أخيراً.. وفى صحوة إنسانية متأخرة، ويقظة طال افتقادها للضمير الدولى، انتظرناها على مدار أكثر من سبعة شهور كاملة، حفلت بكل أنواع الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى،...، تحرك المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية «كريم خان»، ليضع النقاط فوق الحروف، ويحدد الصفة الإجرامية الحقيقية للإرهابيين القتلة مرتكبى هذه الجرائم. التحرك الذى قام به المدعى العام للمحكمة الجنائية المتمثل فى القرار الذى أصدره أول أمس، بالطلب من المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» ووزير الدفاع الإسرائيلى «يواف جالانت» بتهمة ارتكاب جرائم حرب، يأتى بعد ما يزيد عن مائتين وعشرين يوماً، ارتكبوا فيها كل أنواع الجرائم الإرهابية اللاإنسانية ضد المواطنين العزل للشعب الفلسطينى فى غزة. هذان القاتلان الإرهابيان وغيرهما من المسئولين والقادة الإسرائيليين قاموا ويقومون حتى اليوم بارتكاب جرائم القتل والدمار والتخريب والمذابح والإبادة الجماعية والتجويع دون رادع أو مانع، متصورين أنهم فوق المساءلة وفوق القانون الدولى والانسانى، وأنهم يملكون تصريحاً مفتوحاً بارتكاب كل الجرائم، دون أن يجرؤ أحد على التصدى لهم، ما ظلوا فى حماية الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحت رعايتها. والمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية أعلن بوضوح أن هناك أسباباً كافية للاعتقاد بأن «نتنياهو» و«جالانت» يتحملان المسئولية الجنائية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأن التهم الموجهة لهما تشمل التسبب فى الإبادة الجماعية والتسبب فى المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، بما فى ذلك منع امدادات الاغاثة الانسانية واستهداف المدنيين عمداً. وهكذا أصبح نتنياهو ووزير دفاعه مجرمى حرب رسمياً فى نظر العالم كله، وليس فى نظرنا نحن فقط،...، ولن تستطيع أى قوة فى العالم تغيير ذلك، حتى ولو كانت القوة الأمريكية، التى أعلن رئيسها دون خجل ،أن طلب المدعى العام للمحكمة الدولية بإصدار قرار اعتقال بحق ،نتنياهو..، هو أمر مشين. وفى مواجهة الموقف الأمريكى لنا سؤال.. ألا يرى الرئيس بايدن أن المشين حقاً هو موقفه الداعم والمساند للعدوان والمذابح والإبادة الجماعية ؟!. «وللحديث بقية»