كخزانات طبيعية للفيروس فى البرية». يقول رودنى رودى، أستاذ ورئيس قسم علوم المختبرات الطبية بجامعة ولاية تكساس فى مقال نشره بموقع «ذا كونفرسيشن»: «رغم أنه من المعروف أن بعض القوارض والقرود تحمل الفيروس، إلا أن النِطاق الكامل للأنواع المشاركة فى دورة انتقاله لا يزال غير واضح». ويأتى اسم «جدرى القرود» من الحالات الأولى الموثقة للمرض فى الحيوانات عام 1958، عندما حدث تفشيان فى القرود، ومع ذلك، فإن الفيروس لم ينتقل منها إلى البشر، كما أن القرود ليست الناقل الرئيسى للمرض. ومن الأسئلة الأخرى التى تبحث عن إجابات، تلك المُتعلقة ب «ديناميكيات الانتقال»، يقول رودى: «فى حين أنه من المعروف أن الاتصال الوثيق ينقل الفيروس، فإن دور الحاملين بدون أعراض لا يزال غير مفهوم تمامًا». ورغم هذه الأسئلة التى تزيد الفيروس غموضًا، إلا أنه غير مرشح للتحول إلى جائحة، لانه ليس من الفيروسات التنفسية سريعة الانتشار، كما أن بروتوكولات السيطرة عليه أصبحت معروفة، أيًا كانت السُلالة، وتتضمن إجراءات صحية عامة تشكل عزل المصابين وتتبع المخالطين، جنبًا إلى جنب مع توفير اللقاحات المضادة للفيروس، بحسب رودى.