مصطفى منير إدمان من نوع مختلف، إدمان لا يعاقب عليه القانون وغير مدرج بالكتب الدراسية، ولكن هناك العديد من الدراسات فى اليابان وكندا ودول شرق اوروبا ودراسات معدودة داخل عالمنا العربي، للوقوف على إدمان المواد الإباحية وتأثيراته على الشباب والفتيات وكبار السن احيانا.. هذا ما أكده الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان .. تفاصيل مثيرة و أسئلة أجاب عنها الطبيب النفسي للوقوف أمام تلك الظاهرة والحد منها خلال السطور التالية. حدثنا عن إدمان الإباحية؟ إدمان الإباحية يعتبر من الأمور المستجدة، انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية، لانه مرتبط بالتطور التكنولوجي الهائل، فكان منذ سنوات الوصول لفيديو اباحي من الأمور الصعبة، ولكن بسبب انتشار المواقع الإباحية ومع انتشار الإنترنت أصبح الوصول للفيديو أو الفيلم الإباحي شيئًا سهلا للغاية، وهذا سهل تحول الشباب من متابعين للأفلام الاباحية إلي مدمني أفلام بورنو . هل إدمان الإباحية قاصر على الشباب فقط؟ بالطبع لا.. لم يقتصر الأمر على الشباب فقط بل هناك فتيات مدمنات أفلام إباحية، فالنسبة متقاربة للغاية، ويبدأ إدمان تلك النوعية من الأفلام من عمر ال 14، بسبب التجربة احيانا وفى بعض الأوقات تستمر مع المتفرج لفترة طويلة بسبب الفراغ والهروب من مسئوليته فيتحول إلى أسير لتلك الأفلام الإباحية . ماذا عن تطورات إدمان الإباحية وهل يتحول مدمنه إلى مريض نفسى خطير؟ قد يصل حال مدمن الأفلام الجنسية إلى أمراض نفسية خطيرة أبرزها الوسواس القهري والاكتئاب، فقد يتحول المهووس بأفلام البورنو إلى شخص يتملك منه الوسواس القهري ويرى كل من حوله أبطالا لتلك الأفلام ويتخيلهم في تلك المشاهد حتى أقرب الناس إليه وهنا يكون مجرما محتملا قد يرتكب أي نوع من أنواع الجرائم فى لحظة ويكون الضحية أقرب الناس إليه.. وعن الاكتئاب يتحول خلال فترة الإدمان لشخص مسلوب الإرادة لا يفكر سوى فى توفير الوقت لمشاهدة تلك النوع من الأفلام، للحصول على مادة الدوبامين التى يفرزها المخ والمسئولة عن السعادة وهنا يقع فريسة للاكتئاب لانه يستمر فى إفراز تلك المادة، وعندما تتوقف يتحول تدريجياً الي شخص مكتئب تماما، يجلس بمفرده كثيرا، لا يريد الحديث مع أسرته، كل ما يفكر فيه الجلوس بمفرده من أجل مشاهدة لقطات الفيديو التي يريدها ولا يريد سوى مشاهدتها والعيش فى هذا العالم . من وجهة نظرك ما هي مراحل تطور الإدمان الإباحي؟ فى الماضي كان من الصعوبة الوصول للمادة الإباحية؛ فكانت عبارة عن مجلات جنسية تأتي من الخارج وكان من الصعوبة الحصول عليها وكانت بين فئات معينة من المواطنين، وتطور الحال بالطبع ودخل الفيديو العالم العربي وأصبحت الأفلام الجنسية عبارة عن شريط فيديو وكان من الصعوبة الحصول على الشريط فكان التداول صعب ولكن تطور الحال وتطورت معه التكنولوجيا وأصبح الوصول للأفلام أسهل وفى أي وقت وأصبحت الخصوصية فيها أسهل بكثير فبمجرد التواجد بمكان منفرد يستطيع أي شخص مشاهدة تلك الأفلام.. ولهذا أصبح الإدمان أقرب للأشخاص . هل خطورة إدمان الأفلام الإباحية تتوقف على الضرر الشخصي فقط؟ الخطورة هنا أن هناك مواقع غير معروفة وأشخاصًا مجهولين لا نعلم هم من أي بلد وتابعين لأي جهة؛ فالمواقع الإباحية أصبحت مثل «الدارك ويب» عالم مظلم تماماً لا أحد يعرف ما يحدث بداخله وهنا تكمن الخطورة فلا مانع من عمليات التجنيد بالمعني المقصود لها، فالمدمن على استعداد بيع أي شيء من أجل الوصول لشهوته واللذة التى يسعى لها، فمن الممكن أن يجند للإضرار بمصالح بلده. ومن الممكن وبسهولة شديدة أن يتم ابتزاز المدمن أو المدمنة لتلك الأفلام الإباحية، وهنا قد تتحول مدمنة الأفلام الإباحية لأسيرة يتحكم فيها المبتز بكل سهولة . هل عالم الإباحية أصبح بيزنس؟ بالطبع أصبح بيزنس يدار من خلاله ملايين الدولارات المشبوهة، وقد يتم من خلال تلك الشركات المشهورة فى الدول الاجنبية غسيل الأموال داخل هذا العالم، واعتقد أن تصدير فكرة الإباحية للعالم العربي هي مؤامرة محسوبة جيداً، وخصوصا اننا فى الفترة الأخيرة اكتشفنا أن هناك أفلاما جنسية تصور داخل بلادنا العربية، يرتدي خلالها ممثلو الأفلام اقنعة لإخفاء ملامحهم يتم تغيير أصواتهم لتعرض على تلك المواقع وتصدير صورة أن داخل العالم العربي أفلام بورنو وليس كما فى السابق تسريبات فقط . ومن المتوقع أن تجد فتيات يتحدثن لغة الشارع يظهرن فى أفلام جنسية ويتحولن مع الوقت لمشاهير داخل عالم البورنو . هل هوس التصوير قد يحول فتيات وشباب لممثلين أفلام جنسية؟ الهوس مرض نفسي، وفي الفترة الأخيرة أصبح هوس الشهرة وحب الذات والتصوير منتشرًا بصورة مرعبة بين أوساط الشباب والفتيات؛ففى الأسابيع القليلة الماضية شاهدنا بعض مشاهير السوشيال ميديا مسرب لهم فيديوهات جنسية وتم تصويرها بمعرفتهم وبرضاهم وهذا يؤكد أن تلك الفئات أصبحت تمتلك هوس التصوير حتى فى اللحظات الحميمة، وقد يتحولون لعبيد الصورة والفيديو من أجل الشهرة والمال حتى ولو كانت تلك الشهرة من خلال عالم الجنس . ما مدى تأثير إدمان الإباحية على الأسرة؟ هنا الكارثة الحقيقية؛ ففى الفترة الأخيرة أصبح العلاج النفسي عبر المنصات الإلكترونية، واكتشفنا نحن الأطباء النفسيين أن هناك العديد من الحالات بين الرجال المتزوجين والنساء المتزوجات يعاني أحد الطرفين أن الزوج او الزوجة مدمنة للافلام الاباحية وتريد تقليد ما يحدث بداخلها ولا يوجد حالة من الرضا على العلاقة الجنسية الطبيعية بين الأزواج وهنا تحدث المشكلة وتصل للطلاق وخراب البيوت . ما هي روشتة العلاج من إدمان الإباحية؟ الإباحية مشكلة تؤثر على قيم الإنسان وصحته النفسية وإنتاجيته وعطائه، حيث أن أضرار الإباحية تتعلق بالجوانب الاجتماعية والصحية والنفسية والمجتمعية كالتحرش والعنف، ولكنها كأي إدمان يمكن العلاج منها بسهولة ولكن قبل أن تعالج لابد من مواجهة المدمن بالمشكلة والوقوف عندها يجب أن يبتعد عن الجلوس بمفرده، كما يجب عدم توفير الانترنت له، هنا يتم الابتعاد قليلاً وبعدها ينتقل للمرحلة الثانية والتى يمكن من خلالها ان يكتب للمريض مضادات الاكتئاب، والتي يمكن أن تساعد في التخفيف من حالات الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القهري، ايضا مثبتات المزاج، والتي تستخدم لحالات الاضطراب ثنائي القطب ويمكن أن تعمل على التقليل من الرغبات الجنسية القهرية، مضادات الأندروجين، والتي تعمل على تخفيف آثار الهرمونات الجنسية الذكرية، وبالتالي يمكن أن تساعد في التخفيف من الرغبات الجنسية لدى الرجال والتي تؤدي إلى إدمانهم على المواد الإباحية، وبالنسبة للسيدات هناك أدوية أخرى تكتب من أجل تقليل الرغبة الجنسية للابتعاد عن مشاهدة تلك الافلام. اقرأ أيضا : مقاطع إباحية ومخدرات.. تحرك قضائي جديد ضد الراقصة "دوسة"