غزة : علاء المشهراوي:أحيى امس الفلسطينيّون في الداخل والشتات ذكرى الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، والتي توافق السابع والعشرون من ديسمبر/ كانون الأول وهي الذكرى الأكثر إيلاما لهم منذ عام 1967،.ففي اليوم السابع والعشرون من شهر ديسمبر عام 2008، وتحديدا الساعة 11.30 صباحاً، حدث شيء مخيف ومرعب لكل مواطن في قطاع غزة، خلال 10 ثواني كانت سماء القطاع تمتلئ بأكثر من 60 طائرة حربية ، وفجأة بدأت بغارات جوية كبيرة، في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، في ظل ذهول الناس الذين لم يكونوا يعلمون ماذا يحدث ؟ .فقد وقف الغزيون دقيقة صمت في تمام الساعه الحادية عشر والنصف استذكاراً ليوم الحرب على غزة قبل عام والتي امتدت 23 يوما مارست خلالها اسرائيل أبشع ألوان القتل والتشريد وامتهان الكرامة الإنسانية، ومارست العديد من جرائم الحرب التي أقرت بها مؤسسات دولية، فيما استخدمت أسلحة محرمة دوليا سببت مآسٍ لم تنتهِ آثارها بعد.واستشهد في أول دقائق الحرب الوحشية على غزة أكثر من 250 شهيدا، حيث ضربت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية المواقع الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ضربة واحدة دون سابق إنذار وفي ساعة الذروة، تواصل بعدها القصف الهمجي العشوائي والمنظم على كافة أرجاء القطاع.وبعد 8 أيام من القصف الجوي المركَّز الذي طال البيوت ومراكز الأمن والمساجد والمؤسسات التعليمية والمنشآت الاقتصادية والتجارية والبيئية والأراضي الزراعية ومحطَّات المياه ورياض الأطفال والآثار القديمة، بدأت الحرب البرية التي تواصلت حتى التاسع عشر من يناير كانون الثاني 2009.واجتاحت القوات البرية الغازية مناطق مختلفة من قطاع غزة، جرَّفت خلالها أراضٍ زراعية ومنازل سكنية وأشجار مثمرة، وقصفت خلالها مئات المنازل ودمرت البنية التحتية من مياه وكهرباء في كافة المناطق التي دخلتها، واعتقلت عشرات الفلسطينيين المدنيين من أماكن سكناهم قبل أن تنسحب.وسعت الحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة أيهود أولمرت من خلال الحرب للقضاء على البنية التحتية العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتقويض أركان حكمها في قطاع غزة، الممتد منذ يونيو 2007، إضافة إلى محاولة تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ يونيو 2006 جلعاد شاليط.وبينما لم تفلح إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها، وفق اعترافات مسئولين أمنيين وعسكريين إسرائيليين، إلا أن الحرب أدت إلى تدمير واسع طال أغلب مكونات الحياة في قطاع غزة.وأدت الحرب الوحشية إلى استشهاد أكثر من 1400 مواطن وإصابة أزيد من 5000 بينهم مئات الإعاقات، فيما دُمّرت آلاف المنازل وعشرات المساجد والمدارس والمؤسسات الأمنية والمدنية والتجارية والتعليمية وغيرها.وبعد 23 يومًا من القتل المنظم لكل ما هو فلسطيني في قطاع غزة، بمباركة أمريكية وتحرك عالمي خجول، انسحبت الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي شاركت في الحرب بحرا وبرا وجوا دون شروط مسبقة، وأعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد في ليلة العشرين من يناير.وخرج الشعب الفلسطيني من تحت الركام يرفع علامة النصر، ويرسم لوحة من الصمود والثبات والإيمان بقدر الله لم يشهد لها العالم مثيلا، وأخذ الناس يلملمون جراحهم، فيما انتشرت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بلباسها العسكري في كافة شوارع غزة في مشهد مهيب وبدأ الناس يتوافدون على أماكن القصف والدمار يتفقدون ما تبقى لهم من بيوت وأثاث وضحايا، وتبادل الناس عبارات السلام والتحية الممزوجة بدموع الحزن على ما فقدوا من أبناء وأموال وديار وثمرات.وأقد علنت الحكومة الفلسطينية في غزة عن برنامج فعالياتها لإحياء الذكرى الأولى للحرب تحت شعار صمود وانتصار، والذي سينطلق من المكان الذي تعرض للضربة العسكرية الأولى خلال الحرب، وهو مقر شرطة الجوازات.