شهدت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الأولى، برئاسة المستشار أيمن فؤاد فهمي، وعضوية المستشارين وليد أبو المعاطى محمد، وأحمد محمد محمود سعفان، مرافعة قوية من المستشار محمد عز العرب- وكيل النائب العام، بنيابة قسم أول شبرا الخيمة، وذلك في القضية رقم 26234 لسنة 2023 جنايات قسم أول شبرا الخيمة والمقيدة برقم 4026 لسنة 2023 كلى جنوببنها، باتهام 4 أشخاص بقتل شخص داخل محبسه بديوان قسم أول شبرا الخيمة. بدأ وكيل النائب العام مرافعته قائلا إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تتفضل هيئتكم الموقرة بمنح هيئة الإدعاء قدراً من وقتها الثمين من أجل إظهار الحقيقة وإقامة الحجة على الظالم و دفع الظلم عن المظلوم. فشاءت إرادة الله أن يجعل من النيابة العامة ملاذاً للضعفاء.. و أماناً للخائفين.. و ردعاً للمعتدين.. و تبصرة للغافلين.. و تذكرة لأولى الألباب.. و منبراً يعلو منه صوت الحق.. و يذاع منه طلب العدل والقصاص.. والنيابة العامة لهي مأوى و ملجاً لمن سلب وهضم حقه أو ضاقت عليه الأرض بما رحبت أو بغي عليه في الأرض بغير الحق ... فالنيابة العامة لهي خير ممثل عن المجتمع و حريصة أشد الحرص على الدفاع عن كافة الحقوق وكفيلة بصون الحريات و منع المغتصبين لها و سوق المجرمين مكبيلن بالأصفاد ليخضعوا أمام منصات العدالة. فباسم الله الحق الحكم العدل . يقول الله عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصور" صدق الله العظيم وأشار المستشار محمد عز العرب وكيل النائب العام في مرافعته أمام قضاة المحكمة، جئنا اليوم لمحرابكم الطاهر المقدس وقلوبنا تعتصر ألماً و تنفطر حزناً من هول الفاجعة وفظاعة وجسامة الجرم الذي نحن بصدده ألا و هو قتل نفس بريئة بغير حق ؛ إنها جريمة شنيعة.. ترتعد منها الفرائص .. و تنخلغ لها القلوب .. و يشيب لها الولدان شيباً .. تكاد السماوات يتفطرن .. وتنشق الأرض... وتخر الجبال هداً من هولها ... حقاً إنها لجريمة شنعاء توجب اللعنة و تطرد من الرحمة هي وهج الفتن .. ووقود الدمار .. ومعول الهدم و اي هدم هدم بنيان الله في الأرض؛ إنها جريمة إزهاق النفس التي حرم الله قتلها والمساس بها ؛ جريمة توجب سخط الله على مرتكبها بل والعذاب الأليم. التشفى والانتقام ولفت وكيل النائب العام أن القتل هو اعتداء على حق الإنسان في الحياة الذي هو اول حقوق الإنسان وأعظمها .. بل هو الحق المقدم على غيره من الحقوق .. فمن يسلب هذا الحق كأنه يسلب كل حقوق الإنسانية .. وهو حق موصول بالله .. فالروح منحة من الله فهو وحده صاحب الحق في قبضها متى شاء وكيفاء شاء و أين شاء سبحانه وتعالى. فالروح الإنسانية والنفس البشرية بصفة عامة مقدسة من الملك القدوس "ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي". ولكن أناساً قد ضلوا فاستخفوا بالنفس البشرية فراحوا يسفكون الدماء ويقتلون الأبرياء فأفسدوا على النفوس أمنها وسلوبها حق العيش دونما حق شرعي يبيح لهم ذلك ... ويزيد القتل جرماً وفظاعة أن يقترن بالغدر.. حين لا يعلم القتيل فيما قتل وبأي ذنب أزهقت روحه فتلكم هي أبشع صور القتل وأقساها. وأكدت النيابة العامة في مرافعتها أن جريمة اليوم هي جريمة يأبي كل ذي حس أو ضمير - مهما كان موقفه و قدره في الحياة - ان يلطخ يديه ؛ بما تلطخت به الأيد في هذه القضية .. فكيف الأمرئ أن يستمراً و أن يطيب له أن يسمع أنات برئ تصعد إلى رب السماء لا راضية ولا مرضية و إنما شاكية اليه ما يشذ عن كل دين و عرف و قانون وما ترفضه اي شريعة .. حتى شريعة الغاب؛ وعالم الذئاب . وإن الخيال يكاد يطير فزعاً من تصور الهول الذي طوته اوراق التحقيق ؛ عندما ينحط رهط من البشر بإنسانيتهم حضيضاً دون حضيض الوحش المسعور او الحشرة السامة فيتلقفون بريئاً دفعت به الظروف الي غياهب السجون لا لشئ إلا المجرد ظنون وشكوك أثارها قبله الحاقدون الناقمون عليه لحسن سيرته و طيب اخلاقه و حب الناس له وبعده عن كل دنيئة ونقيصة ودعوني أبرزلسيادتكم حقيقة مرتكبي تلك الواقعة. شخصية المتهمين سقنا اليوم إلى ساحة عد التكم أعتى و أظلم و أخطر المجرمين .... أولئكم الأربعة الذين يقبعون خلف قضبان حيطت و سورت بالحديد لأنه لا يؤمن مكرهم و يخشى غدرهم .. أنهم جبلوا أنفسهم على حب الإجرام وتمرسوا في الجريمة حتى بلغوا درجة الاحتراف و التفنن في ارتكاب الجرائم و تخصصوا في صنوف عديدة من الجريمة . و إني لاستئذن .. هيئة