البيت نعمة لا يعرف قيمتها وفضلها إلا من فقدها ، والمسلم مطالب بإصلاح بيته وأهله قال تعالى:" والله جعل لكم من بيوتكم سكنا" والاهتمام به هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم، فالمجتمع يتكون من عدة بيوت فلو صلحت لكان المجتمع قويا صامدا أمام أعداء الله يشع بالخير ولا ينفذ اليه الشر، والإسلام وضع لنا خطوات وإجراءات لإصلاح البيوت تحدثنا عنها الدكتور ماجدة هزاع أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف فتقول . أولى الإسلام عناية فائقة للبيت الأسري قبل تأسيسه وبعد إقامته تبدأ من حسن اختيار الزوجة والزوج ثم أمر الدين الحنيف بالمعاشرة بالمعروف بين الزوجين فحسن العشرة من أهم الركائز التي ينتج عنها عيش الأسرة في ود وسلام قال تعالى:" وعاشروهن بالمعروف"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله ). وتؤكد ضرورة جعل البيت قبلة بمعني اتخاذ البيت مكانا للعبادة قال تعالى:" وأوحينا إلى موسي وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين"، وقال رسول الله صلى عليه وسلم :( أفضل صلاة؛ صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)،فالبيت السعيدة يتعاون أفراده علي الطاعة والعبادة، وضعف ايمان الزوج تقويه الزوجة واعوجاج سلوك يقويه الرجل تكامل وتناصح. وتؤكد الاهتمام بالأولاد فهم يحتاجون إلى وجود الأب والأم وهذا لا يأتي إلا بالتفاهم القائم بين الزوجين، فلا يجوز للطفل أن يتلقى أمورا متناقضة لا يدري أيها ينفذ فيعيش مشتت الذهن مشوش الفكرة في حيرة؛ بسبب اختلاف الوالدين فالحذر الحذر من الخلافات أمام الأولاد واستخدامهم وسيلة لتصفية الحسابات . وهذا يستلزم حسن قيادة البيت والتوسط في متابعة الأبناء بين المراقبة الصارمة التي تشعرهم بفقدان الثقة وبين الإهمال والترك بحجة الحرية الشخصية مع ضرورة حسن التصرف عند الوقوع في المشاكل والأزمات ومعالجتها بالصبر والهدوء، مع تنظيم جلسات لمناقشة الأمور الحياتية خصوصا عندما يكبر الأولاد فيكون ذلك فرصة لتعليمهم تحمل المسئولية . اقرأ أيضا| مفتي الجمهورية: ندعو الدول العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية وتشير إلى ضرورة اتباع تعليمات الدين لحماية البيت من الشرور ومنها التفرقة بين الأولاد في المضاجع وعند النوم والتربية علي الحياء والعفاف والزي المحتشم للفتيات في البيت وخارجه مع اختيار الجيران من ذوي الخلق والدين. وتنبه لضرورة حفظ أسرار البيوت وعدم نشر أخبار الأسرة علي وسائل التواصل الاجتماعي لأن هذا يسبب كثيرا من الأضرار ويعمل على إفشاء الأسرار . وتطالب بالتعاون بين الجميع وعدم إلقاء الحمل كله علي الأم؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمله الرجال في بيوتهم .