فى اليوم الثانى من سريان الهدنة فى قطاع غزة، أعلن المتحدث باسم وزارة صحة غزة أشرف القدرة أمس إخلاء مستشفى الإندونيسى بالكامل، والعمل على إخلاء بقية الجرحى من مجمع الشفاء الطبى. وحذر القدرة من أن الوضع الصحى فى القطاع سيئ جدًا وكارثى للغاية ومنهار، ولا توجد أى مقومات صحية. وقال إن مستشفيات جنوب القطاع تفتقر إلى السعة والإمكانيات اللازمة لاستيعاب الجرحى والنازحين من شمال غزة. وطالب المتحدث جميع الهيئات الدولية المعنية بالعمل لإيجاد آليات أفضل لإنقاذ المنظومة الصحية فى القطاع، مشددًا على أنه لا يوجد أى تحسن فى الواقع الصحى المؤلم فى القطاع حتى الآن. من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إنه ليس لديها معلومات عن مصير مدير مستشفى الشفاء فى غزة محمد أبو سلمية الذى اعتقلته إسرائيل قبل أيام، مع 5 آخرين من العاملين فى المجال الصحى، أثناء مشاركتهم فى مهمة قادتها الأممالمتحدة لإجلاء مرضى. وطالبت منظمة الصحة العالمية «باحترام حقوقهم القانونية والإنسانية بشكل كامل فى أثناء احتجازهم». فى غضون ذلك، جدد جيش الاحتلال الإسرائيلى تحذيره لسكان غزة من التوجه إلى شمال القطاع باعتباره «منطقة حرب خطيرة»، داعيًا الجميع للتوجه إلى الجنوب حيث تتوافر المساعدات الإنسانية. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى فيديو على «إكس» دعا فيه السكان للتنقل إلى جنوب وادى غزة، وقال: «لا تحاولوا الانتقال إلى شمال القطاع.. وممنوع الدخول إلى البحر أو الاقتراب لمسافة كيلومتر من الحدود مع إسرائيل». وشدد على أن الحرب لم تنته وأن الهدنة مؤقتة، مشيرًا إلى أن جنوب القطاع منطقة آمنة وملائمة للعيش، كما تدخل إليها المساعدات الإنسانية. وأمس الأول، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت إن وقف إطلاق النار فى غزة سيكون قصير الأمد، ومن ثم سيستمر القتال فى القطاع لمدة شهرين آخرين على الأقل. ويحاول البعض من الأهالى الذين نزحوا جنوبًا التوجه الى أماكن إقامتهم الأصلية لتفقد منازلهم وما إذا كانت لاتزال موجودة أو حتى استخراج جثامين شهداء من تحت الأنقاض المدمرة. ووفقًا للإحصائيات، لا يزال يوجد نحو 4 آلاف شهيد تحت أنقاض المنازل التى دمرها قصف الاحتلال. ويوم الجمعة، دخلت هدنة لمدة أربعة أيام بين الجيش الإسرائيلى وحماس حيز التنفيذ، وتم التوصل إلى اتفاق بشأنها من خلال وساطة مصر وقطر. وبموجب الاتفاقية، يجب أن تدخل إلى قطاع غزة يوميًا 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وأربع شاحنات محملة بالوقود والغاز المنزلي. كما اتفق الطرفان على وقف الأعمال القتالية خلال الهدنة لتبادل عشرات الأسرى والمعتقلين. وأعلن مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية دخول 4 صهاريج وقود، و4 شاحنات محملة بالغاز المنزلى إلى جنوبغزة عبر رفح فى اليوم الثانى للهدنة.وانطلقت أمس قافلة مكونة من 61 شاحنة مساعدات إنسانية من رفح جنوب قطاع غزة، نحو غزة وشمالها، محملة بالمواد الإغاثية والغذائية ومياه الشرب وأدوية الرعاية الأولية ومستلزمات إسعافية. وتعتبر هذه القافلة أكبر قافلة مساعدات تصل إلى غزة والشمال منذ بداية العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ خمسين يومًا، حيث تولى الهلال الأحمر الفلسطينى عملية تجهيز ونقل المساعدات الإنسانية من معبر رفح ومن مستودعات الجمعية بمرافقة عدد من سيارات الإسعاف وموظفى ومتطوعى الجمعية لتوزيع المساعدات للمواطنين الصامدين فى قطاع غزة. أدخلت عدة شاحنات من المساعدات الإنسانية الجمعة إلى مناطق شمالى غزة لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال الهلال الأحمر الفلسطينى، إن طواقمه اشتملت 196 شاحنة من الهلال الأحمر المصرى عبر معبر رفح محملة بالمساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن الشاحنات تحتوى على غذاء وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية وأدوية، وقد توزعت على النحو التالي: مستلزمات طبية (5.5 شاحنة)، أدوية (3 شاحنات)، سرائر طبية (4 شاحنات)، مواد غذائية (85 شاحنة)، مياه (62 شاحنة)، مواد نظافة (شاحنتان)، ملابس (4 شاحنات)، فرشات (7.5 شاحنة)، بطانيات (23 شاحنة).