العدل الموقرة.. في أن أزيح الستار عن أولهم وأبشعهم وأفجرهم ذاك المجرم الذي خرج عن نواميس الإنسانية وغدا ذئباً متوحشاً فاق إجرامه ما عسى للإنسان ان يتخيله و تعدى على الحدود وانتهك الحرمات و استهان بخلق الله و استقوى على ضعيفهم و قهر من ساقته الظروف ان يلتقيه و أزهق روح من لا ذنب له .. فلا يردعه رادع و لا يشغله عقاب و لا يحسب لذلك حساباً ذاك المتهم المدعو محمد أيمن محمد عبد العزيز الشهير ب ( عقبيه ) الذي لا طالما يحاول أن يتوارى عن أعين العدالة و يختبئ من سيوفها البتارة مخيلاً إليه أننا سنغفل عن فضح جرمه و الاطباق عليه وإلجامه بلجام العدالة وسوقه الي ساحة العدالة بسوط يعلم من شدة صوته أن للحق والعدل رجال لا يخشون إلا الله. فها هو المدعو محمد أيمن محمد عبد العزيز الشهير ب"عقبيه" عليه اللعنة من رب البرية لأنه نقض العهد مع الله عزوجل فقد قال الحق سبحانه وتعالى ( ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين .. و أن اعبدوني هذ صراط مستقيم وفي موضع آخر و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) و لكن ما كان لذاك المتهم أن يتأثر بآيات الله الكريمات فقلبه كالحجر الأصم و نفسه ليس لها من واعظ إلا الشيطان و هوى نفسه الخبيثة التي تدفعه حثيثاً أن يتمادى في جرمه فما يلبث أن ينتهى من فعل إجرامي حتى يقارف بيديه الملوثتين فعلاً إجرامياً آخر . ذلك المجرم سافك للدماء.. منتهك للحرمات.. هاتك للأعراض .. ناهب للأموال .. مفزع الآمنين .. مروع للأطفال مكلم قلوب آباء وأمهات على فقدان أبنائهم .. فسوابق المتهم الجنائية خير شاهدة على إجرامه وفجره و جبروته فهو متهم في عدة جرائم من هتك عرض الأطفال والاتجار بالبشر والسرقة بالإكراه والمخدرات و ما خفي كان أعظم و حدث ولا حرج فآخر تلك الصنوف القتل. سيدي القاضي.. هذا هو المجرم الخسيس "عقبيه" و أني لمناديه بهذا الاسم و لا أذكره محمداً تقديساً وتنزيهاً لسيد البشرية ورسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم الذي حرم قتل النفس أياً ما كان جنسها أو لونها أو حتى دينها حيث قال عليه أفضل الصلاوات و أتم التسليم ( أيما رجل أمن رجلاً على دمه ثم قتله؛ فأنا من القاتل برئ و إن كان المقتول كافراً) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما عن المتهم الثاني المدعو / مجدي عبد الغني كمال عبد الغني والمتهم الثالث المدعو / خليفة أبو العلا خليفة احمد ؛ والمتهم الرابع المدعو / عصام حسن السيد يوسف فهم ألفوا الإجرام وألفهم فصار يسري في أجسادهم مسرى الدمبالعروق .. و غدا من طباع نفوسهم وتشربت به قلوبهم .. واختلطت به خلجات أنفسهم و اتخذوه معتقداً و منهاجاً .. فلا يروق لهم إلا إتيان سفاسف الأمور وأقذرها و أبشعها وأفظعها .. و لا يهدأ لهم بال إلا بالإقدام على جرم تلو و الآخر . و لعل الدليل على ذلك ما ثبت للنيابة العامة من مطالعتها لصحف السوابق الجنائية وصحف الحالة الجنائية لأولئك المتهمين حيث تبين تنوع جرائمهم و تواترها على مر السنين. سيدي القاضي .. حضرات السادة المستشارين الأجلاء قضاة الحق والعدل إن القاسم المشترك بين المجرمين الأربعة الماثلين أمامكم هو أنهم يعتادون ارتكاب الجرائم على مختلف أنواعها وأصنافها و يسارعون الي المساندة في اي مشروع إجرامي إنتقامي ويتعاونون على الإثم والعدوان والبغي والبطش في الأرض بغير الحق حتى وهم في فترات التنفيذ العقابي بداخل زنازين السجون لا يكلون ولا يملون من الفتك بالناس والاعتداء على حرماتهم فلا يرقبوا في أحد إلا و لا ذمة. أنهم كالوحوش الكاسرة الضارية يتكالبون على الضعيف البرئ فيهدرون دمه بكل وحشية و دونما رحمة أو شفقة .. يسفكون الدماء بكل استهانة فهم لا يبالون لبلادة مشاعرهم و غلظة وقسوة قلوبهم التي هي كالحجارة بل أشد قسوة. وإنه ليتحقق فيهم قول الحق جل في علاه ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل و الله لا يحب الفساد.. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد صدق الله العظيم. ها نحن حضرات السادة المستشارين الأجلاء بينا لحضراتكم و لجموع الناس بإيجاز حقيقة أولئكم المجرمين الماثلين في قفص الاتهام أمامكم. شخصية المجني عليه و إني لأوجز لهيئتكم الموقرة في بيان شخص المجني عليه محمد جلال الهادي محمد فهو رجل في بداية العقد الرابع من العمر من العوام البسطاء .. كان آمناً في نفسه .. مطمئناً في ذاته ... لم يرتكب ذنباً .. أو يقترف إثماً .. لم يكن ينتوي الشر يوماً بإنسان .. و لم يحمل في قلبه او بين جنبه حقداً لأحد .. و لكن شاء القدر الإلهي المحتوم منذ الأزل أن يمثل أمام النيابة العامة متهماً لمشاركته في إحدى المشاجرات على الرغم من أنه مشهود له بالأخلاق الحميدة و الطباع الجميلة و الفطرة السوية .. وكما هو مشهود له من أهله خاصة و من الناس عامة بأنه كان متجنباً الخلافات والعدوات لكن ساقه حظه العثر المنكود ؛ و قدره البائس المنحوس أن يخضع للحبس الاحتياطي فكان من المقدر والمقسوم له أن يفارق الحياة عقب ولوجه لسجن ديوان قسم أول شبرا الخمية بتاريخ يوم الخميس الموافق الثاني عشر من شهر أكتوبر من عام 2023 حينما اصطفا الله روحه الطاهرة الذكية فسقط شهيداً دفاعاً عن نفسه و دمه. وأكمل وكيل النائب العامة في مرافعته ان المجني عليه / محمد جلال الهادي ما ألف السجون و ما عرف أربابها و لا حياتها و لا مكث في ظلماتها أو غيابتها حتى أنه رغم كونه عدا متهما كانت البراءة أصل مفترض فيه فهو لم تثبت ضده تهمة أو تقام عليه الحجة فيما نسب اليه من إتهامات وهذا أخذاً بما فقهناه من محكمتنا الموقرة محكمة النقض و ما تعلمناه من حضراتكم يا قضاة الحق والعدل ( إن البراءة أصل مفترض في كل إنسان ؛ لا يهدمه إلا دليل جازم بموازين الحق والبصيرة) إن المجني عليه حينما تعدى عليه المتهمون قاصدين إزهاق روحه بكل وحشية لم يجد له نصيراً و لا معيناً و لا رجل شجاع يستصرخه فوقع كالفريسة صيداً سائغاً بين أيدي أولئكم المجرمين القتلة الفجرة تكالبوا عليه بضرب انتقامي مميت حتى أنهم كالوا اليه أغلب ضرباتهم في وجهه ذاك الوجه الآدمي الذي كرمه الله وخلقه في أحسن صورة أهنتم خلق الله أهانكم الله ) ومن يهن الله فماله من مكرم ( مكرتم بعبد ضعيف من عباد الله ) و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .. فلم يرحموا المجني عليه و لم يعنيهم إنسانيته وكرامته غير عابئين بتضرعه وتوسلاته تكالبوا عليه كما تتكالب الأكلة الي قصعتها بقلوب قاسية جافية و ليتهم يقفون عند هذا الحد بل أجهزوا عليه حتى أيقنوا مفارقته للحياة و لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما طعنه قائد كتبية الإجرام المدعو / عقبيه طعنة غادرة أحدثت به جرحاً غائراً أودى بحياته في الحال وإذا بهم وبكل استهزاء و سخرية و خسة ودناءة يحملون جثمانه المخضب بالدماء الذكية و يضعونه بجوار مكان قضاء الحاجة ( دورة مياه أي همجية ووحشية هذه.. لقد أفجعونا و آلمونا .. من هؤلاء القاسية قلوبهم الآثمة أيديهم ... وقائع الدعوى تهديد ثم ترويع ثم تنكيل ثم تكبيل وإحداث جروح وإراقة دماء هذا عنوان ذلكم المسلسل والمشروع الإجرامي الذي أبدع المجرمون في إخراجه وتنفيذه قبل المجني عليه محمد جلال الهادي .. فأستسمح سيادتكم في عرض موجزاً دقيقاً للواقعة تعود أحداث تلك الواقعة الي تاريخ يوم الخميس الموافق الثاني عشر من شهر أكتوبر من عام ألفين وثلاثة وعشرين من الميلاد و في تمام الساعة الرابعة عصراً وتحديداً بداخل الغرفة الرابعة بسجن ديوان قسم شرطة أول شبرا الخيمة أوغر في صدر المتهم الأول الشهير عقبيه غل تجاه المجني عليه محمد جلال الهادي حال دلوفه للسجن و استعرت نار بين جنباته لهيبها رغبة التنكيل و التشفي فإذا بالمجني عليه يجلس على باب الغرفة من هول الموقف لكونه ليس من أرباب السجون و لم يعتد غياهبها و ظلماتها .. بل شاءت الأقدار أن يزج به في ذلك المكان نفاذاً لقضاء الله النافذ لا محالاة بأنه روحه ستفيض في ذاكم الزمان والمكان وكان امر الله مفعولاً.. فما كان من المتهم الأول حينما أبصره جالساً إلا وسار متوجهاً نحوه يعنفه آمراً إياه أن يغادر المكان زعماً منه أنه الآمر الناهي الممسك بزمام الأمور فليس بغريب عليه فهو اعتاد البلطجة وفرض السيطرة والسطوة على الأبرياء ... فأجابه المجني عليه بالرفض لأسلوبه فاشتاط منه غضباً فأوجس في نفسه أنه لا مناص من فرض السطوة والسيطرة على المجني عليه إلا بافتعال شجار معه فيستطيع من خلاله أن يشرعن للانتقام منه و يحرض غيره من نزلاء السجن بالتعدي عليه ومساندته في مخططه الإجرامي و بالفعل إذا به يتشاجر مع المجني عليه مدعياً لبقية النزلاء أن المجني عليه كان يحاول التعدي عليه فيستعين بالمتهمين الآخرين ليتكالبوا جميعاً على ضرب المجني عليه فيقوم على الفور المتهمون / مجدي عبدالغني كمال ؛ خليفة أبو العلا خليفة ؛ عصام