وأكد احمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أن إسرائيل فشلت في تحقيق أي من أهدافها التي وضعتها للحرب على غزة، مطالبا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى بزيارة قطاع غزة للاطلاع على معاناة أهالي القطاع.جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الحملة الوطنية لإحياء ذكرى الحرب على غزة والتي انطلقت من ساحة المجلس التشريعي، بمشاركة العشرات من النواب والوزراء وقادة الأجهزة الأمنية في الحكومة المقالة في غزة تخللها إطلاق صفارات الإنذار في مختلف مناطق القطاع.وقام احمد بحر وزياد الظاظا نائب رئيس وزراء الحكومة المقالة بإزاحة الستار عن لوحة تحمل أسماء جميع شهداء الحرب، بمشاركة كل من الطفل لؤي صبح والطفلة أميرة القرم التي فقدت والدها واثنين من إخوتها في الحرب.وقال بحر: وضع العدو أهدافا واضحة للحرب واعتقد انه قادر على تحقيقها بفعل ألته العسكرية بهدف كسر شوكة المقاومة في غزة وإجبارها على الخضوع والاستسلام وإسقاط الحكومة وتحرير شاليط وإخضاع غزة لمشاريع التسوية.وأضاف ولكن غزة صمدت ولم تنكسر شوكة المقاومة وخرجت أقوى من قبل ولم تسقط الحكومة لا بالحرب ولا بالحصار ولم يتمكن الاحتلال من تحرير الجندي شاليط ولن يخرج شاليط إلا بعد الرضوخ لمطالب المقاومة.ووجه بحر دعوة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسي بزيارة قطاع غزة ليرى بأم عينه أثار الحرب والحصار على حياة أبناء قطاع غزة وناشد الشعوب العربية والإسلامية والأوروبية بتنظيم مسيرات واعتصام للمطالبة بفك الحصار، وتقديم ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفت خلال الحرب إلى محكمة لاهاي.وطالب مجلس الأمن والمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية لاستخدام صلاحياته وفتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب، وتنفيذ توصيات تقرير غولدستون وإصدار مذكرات توقيف بحق قادة الجيش الإسرائيلي.وطالب جامعة الدول العربية بالوفاء والالتزام بتعهداتها التي أقرتها القمة العربية واجتماع وزراء الخارجية بفك الحصار عن غزة، وطالب الأمين العام للام المتحدة بان كي مون وكافة الهيئات الإنسانية الدولية العمل على فك الحصار.وناشد بحر الرئيس المصري حسني مبارك بإصدار أوامره بوقف بناء الجدار على الحدود بين مصر وقطاع غزة وتسهيل دخول قافلة شريان الحياة إلى القطاع.ويمتد برنامج الفعاليات الحكومية بعدد أيام الحرب، يتخللها مؤتمرات قانونية ومعارض للصور وأيام عمل في المناطق المنكوبة، إضافة إلى يوم دراسي عن الحرب وإضاءة لمآذن القطاع التي قصفت وزيارات ميدانية للمتضررين ومهرجان شعري وغيرها وأطلقت الحكومة على كل يوم من أيام فعالياتها اسم خاص به يتناسب والحدث الأبرز في ذات يوم الحرب، فيما تختتم الفعاليات بحفل مركزي في آخر أيام الحرب والذي أطلقت عليه يوم النصر.وأعلنت مؤسسات حقوقية وأهلية وتعليمية وثقافية متعددة في قطاع غزة عن إحياء ذكرى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بفعاليات متنوعة، بين مؤتمرات وأيام دراسية وحلقات إذاعية ومهرجانات إنشادية ومسيرات تضامنية وغير ذلك.ونظم أطفال غزة مسيرة انطلقت من وسط المدينة ، ورددوا العديد من الشعارات المنددة بالعدوان الإسرائيلي .الى ذلك قالت لجان المقاومة وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين في الذكرى الأولى للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة بان الشعب الفلسطيني باق بأمر الله و لن ينكسر أبداً و سيخرج منتصراً بوعد من الله سبحانه و هذه التضحيات هي ضريبة بلوغ النصر و الحرية .وأكدت لجان المقاومة المضي في المقاومة حتى دحر الاحتلال و التحرير الكامل و أن الجندي شاليط سيبقى في قبضة المقاومة حتى يرضخ هذا العدو صاغراً لمطالب الفصائل الآسرة دون مماطلة أو تسويف .انتهى