حقيقة مؤكدة يدركها العالم وتعيها كل الدول والشعوب الساعية للاصلاح والنمو والتطور، والمنطلقة على طريق التنمية الشاملة، والسعى لوفرة الانتاج وتلبية حاجات الاستهلاك المحلى، وإتاحة الفرص للتصدير الى الاسواق الاقليمية والدولية. هذه الحقيقة تقول بكل بساطة وواقعية، إن التصنيع هو الطريق الصحيح المؤدى لبلوغ هذه الأهداف والوصول إلى هذه الغايات، وتحقيق هذه الطموحات المشروعة والضرورية لكل الدول وجميع الشعوب. ولا مبالغة فى القول بأن الضرورة تفرض علينا جميعا، أن نضع قضية تطوير وتحديث الصناعة المصرية، على رأس الاولويات، وفى مقدمة الاهتمام فى البرنامج الاقتصادى، للنهوض بالدولة المصرية، فى إطار المخطط الاستراتيجى للتنمية الشاملة والمستدامة. وفى ذلك علينا أن نؤمن أن قضية التصنيع هى الركيزة الاقتصادية الرئيسية والأكثر أهمية فى المرحلة الحالية والمقبلة ايضا، فى ظل سعينا الجاد للنهوض الشامل، والانطلاق لتحقيق طفرة فى الانتاج تسد حاجة الاستهلاك وتتيح الفرصة للتصدير فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وإذ كنا نؤكد على ذلك بوصفه ضرورة حتمية، فإننا نؤكد أيضا على ضرورة السعى والعمل المكثف والجاد للوصول الى هدف محدد، وهو أن يكون شعار صنع فى مصر علامة مميزة لكل المنتجات فى السوق المحلى، سواء كانت هذه المنتجات ملابس أومعدات وأدوات صناعية أو سلعا معمرة أو صناعات غذائية، أو صناعات لسيارات الركوب ووسائل النقل الخفيف والثقيل، وغيرها من الصناعات المتطورة الحديثة. وكلنا دون شك نتمنى أن يأتى اليوم الذى تكون فيه كل السلع والمنتجات المصنعة، التى نحتاجها ونستخدمها صناعة مصرية خالصة، من تصميم العقول المصرية وانتاج العمال والصناع المصريين. ولعلى لا أبالغ على الاطلاق إذا ما قلت، إن هذه ليست أمنية بعيدة المنال أومستحيلة التحقق، بل على العكس هى أمنية متاحة وممكنة التحقق، إذا ما أدركنا الحقيقة المؤكدة التى تقوم على أساس راسخ فى الحياة منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة، وهى أن العمل الجاد والجهد المخلص والصادق هما الوسيلة الصحيحة لبلوغ الأهداف وتحقيق الطموحات ونهضة الدول والشعوب.