حسن السيد بمازرته بالإمساك بالمجني عليه و شل حركته ثم قام المتهم الثاني المدعو / مجدي عبدالغني بضرب وصدم رأس المجني عليه أربع مرات متتالية في عمود خرساني بالغرفة فيفقد على إثرها المجني عليه توازنه ويسقط أرضاً و لكن ذلك لم يشفي غليل المتهمين فإذا بهم ينهالون عليه بالضرب في الوجه والصدر وتناوبوا عليه الركل وهو مستسلم بين أيديهم لا يملك فراراً و لا يجد ملاذاً .. يصرخ ويأن ويزرف الدموع من شدة الألم والدماء تسيل من وجهه الطاهر .... و في تلك اللحظات يقرر المجرم القاتل / عقبيه أن يجهز على المجني عليه بضربة قاتلة ليبث الرعب في قلوب النزلاء بداخل السجن ليخضعهم له و يجبرهم على الخوف منه والإذعان له و ليبسط نفوذه على ضعيفهم فيستل نصلاً معدنياً أعده سلفاً فيطعن به المجني عليه طعنة في رقبته ثم يمرر ذلك السلاح الأبيض بالوجنة اليسرى للمجني عليه ثم يوالي الاعتداء عليه حتى يوقن بمفارقة المجني عليه للحياة وهنا يحمل المتهمون الجثمان بوثاق او رباط لفوه حول يدي المجني عليه و آخر لف حول قدميه ليضعوه بجوار دورة المياه بداخل السجن في مشهد مقزز فيه استهانة بالإنسان وتلذذ بالقتل و إزهاق الأوراح. أي دين أي رب .. زين القتل و جمل أي فكر أي شرع .. إثم قتل النفس حلل ومن الوحش أليف .. و من الوحش مدلل ومن الوحش بزي الإنس والجين معدل ليس مثل الوحش شكلاً .. او مع الإنسان يشمل جسم إنسان وعقل وحش .. وسوى ذا ليس يعقل ليس يحيا دون قتل .. غير دم ليس يقبل أيها القاتل فأعقل .. إنما أنت مضلل عقلك الباطن خاو .. عقلك الواعي معطل تقصف الورد بحقد .. إنما بالماء تبخل كلما أزهقت روحاً .. زغرد الشيطان عندل ما علمنا غير إبليس بشرع القتل يحفل إن قتلت اليوم نفساً .. فغداً يثأر أثكل فهو دين وسداد .. وكما تقتل تقتل سيدي الرئيس .. السادة القضاة الكرام .. إن قتل النفس لكبيرة من الكبائر .. فدماء الخلق وأرواحهم عند الرب جل في علاه مكرمة مقدسة مصونة محرمة فلا يحل سفكها ولا يجوز انتهاكها بأي حال من الأحوال إلا بحق شرعي قانوني . و قتل النفس البريئة المعصومة عدوان أثم و جرم غاشم و أي جرم انه أعظم عند الله بعد الشرك به لما في ذلك من كون تلك الجريمة النكراء فيها إيلام المقتول والتنكيل به واستباحة حرمة دمائه وفيها إثكال لأهل المقتول و ترميل نسائه وتيتيم أطفاله وإضاعة حقوقه و قطع أعماله بقطع حياته مع ما فيها من عدوان صارخ على الحرمات وتطاول فاضح على أمن الأفراد والمجتمعات. أركان الجريمة و أدلة الدعوى إننا حينما نمثل الي جواركم نتذكر دوماً ما سبقتمونا اليه من علم تفيضون به علينا بالامس واليوم و الي ماشاء الله فأنتم أساتذتنا ومنكم تعلمنا ونتعلم وننهل من بحور علمكم التي جعلها الله زخراً لنا لنكمل مسيرة العدل من خلفكم و لكنكم سيدي الرئيس حضرات السادة القضاة الاجلاء وعلى الرغم مما بلغتموه من سعة في علوم القانون إلا أننا لا نرى منكم إلا تواضع أهل العلم حينما تمنحونا الفرصة لنتحدث بشئ يسير مما تعلمناه على أيدي حضراتكم فما نود الإشارة اليه أن تلكم الواقعة التي سردنا أحداثها على مسامع حضراتكم ل هي تشكل جريمة القتل العمدي و قد وقعت تلكم الجريمة مكتملة الأركان القانونية كما نص عليها القانون ما بين ركن مادي حاضر بعناصره الثلاثة من سلوك إجرامي متمثل في الأفعال المادية التي اتاها المتهمون قبل المجني عليه كما بينها وأعقبها الوفاة وعلاقة و رابطة السببية وهي تتمثل في كون وفاة المجني عليه مرتطبة بالسلوك الإجرامي الذي اتاه المتهمون ارتباط المسبب بالسبب وقد أبان تقرير مصلحة الطب الشرعي توافر هذه السببية بيقين دامغ حاسم فمقتل المجني عليه سببه الضربات التي كالها له المتهمون جميعاً بالإضافة الي الجرح الطعني الذي أصابه به المتهم محمد أيمن محمد عبد العزيز .. وأخيراً عدم وجود سبب من أسباب إباحة القتل و أما الركن المعنوي فهو متوافر بعنصريه العلم و الإرادة فقد انصرفت إرادات المتهمين الي فعل القتل عالمين بأن أفعالهم ستودي بحياة المجني عليه ولكنهم أصروا على الوصول الي تلك النتيجة وهي إزهاق روح ذاك الإنسان البرئ. يقول الحق سبحانه وتعالي .. بسم الله الرحمن الرحيم ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) صدق الله العظيم لقد جئناكم بجريمة سنقيم الدليل على صحة ثبوتها في حق المتهمين .. بأدلة قاطعة .. توافقت و اتسقت و تساندت جميعها دون أي تناقض أو اختلاف .. فقد أراد الله ان يكشف أمر