اعتدت التعامل مع شات جى بى تى منذ أطلقته شركة Open AI فى نوفمبر عام 2022 قبل أن يصبح متاحا فى مصر وكثير من الدول العربية، وتعرضت مبكرا لحالة الانبهار بما يقدمه باللغة العربية خاصة أنه كانت لدينا مشكلات كثيرة مع أدوات الذكاء الاصطناعى التى تستطيع العمل بكفاءة مع اللغة العربية. ورغم أن رهبتى وانبهارى قد زالا قبل هذا التاريخ بسنوات منذ أن انتابتنى حالة الخوف الطبيعية التى يعيشها كثيرون الآن من أن يحل الذكاء الاصطناعى محلى فى يوم من الأيام إلا أننى أدركت مبكرا أن هذا الجى بى تى سيؤثر بشكل كبير فى حاضرنا ومستقبلنا. اختبرت كثيرا أنظمة الذكاء الاصطناعى التوليدى (أى القادرة على الكتابة وتوليد الصور ومقاطع الفيديو الآلية بدون تدخل بشري) عبر ما يقدمه شات جى بى تى وجوجل ومايكروسوفت من معلومات. ومع اختلاف قواعد البيانات فى الأنظمة الثلاثة ذهلت من كمية المعلومات المغلوطة التى تقدمها هذه النماذج بمنتهى الثقة والإلحاح فى عرضها أكثر من مرة، حتى إننى كدت أن أصدق ما تكتبه عنى من معلومات مغلوطة. مازال هناك خلل واضح فيما يقدم عبر هذه النماذج باللغة العربية. وقد يكون هذا مفيدا ويعطينا بعض الوقت من أجل تفادى المخاطر الكثيرة التى خلقتها هذه القواعد من تحيز وتزييف متعمد لكثير من الحقائق. فهل نحن مستعدون للمواجهة والحفاظ على تاريخنا وهويتنا والحفاظ على أجيال وأجيال من شبابنا الذين يتعاملون يوميا مع هذه الأدوات الآن؟