في ذكرى سربرنيتسا، يتذكر العالم أحداث المذبحة الأليمة التي تعرض لها مسلمو البوسنة والهرسك خلال الفترة من 11 إلى 22 يوليو 1995، حيث تعتبر مجزرة سربرنيتسا من أبشع الفظائع التي شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وخلال السطور التالية، نلقي الضوء على هذه المذبحة تزامنًا مع ذكرى سربرنيتسا، التي ألمّت بحياة الآلاف من مسلمي البوسنة والهرسك، وأدت إلى تشريد أكثر من مليوني شخص بين عامي 1992 و1995، خاصة بعدما صنفت محكمة العدل الدولية هذه الأحداث كإبادة جماعية، كما ورد في الموقع الرسمي للأمم المتحدة، فما هي الأحداث التي أدت إلى وقوع هذه المأساة؟ اقرأ أيضًا: البوسنة توجه اتهامات لقائد صربي مسجون بشأن عمليات قتل خلال الحرب أحداث مجزرة سربرنيتسا في الحادي عشر من يوليو 1995، اجتاحت وحدات من صرب البوسنة منطقة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك خلال حرب البلقان التي بدأت عام 1992 بعد انهيار يوجوسلافيا السابقة، وفي غضون أقل من أسبوعين، نفذت هذه الوحدات عملية إبادة منظمة راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم بوسني، بينما هجّرت الآلاف إلى خارج المدينة. وفي مايو 2024، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص 11 يوليو ليكون اليوم العالمي للإبادة الجماعية في سربرنيتسا، لتخليد ذكرى سربرنيتسا. وتسببت الحرب التي تلت تفكك يوجوسلافيا في مقتل أكثر من 100,000 شخص في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، معظمهم من المسلمين البوسنيين، كما أدت إلى تشريد أكثر من مليوني شخص. اقرأ أيضًا: التعاون الإسلامي تشارك أسر ضحايا الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك بالذكرى ال28 وتمثلت مذبحة سربرنيتسا واحدة من أكثر الجرائم البشعة في التاريخ الحديث، حيث انتهكت كل المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، ولم تقتصر الفظائع على القتل الجماعي فقط، بل تضمنت أيضًا عمليات تشريد قسري وغيره، مما خلّف جروحًا عميقة في ذاكرة المجتمع البوسني والعالم بأسره، لتبقى ذكرى سربرنيتسا في الأذهان. وعلى الرغم من مرور سنوات عديدة على هذه المأساة، إلا أن آثارها ما زالت حاضرة، سواء في حياة الناجين أو في الذاكرة الجماعية للمجتمع الدولي، ويتجدد الأمل بأن تكون ذكرى سربرنيتسا فرصة لتعزيز الوعي العالمي ضد جرائم الإبادة الجماعية، والعمل على منع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل. وفي كل عام، يتم تنظيم فعاليات لإحياء ذكرى سربرنيتسا وضحايا المذبحة، حيث يشارك الناجون وأسر الضحايا وممثلون عن المجتمع الدولي في إلقاء الكلمات ووضع الأزهار وإقامة الصلوات، للتأكيد على التزام البشرية بألا تتكرر مثل هذه المآسي. اقرأ أيضًا: سفير البوسنة والهرسك: نؤيد الجهود المصرية لحل النزاع الحالي في قطاع غزة ويبقى الأمل في تحقيق العدالة لضحايا ذكرى سربرنيتسا والعمل على بناء مستقبل أكثر أمانًا وسلامًا للبوسنة والهرسك، ولكافة شعوب العالم. كما قضت محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ليوجوسلافيا السابقة بأن مذبحة المسلمين البوسنيين في ذكرى سربرنيتسا، التي ارتكبتها قوات جمهورية صرب البوسنة، تعتبر إبادة جماعية. وخلّفت هذه الإبادة الجماعية جروحًا نفسية عميقة في نفوس الناجين وأسر الضحايا والمجتمع البوسني عمومًا، مما أوجد عقبات دائمة أمام المصالحة بين المجموعات العرقية المختلفة في البلاد. الجمعية العامة للأمم المتحدة تحيي ذكرى سربرنيتسا وفي عام 2025، سنحتفل بالذكرى الثلاثين لذكرى سربرنيتسا، حيث فقد ما لا يقل عن 8,372 شخصًا حياتهم، وتعرض الآلاف للتهجير، وتفككت الأسر والمجتمعات. وأعربت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، أليس وايريمو نديتو، عن قلقها إزاء استمرار التحريف للجرائم الفظيعة التي ارتكبت خلال الصراع من عام 1992 إلى 1995، بما في ذلك إنكار الإبادة الجماعية في سربرنيتسا وتمجيد مجرمي الحرب المدانين. اقرأ أيضًا: ستيفانديتش: الاتحاد الأوروبي يسعى لفرض العقوبات ضد روسيا من خلال البوسنة وفي مايو 2024، قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعم من ألمانيا ورواندا، بتبني قرار يجعل من 11 يوليو يومًا عالميًا للإبادة الجماعية وإحياء ذكرى سربرنيتسا، وطلبت الجمعية من الأمين العام، أنطونيو جوتيريش، تطوير برنامج توعوي للتذكير بفظائع سربرنيتسا. ورغم ذلك، يستمر الرئيس السابق لصرب البوسنة والهرسك، ميلوراد دوديك، في إنكار وقوع إبادة جماعية، وقد صرح مرارًا وتكرارًا أن صرب البوسنة لن تعترف بهذا التصنيف، ومع ذلك، نشر بالأمس على منصة «إكس» تعبيرًا عن تضامنه مع أسر ضحايا ذكرى سربرنيتسا. وتأسست جمهورية صرب البوسنة والهرسك في 9 يناير 1992، وتعد كيانًا قانونيًا ضمن البوسنة والهرسك، وتغطي مساحة تبلغ 24,857 كيلومترًا مربعًا.