المجرمين القتلة الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية و تعدوا على رجل برئ مسالم صحيفته ناصعة البياض لا يعرف قلبه منكراً و لا يدبر عقله إثم و لا تطال يده روح أو جسد إنسان انتقموا منه أشد الإنتقام و استبحوا و استحلوا دمه بل و آلموه دون شفقة أو رحمة أنزلوا به أشد الضرب و الأذى البدني دونما سبب شرعي يبيح لهم ذلك ونكلوا به عازمين إزهاق روحه حتى فارق الحياة قابلين باحتمالية مفارقته للحياة من جراء اعتدائهم عليه مرتضين ذلك من دون تراجع .. فإن أمثال هؤلاء المجرمين لا مكان لهم بيننا بعد الآن. والي حضراتكم أدلة الثبوت وهي أدلة مباشرة ومتساندة يكمل بعضها بعضاً وتتكون منها عقيدة راسخة هي عقيدة إدانة المتهمين بأقصى العقوبة المستحقة جزاءاً وفاقاً .. أدلة من وضوحها لن نستفيض فيها ليقينا بأن هيئة المحكمة أحاطت بها علماً و سنتكفي بالإشارة الي أبرزها. ولسوف تستهل النيابة العامة أدلة الدعوى على جريمة قتل المجني عليه / محمد جلال الهادي على ايدي المتهمين الماثلين في قفص الاتهام بالحديث عن الأدلة القولية و تحديداً بما جاء على ألسنة شهود الواقعة و اقرارات بعض المتهمين ... الأدلة القولية 1- ونستهلها بشهادة الشهود "شهود العيان على الواقعة" فلقد اجمع أربعة شهود ممن سئلو بتحقيقات النيابة العامة على رؤيتهم للمتهمين رؤي العين حين ارتكابهم تلك الجريمة الشنعاء وقيام المتهم / محمد أيمن محمد عبد العزيز ( عقبيه) بإحداث اصابة بالمجني عليه باستخدام سلاح أبيض نصل معدني كان محرزاً إياه بداخل السجن لكونه دائم التعرض للنزلاء و ممارسة اعمال البلطجة وفرض السطوة والسيطرة على الضعفاء منهم والتنكيل بمن لا يئتمرون بأوامره وهؤلاء الشهود هم كلا من أحمد محمد الشحات توفيق و باسم ناصر السيد احمد و هيثم طارق مصطفي کمال و ياسر عرفة عطيه عرفه. وهؤلاء الشهود جميعهم يتنزهون عن المصلحة والغرض و لا تحركهم إلا الرغبة في إحقاق الحق وإظهار نوره وكل منهم التزم في روايته حدود ما شاهد أو ما سمع لم يحاول اياً منهم ان يضيف أو يكمل الواقعة بالخيال و كما انعدم التناقض و التضارب فيما بينهم إذا ما أدخلنا في الاعتبار روع الواقعة وبشاعتها وقد أجمعت أقوال هؤلاء الشهود أنه على إثر شجار دار بين المجني عليه / محمد جلال الهادي و المتهم الأول محمد ايمن محمد عبد العزيز ( عقبيه ) الي أن تطور الأمر بقيام هذا المتهم بالتآمر مع المتهمين الآخرين و تكالبوا على المجني عليه ووجهوا اليه الضربات ضربة تلو و الأخرى ثم استل المتهم الأول ( عقبيه لسلاح أبيض ( نصل معدني و أعمله في رقبة المجني عليه من الخلف فأحدث جرح غائر به ثم ضرب المجني عليه بحذاء ( صندل على الوجه الي أن أدمى و لفظ أنفاسه الأخيرة ثم نكلوا به أشد تنكيل بربطه من يده و قدميه ووضعه بداخل ملأة وتركوه عند دورة المياه. ونذكر بعضاً من قالات الشهود التي تبين لنا حقيقة تلك الأفعال الإجرامية التي أتاها المتهمون فالمدعو / أحمد محمد الشحات شهد بالصحيفة السادسة من تحقيقات النيابة العامة قائلاً نصاً "هو قعد يشتم في محمد جلال ولما محمد حاول يصد الضرب عليه الأربعة وبعدها انضرب ووقع وربطوه وشالوه وودوه عند الحمام" وبالصحيفة السابعة شهد سالف الذكر نصاً هو عقبيه شده ووقعه على الارض وبعدها محمد قام بس ساعتها مجدي ضربه في العمود أربع ضربات و لما وقع على الارض ضربوه في رأسه ووشه و بعدها عصام حسن و خليفة أبوالعلا لفوه في ملايه ووده عند الحمام. و أما المدعو / باسم ناصر السيد شهد نصاً بالتحقيقات بالصحيفة الثالثة عشر (هو كان معاه نصله اي يقصد المتهم عقبيه) هو ضربه بيها من وره و بعدها جاب سحبه من ودنه لحد بوقه. وأما المدعو / هيثم طارق مصطفى شهد نصاً بالتحقيقات بالصحيفة السابعة عشر "عقبيه هو مسيطر على غرفة 4" "هو عقبيه كان واقف راح ضرب محمد ووقعه على الارض" و بالصحيفة التاسعة عشر شهد سالف الذكر نصاً "هو عقبيه لما ضربه ووقعه على الأرض ولما محمد جلال مسك في عقبيه راح مجدي زقه على سن العمود و ضرب رأس محمد أربع مرات في العمود فبعدها وقع على الارض راح عقبيه ضربه في راسه و في وشه و راح لبس صندل في ايده و قعد يضرب في وش محمد لحد ما جاب كتل دم و طلع نصله ضربوا بيها من وره في دماغهو راح شد ايده و عوره من عند ودنه لغاية بقه و بعدها قال ل مجدي و اللي معاه اربطوه و حدوه في الحمام عشان لما يفوق أكمل عليه. وأما الشاهد الاخير فشهد نصاً بالتحقيقات بالصحيفة الرابعة و العشرين قائلاً "هو عقبيه شد مع المتوفي في الكلام عشان يفرض سيطرته عليه. تلكم سيدي الرئيس هي ألسنة الشهود فاضت و نقلت لنا ذلك المشهد المأساوي نقلاً حياً لا لبس فيه و لا غموض فأعينهم أبصرت و آذانهم سمعت و ألسنتهم نطقت وقلوبهم رقت فأبوا إلا أن يقولوا الحق نصرة لذلك المظلوم الذي لم يجد له نصيراً ... فالله أراد لعلمه مدى الظلم والإجرام الذي تعرض له المجني عليه على أيدي هؤلاء القتلة أن يحفظ لهذا الإنسان حقه الذي سلب منه فيسخر الله من بين المتواجدين بمسرح الواقعة من يشهدون له ويدافعون عنه بعد ان فارق الحياة . 