هِبةُ اللهِ من قديمِ الزمانِ إنها مصرُ ... فانطلقْ يا لساني وتجاوزْ حدودَ شِعرٍ ووزنٍ .... الدولة المصرية اعادت مكانتها من جديد بسواعد شبابها وشعبها وجيشها الباسل الذى لا يدخر لحظة لفداء هذا الوطن العزيز . وعندما ننظر الى مصر الحديثة وبالتحديد منذ عصر محمد على وما وصلت له مصر خلال هذه الفترة من بناء حديث للوطن وانشاء الجسور والترع والتوسع فى الزراعات والاستفادة من الخبرات العالمية داخل مصر وارسال البعثات العلمية المصرية التى تجوب العالم وتهافت الاجانب على الحضور الى مصر، والعمل بداخلها حتى وصل بنا التحضر والرفاهية الى ظهور الموضة العالمية من داخل مصر بخلاف وجود العلماء والفنانين وايضا الثقافة المصرية التى غزت الشرق الأوسط . كل هذه المقومات كانت شاهد رئيسى فى قوى الشعب المصرى الذى قام ببناء تلك المدن والجسور والقناطر فى مختلف المعمورة. وعندما نستحضر عصر الخديوى إسماعيل الذى حكم مصر 16 عاما ومدى التأثير الذى قام به فى البنية التحتية داخل مصر من شرقها الى غربها ، والتى تؤكد أن مصر بها من مقومات النجاح ما هو كامن من داخل عقول الشعب المصرى، من جينات النجاح المستمر على مر العصور ،خاصة أن الطفل المصرى العبقرى له رأي وتأثير بالغ الاهمية . ففى عصر الخديوى إسماعيل شيدت تماثيل أسود قصر النيل، وصنعت فى الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوى إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوى توفيق، الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبرى الخديوى إسماعيل، كما كان يسمى الكوبرى آنذاك، ورأى الخديو توفيق، أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل، واستعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة. قد كانت أسود قصر النيل سببًا فى انتحار النحات الفرنسى، حيث فوجئ الأخير خلال الاحتفال ببناء تماثيل أسود قصر النيل وحديثه عن تصميمه الفريد المتناسق و يتباهى بمدى كمال التماثيل و خلوها من أى عيوب، بطفل مصرى صغير يشير إلى أحد الأسود و يقول "هو فى أسد من غير شنب ؟!"، و ما أن انتبه " جاكمار" إلى هذا الخطأ الفادح حتى انصرف وترك الحفل، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله. اننى أرى أن الجمهورية الجديدة التى نعيش فيها الآن لم تستمر فى النجاح الا بسواعد الشعب المصرى وقدرته على تحمل الصعاب والوقوف بجانب المصلحة الوطنية التى تبنى على أساس العمل والاخلاص لرفعة الوطن وتشكيل وجدان جديد من صغار وكبار شباب وشيوخ حول مائدة الوطن الذى نعيش فيه ،مهما كانت التحديات التى تواجه الوطن والتصدي إلى الشائعات الكاذبة والتشكيك فى كل إنجاز يتم على أرض الوطن وذلك برفع درجة الوعى الوطنى والقناعة بأن الوصول الى الأمن والامان داخل الوطن أمر صعب وكلفنا شهداء من الجيش الباسل والشرطة الوطنية من أبناء الشعب المصرى ولكننا نجنا إلى الوصول إلى الاستقرار. وعندما نتأمل فى حجم الانجازات خلال السنوات العشرة الماضية من خلال تنفيذ المشروعات القومية التى تمت على أرض مصر من إنشاء وشق طرق جديدة والتوسع وتطوير سكك حديد مصر وانشاء خطوط جديدة لمترو الأنفاق واستصلاح أراضى زراعية وإنشاء مصانع جديدة وتقديم خدمات صحية شملت الشعب المصرى بالكامل تم ذلك بسواعد أبناء الشعب المصرى. نعم مصر قوية ما دمنا كلنا واحد وجيشنا واحد ووطننا واحد ، لم ولن يقدر أحد على اختراقنا سواء من الخارج أو الداخل . والكل يعلم جيدا أن غلق الباب على البيت يحميه من الكثير من الحشرات المضرة والتى تريد أن تؤذي المصريين ،وأرى أننا فى أشد الحاجة إلى غلق الباب على بيتنا الكبير مصر والحفاظ على أنفسنا بمشاركة الضيوف من الخارج البالغ عددهم أكثر من 9 مليون نسمة ونتقاسم معهم رغيف الخبز داخل الوطن مصر فى أمن وأمان ذلك الخير الكبير، وبناء الوطن سيضمن لنا التقدم والرخاء حفظ الله مصر