ندى محسن حفاظًا على التراث العربي، وإعادة تقديمه بشكل جديد ومعاصر يتناسب مع منهج وفكر الجيل الحالي من الشباب، بادرت المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني بتجديد عدد من الأعمال التراثية آخرهم أغنية "ما حبيتش" للفنان والملحن التونسي الراحل علي الرياحي، والتي تندرج تحت تصنيف اللون الطربي، لكن قدمتها باسكال في نسختها الجديدة بقالب أكثر عصرية وحداثة بالتعاون مع زوجها الملحن والموزع ملحم أبو شديد.. تتحدث باسكال في الحوار التالي عن تفاصيل التجربة بداية من اختيار الأغنية وتنفيذها وتصويرها على طريقة الفيديو كليب، كما كشفت عن اتجاهها نحو إعادة تقديم مزيد من أغنيات التراث بصوتها، وتجربتها مع تقنية الذكاء الإصطناعي، والعديد من التفاصيل الأخرى. لماذا وقع اختيارك على أغنية "ما حبيتش" للفنان والملحن التونسي الراحل علي الرياحي لإعادة تقديمها بتوزيع واسلوب جديد ومعاصر؟ وماذا عن مراحل تنفيذها؟ إنجذبت لكلماتها في المقام الأول، وشعرت أنها تُناسب ذوقي، ووقع اختياري عليها منذ شهر مارس الماضي، فمن وقت لآخر يستهويني إعادة تقديم أغنية من التراث بصوتي، وهذه المرة لم أجد أنسب من أغنية "ما حبيتش" للراحل التونسي القدير علي الرياحي، وبدأت تنفيذها موسيقيًا بتوزيع جديد ومعاصر برفقة زوجي الملحن ملحم أبو شديد، وحرصنا أن يكون التوزيع أكثر حداثة بإيقاع سريع حتى يتناسب مع منهج وفكر الجيل الحالي من الشباب، مع الاحتفاظ بأصالة اللحن الطربي، ولمست نجاح الأغنية مع الجمهور التونسي خلال إحيائي أحد الأفراح مؤخرًا في تونس. تنتمي الأغنية إلى اللون الطربي في ظل انحصار تقديم هذا اللون، وسيطرة أنماط موسيقية أخرى كالبوب، الروك، الچاز، وغيرهم.. ألم تخشين المجازفة؟ لم أخش اختيارها إطلاقًا، وكونها تندرج تحت تصنيف اللون الطربي أحد أسباب حماسي لإعادة تقديمها أيضًا، صحيح طرأت متغيرات عديدة على الساحة الغنائية في السنوات الأخيرة لكن من المعروف عني أنني مُتجددة ومُنفردة دائمًا، وأسلك طرق مُختلفة عن الجميع، ودائمًا ما أحرص على الموازنة بين تقديم أعمال طربية كلاسيكية، وأعمال تنتمي إلى موسيقى البوب، حتى لا أغفل عن ذوق واسماع الجيل الجديد أيضًا. كيف كانت كواليس تصوير الفيديو كليب الخاص بالأغنية؟ قمت بتصويرها على طريقة الفيديو كليب بمنطقة حامات بلبنان، والتي تُحيطها المساحات الخضراء والبحر من جميع الاتجاهات، وحرصت أن تتناسب الصورة الإخراجية مع أصالة اللحن والكلمات وذلك بإختيار إطلالة كلاسيكية نوعًا ما، مع الاستعانة بسيارة كلاسيكية أيضًا، وكان من المفترض أن يتم إصدار الفيديو كليب في إبريل الماضي، لكن أجلت طرحه بسبب وفاة شقيقي، وحددت منتصف يوليو الجاري موعدًا أخيرًا لطرحه. ماذا عن تجربتك مع اللهجة التونسية؟ أتقن اللهجة التونسية بدرجة كبيرة، ومن أقرب اللهجات إلى قلبي، فأنا من أوائل الفنانات اللاتي قدمن أغنيات باللهجة التونسية والمغربية مثل "دندني" و"الفرقة صعيبة" منذ 20 عامًا، وقدمت بعدها أيضًا أغنيات "أنا حبيتو" و"نبغيك"، وجميع هذه التجارب مُحببة إلى قلبي وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، كما إنني من أوائل الفنانات أيضًا اللاتي شاركن في مهرجانات غنائية بتونس والمغرب. جددتِ من قبل أيضًا أغنية "يا مدقدق" للفنانة سميرة توفيق و"على الله تعود" للفنان الراحل وديع الصافي.. ما الاختلافات في هذه التجارب؟ سعدت كثيرًا بالنجاح الكبير الذي حققته هذه التجارب، وهو ما حمسني لإعادة تكرارها فضلًا عن أن الجمهور طالبني بتقديم المزيد، وهذا الأمر أسعدني وشجعني كثيرًا أيضًا لاسيما إنني وجدت أن الجيل الجديد بدأ يُميز ويستمع إلى الأغنيات الطربية "الدسمة"، ويتذوق الطرب الأصيل وهذا مؤشر جيد، وشعرت بالفخر والسعادة عندما قدمت أغنية "على الله تعود" للراحل الكبير وديع الصافي، فهو بحد ذاته مدرسة فنية كبيرة نتعلم منها، وجبل من جبال لبنان، وشكلت هذه التجربة تحدِ لي فيما يتعلق بالقدرات الصوتية، فلم يسبق أن تغنت بأغنياته أي فنانة أو صوت نسائي من قبل، فكل مَن تغنى له كانوا رجالًا، لذلك أحببت أن أُقدم ذلك العمل فضلًا عن إعجابي بالكلمات التي كتبها الشاعر ميشال طعمة، واللحن الذي وضعه الفنان الكبير الراحل فريد الأطرش، ومازلت أحصد نجاح هذه التجارب حتى الآن. هل هذا اتجاه جديد نحو إعادة تقديمك لمزيد من أغنيات التراث بصوتك؟ بالتأكيد، فأنا من مُحبي أغنيات التراث فضلًا عن أن فكرة تقديم أغنيات من التراث تليق بصوتي، وبالفعل جددت أيضًا أغنيات عديدة للفنانة الكبيرة صباح لكنني أنتظر التوقيت المُناسب لطرحهم. كيف تصفين تجربتك مع تقنية الذكاء الإصطناعي بعد اعتمادك عليها في فيديو كليب أغنيتك "أحلى وأحلى" التي صدرت مؤخرًا؟ وما رأيك في هذا الاتجاه؟ أنا من أوائل الفنانين الذين اعتمدوا على تقنية الذكاء الإصطناعي في أعمالهم، وأحببت التجربة كثيرًا لإنني دائمًا لدي شغف نحو تقديم كل ما هو حديث من أجل مواكبة تطورات العصر، والتجربة أثبتت نجاحها، فلما لا نستخدمها فيما يخدم ويُضيف للمحتوى، وحملت الأغنية أجواء من الطاقة الإيجابية والتفاؤل نحو مستقبل أفضل لوطني لبنان، مثلما قدمت قبل عامين أغنية "ع بيروت"، فأنا حريصة على دعم وطني بسلاحي الأقوى وهو الفن. أجواء الصيف ترتبط بإحياء عدد من الحفلات الغنائية.. فماذا عن جولاتك لصيف 2024؟ تعاقدت على إحياء عدد من الحفلات الغنائية والأفراح بتونس والجزائر، ثم سأتوجه إلى العراق لإحياء حفلًا غنائيًا بشهر سبتمبر، كما سأحصل على تكريم من مجلة السيدة الأولى والإعلام والصحافة العراقية لعطائي الفني الذي يتجاوز ال30 عامًا. ما الجديد لديك خلال الفترة المقبلة؟ انتهيت من تسجيل أغنية باللهجة المصرية، وسأقوم بطرحها خلال شهر سبتمبر المقبل، وحان الوقت أيضًا لمغازلة الجمهور العراقي من جديد لذا استمع في الوقت الحالي للعديد من الأعمال العراقية حتى أختار من بينها ما يُناسبني لتقديمه، فقد قدمت خلال مشواري الفني أغنية واحدة فقط باللهجة العراقية بعنوان "حبيبي شبيك"، ولم أكرر التجربة مرة أخرى لإن اللهجة العراقية صعبة، ولابد من التأني في اختيارها. اقرأ أيضا : الموت يفجع الفنانة باسكال مشعلاني