2- ونختتم الأدلة القولية ب الإقرارات التي أفاض بها بعض المتهمون بالتحقيقات والتي كانت كافية لإثبات جرمهم الآثم وهي جاءت تلقائية وطبيعية ومطابقة للحقيقة والواقع وكما جاءت محددة واضحة لا لبس فيها ولا غموض فهي وليدة عن إرادة حرة واعية مميزة وأول ما يفاجئنا منها : - اقرار المتهم / خليفة أبو العلا خليفة أحمد حيث يقول المتهم في استجوابه بالصحيفة ص 41 نصاً ) وأنا ضربته بالقلم ضربة واحدة وساعتها كان بيتخانق ..... و لقيت المجني عليه وقع على الأرض والمساجين خدوه دخلوا بيه الحمام وعرفت أنه مات "وكذا ص 43 " أنا اتعصبت عليه وضربته بالقلم ضربة واحدة وهو ساعتها كان بيتخانق مع عقبيه . - اقرار المتهم / عصام حسن السيد يوسف حيث يقرر المتهم بوضوح ب ص 48 فجأة قامت خناقة بين المجني عليه محمد جلال وعقبيه وانا عشان كنت خايف من اللي اسمه عقبيه ضربت محمد جلال الهادي ضربيتين بالقلم علشان انا خايف من عقبيه لأنه قديم الأوضة وسمعت عقبيه بينده على واحد اسمه بصله وبيزعلقه و بيقلوه هات المعلقة وفعلا راح جابها وضرب المجني عليه ساعتاه كذا ضربه في وشه و رقبته مرتين وبصله راح جاب حبل وسلمه لمجدي وكتفوا بيه المجني عليه ورموه على الأرض وعقبيه كمل ضرب عليه و أداله أربع رجول في صدره و بعدها المساجين اخدوه عند الحمام ورموه لحد ما طلع في الروح. وكما شهد سالف الذكر ب الصحيفة رقم 50 قائلاً نصاً ( ايوه عقبية كان معاه معلقة مسننة كده ) و في موضع آخر بالتحقيق ) معلقة رفيعة وحادة جدا. وها هو المتهم الثالث / مجدي عبد الغني كمال عبد الغني يكشف لنا بالصحيفة ( 55) قائلاً نصاً ( انا ضربت المجني عليه هبدته مرتين في الحيطة و بالصحيفة رقم 57 قائلاً نصاً هوعقبيه ضربوا مرتين في رقبته. هكذا نطقت السنة المتهمين بالحقيقة و أراد الله أن يفضحهم على رؤس الأشهاد بإقرارهم بواقعة تعديهم على المجني عليه ومساندتهم ومازرتهم للمجرم المدعو ( عقبيه). سيدي القاضي بل أننا إذا تمعنا في ما ادلى به المتهم محمد ايمن عبدالعزيز ( عقبيه من أقوال بتحقيقات النيابة العامة ليستشف منها أنه المدبر المحرض على قتل المجني عليه و لكن قصد من أقواله مراوغة العدالة و أن يجد لنفسه سبيلاً ومخرجاً و لن يبلغ الي ذلك سبيلاً بعون الرحمان لأن الأدلة والحقائق تحيط به من كل الجوانب و اصابع الاتهام موجهة اليه و الي المتهمين الآخرين مهما حاولوا الإنكار . لكن ما أود الإشارة اليه ان ذاك المتهم الوحشي ( عقبيه) قد تكونت بداخله عقيدة شيطانية أن قتل الأبرياء ليس بجريمة بل هو البطولة والزعامة وأنه لا قانون سيحاكمه و لا عقاب سيناله هذا هو معتقده الفاسد الخبيث. يا أيها السادة القضاة .. يا من بفضلكم لا تختل موازين العدالة.. و لا يهضم حق المظلوم عندكم .. بالله عليكم أليست تلك الإقرارات التي تتابعت لهي أبلغ دليل على بلادة مشاعر المتهمين و مدى القسوة التي يضمرونها و يعيشون فيها . أليس في من العبث أن يظن المتهمون أنهم بذكائهم بل تذاكيهم سيحققون خلاصهم ويفلتون من العقاب؟ .. فها هم في التحقيقات ادعوا الإنكار بتسببهم في قتل المجني عليه متحصنين بكلمة ( محصلش ) التي تلوكها ألسنتهم ظناً منهم انهم سيفلتون من العقاب... لكننا نقول لهم راغوا كيفما شئتم فقد أحدقت بكم الأدلة أيما إحداق وضاق عليكم الخناق و غدا إنكاركم لجرمكم الآثم كالقشة واهية ولم يعد لكم متنفس غير الكذب. ثانياً : الأدلة المادية وأما عن الدليل المادي لجريمة القتل العمد ندلل عليه بما أتاه المتهمون من سلوك إجرامي تمثل في الأفعال المادية العمدية التي فيها إصرار وعزم على الانتقام وصولا لإزهاق الروح و يزيد على ذلك تماديهم في الاعتداء على المجني عليه وتوجيه الضربات له بمنطقة الرأس والرقبة وشل حركة المجني عليه طارحين إياه أرضاً محدثين به الإصابات