ماذا بك يا شعب غزة؟ ما هذا القدر؟ من الإيمان بالله الذى يملأ قلوب أبنائك تحدى إسرائيل للرأى العام العالمى المُطالب بوقف حرب الإبادة الوحشية التى تشنها إسرائيل على شعب غزة الأعزل منذ أكثر من تسعة أشهر مازال مستمرا بل ويتصاعد حتى مع الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسى لإسرائيل التى ترفض خطة إسرائيل لتوسعة المواجهة مع حزب الله إلى حرب شاملة على لبنان وهو ما يلقى أيضا رفضا عالميا واسعا عبر عنه السكرتير العام للأمم المتحدة جوتيرش بقوله إن العالم لا يستطيع أن يتقبل أن تتحول لبنان إلى غزة أخرى. ورغم ادعاء إسرائيل هزيمة حماس فما زالت المقاومة الفلسطينية مستمرة على أشدها والقتلى الإسرائيليون يتساقطون كل يوم وما زال قادة حماس أحياء ومصرين على المقاومة وما زال الأسرى الإسرائيليون فى قبضة حماس فأى هزيمة لحقت بحماس كما تدعى إسرائيل؟ حجم الدمار الذى أصاب قطاع غزة وشرد سكانه حتى إنه لم يعد هناك أى مكان آمن فى غزة أصاب العالم بذهول من هول المأساة التى يتعرض لها شعب غزة. لكن فى الوقت نفسه كان الذهول الأكبر من روح الصمود التى يتمتع بها هذا الشعب وإصراره على التمسك بأرضه ورفضه أية محاولات لتهجيره قسرا أو طوعا إلى أى مكان آخر. الفيديوهات التى تذيعها الفضائيات كل يوم واللقاءات التى تجريها مع «الغزاوية» من كل الأعمار وسط أتون الحرب المدمرة التى يتعرضون لها تؤكد أن هذا الشعب من «طينة أخرى»، لا نعرفها. يتلقى هذه الضربات الوحشية ويفقد المئات من أبنائه يوميا ثم يخرج أمام الكاميرات ليؤكد أنه ليس أمامه إلا الثقة بالله والدعاء بانتهاء هذه الحرب المدمرة وعودة من تبقى من كل أسرة على قيد الحياة إلى مسكنهم وإعادة الإعمار. هكذا علمتهم التجارب السابقة والمواجهات الدامية مع جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ عام 1948. ماذا بك يا شعب غزة؟ ما هذا القدر من الإيمان بالله الذى يملأ قلوب أبنائك ويقوى من عزيمتهم فتجدهم يتلقون الضربات على مدار اليوم وبعد انتهاء الغارات وعمليات القصف يفتحون محلاتهم ويمارسون حياتهم الطبيعية. أما الحزن فهو مؤجل حتى تتم إعادة الإعمار وعودة غزة متألقة تنبض بالحياة كما كانت. هذه المعانى نسمعها يوميا من أهل غزة من كل الأعمار.. لكن المدهش عندما تصدر عن الأطفال الصغار الذين لا يخافون الموت ويمارسون ألعابهم اليومية بالكرة وركوب الدراجات تحت القصف ووسط ضجيج المدافع.. وكثيرا ما تنقل الفضائيات كلمات أو أشعارا لهؤلاء الأطفال تعبر عن هذا الصمود لكنها تؤكد فى الوقت نفسه أن كل طلقة مدفع أو رشقة صاروخ تزيدهم إصرارا على الصمود وكراهية للعدو الإسرائيلي. ما لا يفهمه ولا يدركه نتنياهو وعصابته المجرمة أن هذه الحرب الوحشية ستخلق جيلا جديدا أكثر إصرارا على الانتقام فلا نتوقع منهم مستقبلا إلا مزيدا من العنف.. أما السلام الذى تبحث عنه إسرائيل فلن يتحقق إلا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة. صحيح أن الفلسطينيين تحملوا الاحتلال الإسرائيلى لأراضيهم 75 عاما لكن المؤكد الآن أن تحقيق أهدافهم وقيام دولتهم لن يحتاج أكثر من شهور أو سنوات طويلة إن شاء الله خاصة بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 دولة ومعارضة 9 دول فقط على حق الفلسطينيين فى إقامة دولة مستقلة وصدور قرار لمجلس الأمن بأغلبية 14 صوتا بالوقف الفورى للحرب على غزة.