تهجير

ضى القلم

أقسى مشاهد الاعتداء الإسرائيلى خروج أهالى غزة رافعى رايات بيضاء مطأطئى الرءوس.. صورة باكية تفوقت تفاصيلها على مشاهد جثث الأطفال والنساء والمفقودين الذين تناثرت أشلاؤهم تحت الأنقاض.
كثف اليهود مخطط تهجير الفلسطينيين وجاهروا به، فى إعادة فجة للنكبة، و نهب الأراضى والاستيطان، وسط صمت الغرب ودعم أمريكا للانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان.. وقفت مصر صامدة، ثابتة، شعبا وجيشا وقائدا، نصرة لإخوة وأشقاء، تكالبت عليهم الشياطين وتعامت عن أدنى حقوق الإنسان.. اصرار واصطفاف لدخول المساعدات بكل أنواعها لأهالى غزة عبر معبر رفح الذى جسد صورة راقية للإنسانية، قيمة هذا الدور وضحت خلال قمة الرياض، فلم تخل كلمة لأى دولة من تقدير مجهودات مصر وتمسكها بدخول المساعدات.. لم يغير الرئيس عبدالفتاح السيسى، خطابه، بل استمر فى موقفه الواضح المنحاز للسلام والإنسانية، ومساندة شعب فلسطين فى مطلبهم العادل بالبقاء فى أراضيهم وفرض السلام ليعيش الجميع فى أمان، وكسر الحصار والإصرار على دخول المساعدات، لتخفيف المعاناة والآلام .. مصر تداوى جراح غزة وتعالج الأطفال والمصابين بمنطق المسئولية والإنسانية.. كان الإرهاب المزروع فى سيناء نواة للتهجير، و بصلابة الشعب وقوة الجيش والشرطة وإصرار الرئيس السيسى، اقتلعنا جذوره وزرعنا التنمية.. مشهد التهجير لأهالى غزة مفزع، أصعب من صور الشهداء والجرحى، صورة مؤلمة لإجبار الناس على ترك أراضيهم وبيوتهم وذكرياتهم وتاريخهم.
مشاهد الذعر والهروب من القصف تدمى القلوب، مرضى وكبار سن لم تسعفهم صحتهم يحاولون الفرار ونظراتهم حسرة تدقق فى ماتبقى من بيوتهم ودموعهم تفر من مقلاتهم فى وداع ذكرياتهم بنظرة حزينة.
قمة القاهرة للسلام وضعت أسس وخريطة التعامل مع الأزمة، ومارست إسرائيل وحلفاؤها وسائل ضغط وبالونات اختبار لكن صلابة الموقف المصرى والتنسيق الواضح والتشاور والمفاوضات التى أدار دفتها برجاحة الرئيس السيسى، غيرت المواقف، ونجحت قمة الرياض فى جنى ثمار المجهودات المخلصة التى تهدف الوصول لنتائج تخدم القضية الفلسطينية والشعب المكلوم.
صمد الرئيس عبدالفتاح السيسى، مواجها مراوغات وحيلا وضغوطا، لكن بحكمة القائد تعامل بفطنة وصبر..هذه مصر وهذا دورها وقدرها، ودوما قدر المسئولية ..هذا قدر الكبار .. مصر كبيرة بمواقفها وتماسك شعبها وجيشها ومؤسساتها الوطنية، وحكمة وإخلاص وثقة قائدها.