التي ناظرتها النيابة العامة و أثبتها تقرير الصفة التشريحية .. و ايضاً من الادلة المادية على تلكما الجريمة هما المعاينة و المناظرة اللتين اجرتهما النيابة العامة .. حيث اسفرت معاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة ( الغرفة رقم 4 بسجن ديوان قسم اول شبرا الخيمة ) وجود آثار تلوثات دموية بنية اللون وتبين وجود جثة المتوفى الي رحمة مولاه مسجى على ظهره بارضية الغرفة بالقرب من دورة المياة ووجدت به عدة اصابات وكما ثبت بمناظرة النيابة العامة لجثمان المتوفى الي رحمة مولاه / محمد جلال الهادي وجود آثار اصابية بأنحاء متفرقة بالوجه وتورم العينين و آثار إحمرار بكافة مواضع الوجه وكما تبين وجود أثر اصابي يمتد من الأذن اليسرى للفم وتبين وجود طعنة بالجانب الأيسرالخلفي من العنق وعدة اصابات أخرى. و لعل الدليل على توافر القصد الجنائي لدى المتهمين حال ارتكابهم لواقعة القتل نستخلصه من توافق إراداتهم على الاشتراك في إزهاق روح المجني عليه و مساندتهم و مازرتهم لبعضهم البعض حتى تمام مخططهم الإجرامي الآثم وعلمهم و إدراكهم التام أن اعتدئاتهم السافرة التي مارسوها قبل المجني عليه ستحقق هدفهم من الإجهاز عليه و إزهاق روحه أليس سيدي الرئيس هيئة المحكمة هذا لأبلغ وأقوى دليل على وقوع جريمة قتل محكمة ضد المجني عليه . ثالثاً: الأدلة الفنية ثم يأتي من عقب ذلك الأدلة الفنية لتؤكد جميع ما سبقها من أدلة تفيض بها الدعوى .. فيفصح تقرير مصلحة الطب النصل المرسل بالحرز او ما فى حكمه وان الآثار الإصابيه المشاهدة والموصوفة بالبند رقم 2 وما اورته لنا الصفة التشريحية من مظاهر إصابة بالراس والصدر هي في مجملها آثار اصابيه حيوية حديثه ذات طبيعة رضيه حدثت من المصادمة بجسم او اجسام صلبه راضه أيا كان نوعها وتعزى الوفاه الى مجموع الإصابات الرضية بالراس وما نتج من نزيف دموي اعلى سطح المخ مما أدى الى الوفاه والواقعة جائزه الحدوث وفق ما ورد من التعدي والتناوب على المجنى عليه الشرعي أنه بتوقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه تبين أنه " أن الآثار الاصابية الثابتة بالبند أولا وهي ) عدد 2 جرح سطحي بالوجنة اليسرى جائزة الحدوث من بالضرب . ثم نستعرض لدليل فني آخر ألا وهو المعاينة الفنية التي أجراها قسم الأدلة الجنائية عند معاينته لمحل ارتكاب الجريمة إذا كشف عن: 1- وجود آثار تلوثات دموية على جدار الغرفة المواجه للداخل. 2- تبين وجود جثمان المجني عليه مسجى على ظهره على أرضية الغرفة وقد تبين وجود إصابة نافذة بالرقبة أسفل الأذن اليسرى وكذا وجود كدمات بأنحاء متفرقة بالوجه رابعاً : القرائن و هي تكمن في تحريات جهة البحث كما جاءت لسان مجريها قاطعة بارتكاب المتهمين للواقعة انتقاماً من المجني عليه لتشاجره مع المتهم الأول منهم فتآمروا عليه و اشتركوا جميعاً في ضربه متفقة مجتمعة إراداتهم و متجهة نواياهم نحو التنكيل بالمجني عليه وصولا إلي إزهاق روحه وهو ما حدث بالفعل إذ ان المتهم الأول ( عقبيه ) بادر بضرب المجني عليه ثم استدعى المتهمين الثلاثة الآخرين ليشدوا من أزره حال تعديه على المجني عليه و الذين قاموا بدورهم بشل حركة المجني عليه وقام المتهم/ مجدي عبدالغني كمال برطم رأس المجني عليه بعمود الجدار أربع مرات متتالية ووجه اليه البقية ركلات وضربات ارتكزت جميعها في منطقة الوجه و الرقبة ثم استل المتهم الأول ( عقبيه) سلاحه الأبيض ) نصل معدني الذي اعتاد إحرازه بقصد التعدي على اشخاص النزلاء و ممارسة البلطجة عليهم فئذ بعقبيه يطعن المجني عليه بمنطقة الرقبة ويحدث به جرحاً غائراً ثم استكملوا مشروعم الإجرامي بكل خسة ودناءة وعندما تيقنوا من وفاة المجني عليه حملوا جثمانه ووضعوه بجوار دورة المياه . توقيع أقصي عقوبة على المتهمين وفي ختام المرافعة ناشد المستشار محمد عز العرب - وكيل النائب العام بنيابة قسم أول شبرا الخيمة، القضاة هذه هي الواقعة برمتها .. هذه هي الفاجعة بما حوته من آلام و آثام .. و ها هم مرتكبوها .. وهذه هي أدلتنا على قيامهم بارتكابها وقد مثلت اليوم أمام عدلكم الموقر .. لأطلب بإنزال القصاص وتوقيع أقصى العقاب على المتهمين بالعدل الذي شرعه الله في كتابه و بالعدل المنصوص عليه في القانون ... العدل .. سيدي الرئيس ان من قتل يقتل العدل سيدي الرئيس.. أن من أزهق روحاً بريئة تزهق روحه الدنيئة. السيد الرئيس .. الهيئة الموقرة .. إنني لم أختر ختاماً