تصدر وباء جدري القرود المشهد خلال الأيام الأخيرة بعد أن ارتفع عدد الإصابات إلى مستويات مقلقة في خمس دول بأفريقيا، لتصنفه السلطات الصحية العالمية حالة طوارئ. وفي ظل تزايد المخاوف من احتمالية تحول مرض جدري القرود إلى وباء عالمي، بدأ الأشخاص حول العالم يتساءلون بقلق عن ماهية هذا المرض وكيفية انتشاره، كما تترافق هذه المخاوف مع الحاجة الماسة لفهم الفيروس بشكل أعمق، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدول المتضررة من أجل احتواء تفشيه. اقرأ أيضًا: باكستان تسجّل أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء أن جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي، وهو أعلى مستوى من التحذيرات التي يمكن للمنظمة إصدارها، فيما جاء هذا القرار بعد أن تسبب الوباء في وفاة 548 شخصًا في جمهورية الكونجو الديمقراطية منذ بداية العام. وانتشر وباء جدري القرود في جميع مقاطعات جمهورية الكونجو، وفقًا لما أعلنه وزير الصحة صامويل روجيه كامبا، في حين تزداد المخاوف بشأن انتشار هذا الوباء، خاصة بعد تسجيل أول إصابة بالسلالة الجديدة خارج أفريقيا، تحديدًا في السويد، وهو ما دفع الصحية العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية. «جدري القرود».. تعرف على مرض الفيروس الحيواني جدري القرود هو مرض فيروسي ينتقل من الحيوانات إلى البشر، واكتُشف لأول مرة عام 1958 بين مجموعة من قردة المكاك التي كانت تُجرى عليها تجارب، مما أعطى المرض اسمه، كما أوضح المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية «إنسيرم»، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية. الأعراض تتراوح فترة حضانة الفيروس عادة بين 5 إلى 21 يومًا، وتتشابه أعراض جدري القرود مع أعراض الجدري التقليدي، كالحمى والصداع وآلام العضلات، خلال الأيام الخمسة الأولى، ولكنها عادة ما تكون أقل حدة، ويتسبب الفيروس في ارتفاع درجة الحرارة وآلام العضلات، يليها ظهور طفح جلدي على الوجه وراحتي اليدين وأخمص القدمين، ويتطور لبثور ثم قشور. وفي معظم الحالات، تختفي أعراض وباء جدري القرود من تلقاء نفسها خلال بضعة أسابيع، لكن بعض الأفراد قد يعانون من مضاعفات طبية، كما أن الأطفال حديثو الولادة والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. اقرأ أيضًا: الصين تبدأ إجراءات وقائية بالمطارات بحثا عن إصابات «جدري القرود» كيفية انتقاله ينتقل فيروس جدري القرود للبشر من مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية من خلال التلامس المباشر مع دمائها أو سوائل أجسامها أو جروحها الجلدية، أو عن طريق تناول لحومها غير المطهية جيدًا، كما ينتقل من شخص مصاب لآخر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق، وخاصة عبر الطفح الجلدي أو سوائل الجسم مثل القيح أو الدم من الجروح. ما هو العلاج المتاح؟ السيطرة على تفشي المرض تعتمد على منع العدوى، وأفضل وسيلة لذلك هي التطعيم، حيث أوصت منظمة الصحة العالمية بلقاحين لمواجهة جدري القرود، وهما «جينيوس» و«أكام 2000»، ويُذكر أن النساء الحوامل قد ينقلن الفيروس لأجنتهن عبر المشيمة، وكذلك من أحد الوالدين المصابين إلى الطفل أثناء الولادة أو بعدها من خلال ملامسة الجلد. اقرأ أيضًا: فلسطين خالية من فيروس جدري القرود هل يصبح جدري القرود تهديدًا عالميًا؟ ويعزو العلماء الزيادة في عدد الإصابات إلى ظهور سلالة جديدة من الفيروس، ويُعتقد أنها أكثر فتكًا وانتشارًا مقارنةً بالسلالات السابقة، كما يشمل هذا الفيروس، نوعين رئيسيين، الأول كان يُعرف سابقًا باسم «سلالة حوض الكونجو»، والثاني «سلالة غرب أفريقيا»، وكلا النوعين يحمل خطرًا قاتلًا. وعقب ذلك، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إلى أنه يفكر في إعلان حالة طوارئ دولية بسبب الانتشار السريع لجدري القرود، خاصة بعد الارتفاع الكبير في عدد الحالات في جمهورية الكونجو الديمقراطية، وهو ما أدى لإعلان حالة الطوارئ الصحية من قِبل الصحة العالمية.