فى الوقت الذى تترقب فيه إسرائيل رد إيران على هجومها على قنصليتها فى سوريا، كثفت الولاياتالمتحدة تحركاتها حيث أجرى المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، بريت ماكجورك عدة اتصالات مع دول عربية. وكشف مصدر مطلع أن ماكجورك اتصل بوزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والعراق ليطلب منهم إيصال رسالة إلى إيران تحثها على خفض التوتر مع إسرائيل. وقال المصدر، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ماكجورك طلب من المسئولين التواصل مع وزير الخارجية الإيرانى لنقل رسالة مفادها أنه يجب على بلاده التهدئة مع إسرائيل. كانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت أمس الأول أن وزراء خارجية الدول الأربع تحدثوا هاتفيا مع وزير خارجيتها وناقشوا التوتر فى المنطقة. اقرأ أيضاً | أيرلندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال الأسابيع المقبلة وكشف مسئول أمريكى مطلع أن الولاياتالمتحدة تبادلت الرسائل مع السلطات الإيرانية على مدى الأسبوع الماضي. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أمس عن المسئول قوله إن واشنطن حذرت طهران من شن هجوم على إسرائيل فيما حذرت إيران الجانب الأمريكى من دعم إسرائيل. وأكد المسئول أن الولاياتالمتحدة لا تزال فى حالة تأهب قصوى تحسبًا لأى انتقام إيرانى محتمل. وفى اتصال هاتفى مع وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل ضد أى تهديدات من إيران ووكلائها. جاء ذلك قبل ساعات من زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايك كوريلا إلى إسرائيل للتنسيق حول أى هجوم محتمل من قبل طهران أو وكلائها. ونقلت وكالة بلومبرج عن مصادر مطلعة قولها إن تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تعتبر أن رد إيران بات وشيكا ورجحت أن تنفذ إيران هجمات الانتقام مباشرة أو عبر وكلائها فى المنطقة وأن تستهدف مواقع عسكرية وحكومية فى قلب إسرائيل وباستخدام صواريخ عالية الدقة أو طائرات بدون طيار. وعمد الجيش الإسرائيلى خلال الأيام الماضية إلى تعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمى (جى بى إس) فوق عدد من المدن، بما فى ذلك تل أبيب والقدس المحتلة، بهدف إحباط أى هجمات من إيران أو وكلائها. من جهة أخرى، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أمس أن سلاح الجو الإسرائيلى أجرى خلال الأيام القليلة الماضية تدريبا مشتركا مع نظيره القبرصى «يحاكى هجوما على إيران». وقالت الهيئة إن التدريب يأتى «فى إطار الاستعدادات المتواصلة للرد على أى اعتداء إيرانى محتمل». وأوضحت أن سلاح الجو كان قد أوقف تدريباته منذ 6 أشهر بسبب انشغاله فى الحرب بقطاع غزة والجبهة الشمالية، لكنه استأنفها مؤخرا «فى ظل تهديدات طهران». من جانب آخر، دعا الكرملين كافة البلدان فى الشرق الأوسط إلى التحلى بضبط النفس ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف إن بلاده لم تتلق أى طلبات بالتوسط بين إسرائيل وإيران لكنه وصف الهجوم الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية فى دمشق بأنه انتهاك لكافة مبادئ القانون الدولي. كما نصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها أمس بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط، خاصة إلى إسرائيل ولبنان والأراضى الفلسطينية إلا فى حالات الضرورة القصوى. وفى غضون ذلك، أعلن متحدث باسم شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، أمس الخميس، تمديد إلغاء رحلات الطيران اليومية من فرانكفورت إلى طهران لدواع أمنية حتى 13 أبريل وذلك لتجنب وضع تضطر فيه أطقم الشركة للبقاء ليلا فى طهران. وكانت وكالة مهر الإيرانية للأنباء قد حذفت تقريرًا من حسابها الرسمى على منصة إكس، حول إغلاق إيران مجالها الجوى فوق العاصمة طهران كما نفت الوكالة شبه الرسمية، فى منشور جديد نشرها أى شيء من هذا القبيل.