لمرافعتي أن أسرد أبيات أو أن ألقي من الشعر أبيات .. بل اخترت أن أنقل لحضراتكم شعور هذا المجتمع الذي حملنا أمانة تمثيله هذا المجتمع الذي لن ينصلح حاله الا بتطبيق القصاص فيه .. فهو حكم خالقنا .. العليم بشئوننا .. الخبير بما من شأنه أن يصلح أحوالنا .. فإن أناساً قد ألفوا السجون .. و إن جرائم لا تقر الأعين الا بالقصاص من مقترفيها .. لذا اناشدكم .. أن تعلنوها بأصواتكم .. و أن تسطروها بأقلامكم فكفى بالقصاص رادعاً لمن ليس له رادع. سيادة الرئيس و قبل أن أغادر منصتكم الشامخة فإن لي حديثين و مطلب أما حديثي الأول فهو إلي ذوي المجني عليه الشهيد/ محمد جلال الهادي أقول لهم لا تهنوا .. و لا تحزنوا فما كان .. محمد جلال الهادي باغياً ولا معتدياً و ما كان الإجرام فكره و لا منهاجه و ما كان دفاعه عن نفسه إلا عزة نفس و حفظاً للكرامة .. فيا أهل الفقيد لا تحزنوا .. لا تحزنوا و لا تألموا فإن الي الله الرجعي وإن لمصابكم لمحزنون .. ونسأل الله أن يشفي صدوركم بالقصاص من القتلة .. نحسب فقيدكم / محمد جلال الهادي شهيداً .. ساكناً جنة المأوى.. تلقونه يوم التلاق.. شفيعاً عند ربكم الأعلى.. هنيئاً له جوار ربه .. نعم الجزاء و المثوى . يا أيها الأب المكلوم ويا أيتها الأم المكلومة لن تضيع دماء فلذة كبدكم هدراً .. فاليوم جئنا بقاتلي نجلكم إلى قضاة الحق والعدل نرفع الدعوى ؛ التي أقمنا بيانها و برهانها ... على كل من أضل وأغوى .. فالله أوكل قضاة العدل في الأرض لينتقموا من المعتدين المسرفين. بسم الله الرحمن الرحيم "و من قتل مظلوماً فقد جلعنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً". و أما حديثي الثاني فهو موجه لأولئكم القتلة الفسدة الأفكون أسالهم ألم تأخذكم بالمجني عليه رحمة أو شفقة او عطف وهو بين أيديكم يأن ويصرخ وينزف الدماء و يستحلفكم و يسترحمكم .. لم آذيتموه وأثخنتم فيه الجراح وهو أسير بين أيديكم لا يملك دفع تكالبكم عليه فاقد لإرادته خائرة قواه ... سيظل صوت تلك الضحية يطاردكم فالضحايا لهم صوت لم تعد أناتهم حبيسة .. ستظل تؤرق مهجعكم و تقض مضجعكم طالما استكبرتم بذنبكم .. وتنكبتم طريق الاقرار ... و التوبة والاستغفار.. و لكن الي أين المفر حتماً ستدفعون ثمن غيكم وبغيكم وفسادكم في الدنيا والآخرة وترقبوا وعيد الله لكم وقصاص الله منكم حيث قال في كتابه العزيز " و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً" صدق الله العظيم. و أما مطلبي فهو رجاء أرجوه من رجال صدقوا ما عهدوا الله.. رجال ما عرفت قلوبهم إلا حب إرساء العدل ونصرة وإغاثة المظلوم و الاقتصاص من الظالمين فأذكر نفسي و أذكركم بقول الحق سبحانه وتعالى .. يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ) . فيا حضرات القضاة الأجلاء ... سادات العدالة .. أنتم لأحد أسباب الله في الأرض لإرساء هذه العدالة و نشر الأمان أحكامكم العادلة الرادعة لهي املنا في شفاء الصدور .. وها .. نحن جئنا اليكم بالمتهمين يحملون وزهم بل أوزارهم وجرائمهم تسعى من بين أرجلهم و من خلفهم .. فليكن حكمكم فيهم قصاصا عادلاً .. يعيد الحق الي نصابه ويرد الي المجني اليه حقه الذي أقره له رب العالمين في الدنيا والآخرة لذا فإنني أهيب بحضراتكم و أنا في مقامي هذا ممثل عن المجتمع وأنتم على منبر العدالة ظل الله في أرضه .... أهيب من حضراتكم أن تجلعوا من حكمكم إنذاراً لكل من تسول له نفسه إزهاق روح بشرية بغير حق أ وذنب فأحكموا الخناق على المجرمين ... وصفدوهم كما تصفد الشياطين ..... و خذوا بنواصيهم للمأصلة. فإن النيابة العامة تطالب بتوقيع أشد وأقصى العقوبة على المتهمين فلا تأخذكم بهما شفقة و لا رحمة فهم لا يرقبون إلا ولا ذمة و لا يرحمون ضعيفاً و لا يكرمون ميتاً. وإني على يقين باني لن ابرح ساحة عدلكم المقدسة إلا و حكم القصاص يقرع الآذان ويعلم به القاصي والداني ويثلج الصدور و يشفي الغليل ويبعث في المجتمع الأمن ويرسخ العدالة ويبرهن للعالم أجمع أن قضاة مصر هم خيرة القضاة وصفوتهم واعدلهم.. سيادة الرئيس .. حضرات السادة أعضاء الهيئة الموقرة .. عذراً إن كنت قد أطلت على حضراتكم و لكن عذري أني أردت أن أزيل من قلوبكم أدنى شك في ان المتهمين مذنبين .. مجرمين آثمين .. مستحقين أشد العقاب .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه و الهمكم الصواب والرشاد وجزاكم خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.