منذ أن فشل هجوم الربيع الذى حشدت له أوكرانيا -بدعم غربى كبير- كل قواتها ولم يحقق شيئا بعد أن اصطدم بالدفاعات الروسية القوية.. تغيرت خطط الحلفاء الغربيين بقيادة أمريكا، وتم إسقاط العديد من القيود التى كانت موضوعة على ارسال السلاح المتطور لأوكرانيا خوفا من الانجرار إلى الصدام المباشر بين "الناتو" وروسيا. من البداية .. كان العسكريون الامريكيون ينتبهون الى أن الهجوم الأوكرانى المضاد لن يحقق نتائج كبيرة، لكن يبدو أن الفشل العسكرى كان أكبر من المتوقع. ولهذا اثارت المخاوف من أن تستغل روسيا الموقف للتمدد أكثر داخل الأراضى الأوكرانية، أو أن يتحول الوضع على الأرض إلى تثبيت الأمر الواقع فى ظل التفوق الروسى. ومن هنا شهدت الشهور القليلة الماضية الإعلان عن العديد من صفقات السلاح الجديدة من كل دول حلف "الناتو" إلى أوكرانيا، كما شهدت.. وهذا هو الأهم والأخطر.. سقوط "الفيتو" الأمريكى الذى كان قائما على بعض أنواع السلاح المطور.. وهكذا أعلنت واشنطن عن ارسال القنابل العنقودية للجيش الأوكرانى وألغت اعتراضها السابق على ارسال طائرات "فانتوم 16". والآن يتم الإعلان عن أن الدبابات الأمريكية الأكثر تطورا فى العالم ستصل إلى أوكرانيا ومعها قذائف "اليورانيوم المنضب" القادرة على اختراق الدبابات والمدرعات، وهو ما يعنى بصورة ما دخول الأسلحة النووية التكتيكية إلى ميدان المعركة ولو بقدرة تدميرية محدودة. وتزامن ذلك مع إعلان أوكرانيا امتلاكها لصواريخ يبلغ مداها 700 كيلومتر تقول إنها صناعة محلية ولهذا يحق لها من وجهة نظرها استخدامها فى الداخل الروسى رغم إعلان امريكا أنها لا تشجع أوكرانيا على العمل العسكرى خارج حدودها وتمنع استخدام السلاح الامريكى فى ذلك.. بينما تقول روسيا انها قادرة على تدمير كل الأسلحة الجديدة، وانها سترد وبالمثل على قذائف اليورانيوم المنضب وتقول موسكو إن دول "الناتو" أصبحت بالفعل شريكا فاعلا يتحمل مسئولية التصعيد الخطير. واضح أن الهدف الغربى هو تحقيق اختراق ملموس على ارض القتال يعيد بعض التوازن ويبقى قضية أوكرانيا حية. لكن المخاطر كبيرة وخطأ واحد فى الحسابات قد يؤدى للانزلاق إلى ما كان الجانبان حريصين على تجنبه حتى الآن: وهو الصدام المباشر بين "الناتو" وروسيا!!