العلماء عن «حج الميتافيرس»| الميقات المكانى شرط أساسى لأداء الفريضة

أثار سؤال عن إمكانية تنظيم موسم الحج عبر تقنيات الواقع الافتراضى «ميتافيرس»، أو حتى أون لاين لمواكبة أحدث التطورات، الجدل مؤخرا، مما دعا عددا من العلماء الإدلاء بآرائهم، ومنهم من استنكر صدور مثل هذا السؤال حيث علق د. عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر قائلا: هل وصل البعض لهذه الدرجة من الجفاف الفكرى والديني؟ ما معنى طرح سؤال سقيم يقال فيه: (هل يمكن أن نحج ونطوف حول الكعبة عبر (أون لاين )؟ بالله هل هذا سؤال يطرح إعلاميا وتسمعه الدنيا بأسرها من مصر بلد العلماء والمفكرين وأكابر الأدباء؟!.
أما أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فقال: إن الآية القرآنية التى وردت فى كتاب الله ' وليطوفوا بالبيت العتيق' تنهى الجدل حول أداء الحج افتراضيا وأوضح كريمة أن من شروط مناسك الحج الطواف ببيت الله الحرام، والسعى بين الصفا والمروة والوقوف بجبل عرفات، وكيف يتحقق ذلك افتراضيا؟
وأكد أنه رغم التطور الكبير فى عالم التكنولوجيا، إلا أن مناسك الحج ستكون بصورتها التقليدية وهى ذهاب الحجاج من مختلف الجنسيات تلبية لأمر الله، والقيام بالمناسك بصورتها الطبيعية، ولن يكون هناك ما يسمى حج افتراضى لا الآن أو مستقبلا.
أكد الشيخ إبراهيم رضا من علماء الأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى جعل للحج ميقاتا مكانيا، فلا بد وأن يمر الحجاج من الميقات لكى يصلوا إلى أرض المناسك وهذا هو «الميقات المكاني»، فإن النبى صلى الله عليه وسلم ألزم كل من يريد أن يحج أن يمر على هذا المكان ويتحرك إلى بيت الله، أما «الميقات الزماني» فيقصد به أن للحج أشهرا معلومات وله توقيت معين فى السنة علمه الله لنا سبحانه وتعالى وقرره لنا النبى صلى الله عليه وسلم.
وقال إن الله سبحانه وتعالى ألزم الحجاج، بالتحرك فى الحرم، ولفت إلى معنى كلمة «الحج» هو القصد، أى الاتجاه نحو بيت الله الحرام بملابس الإحرام بنية تأدية المناسك ولا يجوز التلاعب بالمشاعر الدينية نهائيا، فيجب أن يؤدى الحاج بنفسه مناسك الحج ويتحرك هو ذاته مرتديا ملابس الإحرام، ثم يعبر الحاج من أبيار على وهم فى طريقهم من المدينة المنورة بملابس الإحرام قاصدين بيت الله، وهذه المناسك أخذت من النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال « خذوا عنى مناسككم».
وأوضح أنه لا يوجد ما يسمى ب «حج الميتافيرس» فأهم ما يمر به الإنسان فى الحج هو التحرك نحو البيت العتيق لأداء المناسك، ويترتب عليه أيضا لغة القصد، وهكذا علمنا وألزمنا النبى صلى الله عليه وسلم.