صفارات الإنذار تدوي في غزة إيذانا بإحياء الذكرى الأولى للحرب بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2008 غزة: انطلقت صفارات الإنذار في قطاع غزة في تمام الساعة 11:20 من قبل ظهر الأحد بالتوقيت المحلي إيذانا ببدء فعاليات إحياء ذكرى مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، والذي اسفر عن سقوط 1400 شهيد معظمهم من المدنيين ونحو 5 آلاف مصاب ، فضلا عن الدمار التام الذي أصاب القطاع من منازل ومؤسسات منع الحصار الإسرائيلي من إعادة بنائها . و عقب اطلاق الصفارات بدأت المساجد في مختلف أرجاء القطاع بتلاوة القرآن عبر مكبرات الصوت، فيما شارك عدد من قادة حركة حماس والمسئولين في الحكومة المقالة التي تديرها في الحفل الذي أقيم أمام مبنى المجلس التشريعي المدمر في غرب مدينة غزة، والذي تغيب عنه رئيس الحكومة المقالة وأبرز قادة حماس في غزة إسماعيل هنية الذي كان من المقرر أن يعلن هو عن بدء الفعاليات فيما يبدو تحسباً من استهداف إسرائيلي. وحسبما ذكرت جريدة "القدس العربي" اللندنية ، أزاح النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، ونائب رئيس الوزراء المقال زياد الظاظا الستار عن نصب تذكاري يضم لائحة بأسماء الشهداء الذين سقطوا خلال عملية (الرصاص المصبوب) التي نفذته إسرائيل في غزة على مدار 22 يوماً بدءاً بمثل هذا اليوم من العام الماضي، والتي تطلق عليها حماس (معركة الفرقان). وشارك في إزاحة الستار ووضع أكاليل من الزهور الطفل لؤي صبح الذي فقد بصره في قصف إسرائيلي شمال قطاع غزة، والطفلة أميرة القرم التي استشهد والدها وأشقاؤها وهدم بيتها في منطقة تل الهوى في غزة. وسقط في اليوم الأول للعدوان (322) شهيدا، من بينهم (129) من أفراد الشرطة والأمن، استشهدوا داخل مقراتهم وبعضهم كان في طابور عسكري بساحة التدريب في مدينة عرفات للشرطة، كما استشهد مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء توفيق جبر جرائه. القسام.. جاهزون للحرب وفي ذكرى العدوان الوحشي على القطاع ، أكد ابو عبيدة المتحدث الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهو يأخذ له ساترا في بستان بقطاع غزة "نحن لا نتمنى الحرب.. نحن نتمنى الهدوء والسلام لهذا الشعب. ولكن اذا فرضت علينا أي معركة فنحن جاهزون بكل ما نملك من عناصر بشرية وبكل ما نملك من قوة لمواجهة أي حرب وأي جريمة صهيونية وأي اعتداء مهما كان حجمه". ونقلت جريدة "أخبار الخليج" البحرينية عن ابوعبيدة الذي كان ينتقل مع حراسه المسلحين من مكان لاخر في البستان لتفادي رصده من جانب الطائرة الاسرائيلية قوله: "حماس ليس أمامها اي خيار سوى تطوير ترسانتها". وأضاف: "العدو يطور من أسلحته ويستخدم ضدنا أسلحة محرمة دوليا .. ولذلك من حقنا استخدام أي سلاح نراه مناسبا وأن ندخل أي سلاح نراه مناسبا في معركتنا مع الاحتلال وهي معركة متواصلة". وقالت إسرائيل ان الكتائب التي يقدر بعض المراقبين حجمها بنحو 25 الف مقاتل تسعى بمساعدة كل من سوريا وايران الى تطوير قدراتها الصاروخية لتصل الى تل ابيب العاصمة التجارية لاسرائيل. ويرى مراقبون قريبون من الحركة انها تطور أيضا اسلحة مضادة للدبابات أكثر فعالية كما تجري تدريبات لتحسين التكتيكات الميدانية. حرب وحشية وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2008عدوانا وحشيا على سكان القطاع العزل بدعوى وقف إطلاق صواريخ المقاومة والقضاء على حكومة حركة (حماس) المنتخبة مستخدمة أسلحة محرمة دولية فتكت بأعضاء الضحايا الذين كان معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين. وخلال العمليات العسكرية تم استهداف منشآت الأممالمتحدة داخل القطاع حيث قتل اكثر من ثلاثين مدنيا كانوا يختبئون داخل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مخيم جباليا شمالي القطاع. وحدد رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ايهود اولمرت هدف العمليات العسكرية في غزة بوقف ما قال انه هجمات المسلحين بالصواريخ والقذائف على اسرائيل وحذر من احتمال ان تستغرق هذه العمليات بعض الوقت. كما اتهمت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية حينها حركة (حماس) بأنها تضع المدنيين في فوهة المدافع، وقال الجيش الإسرائيلي مرارا إنه يستهدف عناصر (حماس) في القصف بينما كانت الصور التلفزيونية تظهر جثامين الأطفال والنساء وسط حالة من الذعر في شوارع غزة. وقد اتهم تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون إسرائيل بارتكاب انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب أثناء الحملة العسكرية على غزة، فيما انتقد إطلاق (حماس) الصواريخ على مناطق سكنية إسرائيلية. وقد أقر مجلس حقوق الإنسان منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2009 التقرير وحث إسرائيل وحماس على فتح تحقيقات جدية في الانتهاكات، واوصى المجلس بإحالة الطرفين إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا أخفقا في ذلك. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة مشروع قرار تقدمت به الكتلة العربية لمطالبة اسرائيل والفلسطينيين بفتح تحقيقات ذات مصداقية في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب في غزة. غزة مازالت مدمرة وتقول صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إنه بعد 12 شهرا من انطلاق الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة لا تزال الأضرار التي تقدر قيمتها بمليار دولار تنتظر الإصلاح، بسبب التضييق الذي تفرضه إسرائيل على مواد البناء ؛ فبينما يحتاج القطاع إلى الآلاف من شاحنات مواد البناء، لم تسمح السلطات الإسرائيلية سوى ل41 بالدخول". وتتابع : " أضف إلى ذلك أن اقتصاد القطاع يعتمد فقط على الأنفاق التي تشرف عليها حماس بين القطاع ومصر ". وعن الآثار المترتبة عن الحملة الإسرائيلية تقول الصحيفة البريطانية إنه يصعب تقدير حجم الضرر الذي لحق بسمعة إسرائيل الأخلاقية. كما بات العديد من الساسة الإسرائيليين يُحاولون تجنب عدد من البلدان مخافة المتابعة القضائية بتهم جرائم حرب. وتضيف الصحيفة قائلة، إن الباب المسدود الذي بلغت إليه الأوضاع في المنطقة لم يكن ممكنا لولا تغاضي الرئيس الأمريكي أوباما "الذي وعد بالكثير، ولم ينجز سوى القليل" . وتدعو الصحيفة في ختام الافتتاحية إلى أن تتحمل الولاياتالمتحدة مسئوليتها، خاصة بعد عودة التوتر المسلح إلى المنطقة بسبب مقتل ستة فلسطينيين برصاص إسرائيل. فالوضع الحالي تقول الأوبزيرفر تربة خصبة لمزيد من المأسي والعنف.