التحق الفنان الراحل عبد السلام النابلسي في بداياته بالمسرح، وكان لذلك وقع الصدمة على والده الأزهري الذي أرسله إلى القاهرة لدراسة العلوم الدينية بالأزهر الشريف، فكيف يترك الدراسة للعمل ك«مشخصاتي»، فحرمه من مصروفه الشهري الذي كان يرسله له ليعينه على متطلبات الحياة. الابن العنيد لم يتراجع بل أصر على موقفه واستكمل طريقه، وفي ظل الغربة وعدم إتقان أي عمل آخر لم يكن أمامه إلا الاشتغال بالفن كمحترف وبأجر ثابت، وفي تلك الأيام كانت فرقة رمسيس لصاحبها الفنان القدير يوسف وهبي هى الفرقة المسرحية الأولى في مصر وجواز المرور إلى النجاح والشهرة. وقتها كان النابلسى مقتنعا أن الأداء التمثيلي لا يعترف بأهمية الالتزام بالحوار المسرحي، وإنما الأفضل أن يستمع الفنان إلى ما يجيء في السيناريو حتى يكون ملمًا بالجو العام للموقف، ومن هنا يستطيع الأداء بتلقائية، وهو ما رفضه وهبي وحذره أكثر من مرة من عدم الخروج عن النص أوالارتجال، ولكن النابلسى لم يلتفت إلى تحذيراته، وكرر ارتجاله وهو ما لم يحتمله عميد المسرح العربي فطرده من الفرقة. لم يحاول وقتها نجم الكوميديا الاعتذار عن مبدئه، وإنما رحل عن الفرقة في هدوء واثقًا أنه سينجح يومًا ما. اقرأ أيضا : عبد السلام النابلسي.. كوكتيل مواهب استثنائي ونهاية مأساوية