بعد 22 شهرًا من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تواجه كييف عقبة عسكرية تتمثل في نقص العنصر البشري المؤهل للمشاركة في المعارك، مما يؤثر سلبًا على ميزان القوة العسكرية ويعزز من تفوق الجيش الروسي. وحيال ذلك، قررت القيادة العسكرية الأوكرانية اتخاذ إجراءات استثنائية لتعزيز جبهة القتال باستدعاء وتجنيد الرجال اللاجئين الذين يعيشون في الخارج وتتراوح أعمارهم بين 25 و60 عامًا لأداء الخدمة العسكرية في العام القادم. وفي ذات السياق، أكد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في كييف، على أن الجيش يواجه متاعب في العثور على متطوعين، وبسبب ذلك اقترحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، تعبئة نحو 450 ألفًا إلى 500 ألف شخص لمواصلة التصدي للقتال مع روسيا. أوكرانيا تفرض عقوبات للمتقاعسين عن التجنيد وفرضت أوكرانيا عقوبات صارمة على الذين يتخلفون عن التطوع للخدمة العسكرية، ومن المقرر أن تقوم السلطات العسكرية الأوكرانية بإبلاغ المجندين المحتملين مسبقًا بكيفية إعدادهم وتجهيزهم، بالإضافة إلى تحديد مكان وزمان تدريبهم وجدول زمني لانتهاء خدمتهم العسكرية. فيما أكدت الحكومة الأوكرانية أيضًا على أنها ستمنح المجندين الجدد فرصًا لاختيار الدور الذي يرون أنه يتناسب مع مهاراتهم وقدراتهم الفردية. لمواجهة التقدم الروسي.. كييف تعتزم إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية وأشار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إلى أن الإجراءات المتخذة ستتطلب على الأقل عاما كاملا من الزمن، وستكلف ما يقارب 13 مليار دولار أمريكي، بحسب "سكاي نيوز" البريطانية. تسعى أوكرانيا إلى إيجاد حماسٍ قتالي جديد بعد تراجع طموحاتها الأولية أمام التفوق العسكري الروسي وتأخر التوريدات الأطلسية للمساعدة العسكرية، وتخطط كييف من خلال استعدادها لاستقبال عدد هائل من الجنود إلى إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية وشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية أو حتى وقف التقدم الروسي. يرجع قرار الالتحاق واستدعاء اللاجئين للجيش في ذلك الوقت، بسبب ندرة المتطوعين حيث يواجه الجيش الأوكراني تحديات كبيرة في تعويض فقدان القتلى ورعاية الجرحى، وهذا يشكل عاملًا أساسيًا يفرض ضرورة تسريع عملية التجنيد، كما أنه قد أرهقت عمليات القتال المتواصلة الجنود المنتشرين على الخطوط الأمامية في الحرب. مما أدى إلى حاجتهم الملحة لفترات استراحة، لذا، يعتبر من الضروري إجراء عمليات تناوب دورية بعد مرور 22 شهرًا من التواجد المستمر في خطوط القتال، حسبما أفادت السلطات الأوكرانية.