أشرف رمضان يكتب: 100 مليون تحية

طلقات

100 مليون صحة.. هل تعرف كم أنقذت هذه المبادرة من الأرواح؟، عدد الحلات التي تم تشخيصها مبكرًا؟، هل تعرف عدد قوائم الانتظار التي قضت عليها المبادرة؟.
بالتأكيد، سترد عليّ بسؤال مضاد – إذا كنت من هواة التشكيك – لا تحدثني عن العدد بل حدثني عن الحالات التي تم شفاؤها؟.
إجابتي ستكون عملية، وتستطيع التأكد منها بنفسك.. من المعروف أن علاج الأورام الأكثر تكلفة عالميًا، فالأورام «بعبع» يهدد كل أسرة مصرية، الناس يخافون نطق اسمه ويطلقون عليه «المرض الوحِش، أو المرض البطال»، حتى الاسم يخشون منه.
هنّا على أعتاب مركز الأورام بجامعة المنصورة، تتجلى الإنسانية في أسمى صورها، وجدت كل معان الصدق، والقيم الراقية، والأخلاق الحسنة.. فقط ما عليك إلا الذهاب إليه – حال المرض لا قدر الله – لتجد كل الرعاية والاهتمام.
هناك الكل يبتسم، «فالإبتسامة تداوي جروح المرضى»، كنت أظن أننا ما زلنا في رحلة البحث عن علاج، والدخول في دوامة قوائم الانتظار، لكن يبدأ العلاج بعد التشخيص مباشرة، والسبب في ذلك مبادرة «100 مليون صحة» التي تتكفل بكل نفقات العلاج.
كان في الماضي تنتظر الموافقة للعلاج على نفقة الدولة حتى تبدأ أولى جلسات العلاج، لكن الآن يبدأ المريض في تلقي العلاج مباشرة، والمبادرة تتولى إنهاء الإجراءات سريعًا.
هناك التقيت الدكتور كامل فرج، أستاذ طب الأورام وأمراض الدم، تحدثنا في حوار سريع عن طرق العلاج، والتكلفة، ومدة العلاج، وسرعة الإنجاز بعد تطبيق «مبادرة 100 مليون صحة»، أخبرني أنه بعد تطبيق «المبادرة» لا توجد قوائم انتظار في المركز، يبدأ العلاج فورًا، وخلال فترة العلاج يتم عمل الإجراءات والموافقات، مؤكدًا التخلص من مراحل الروتين السابقة.
الدكتور كامل فرج، حدثني عن مراحل العلاج وتكلفته، لك أن تتخيل أن تكلفة علاج مريض الأورام نحو 30 ألف جنيه في الأسبوع، ومتوسط فترة العلاج تقترب من العامين، «جلسات كيماوي، وإشعاعي، ومحاليل»، فضلاً عن مراحل التأهيل النفسي للمريض، قبل وخلال وبعد فترة العلاج.
منظمة الصحة العالمية اعتبرت 100 مليون صحة، مبادرة غير مسبوقة، كانت أولى المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعد أحد الإنجازات الكبرى في المنظومة الصحية، وتنفرد بها مصر، من حيث الرصد المبكر والعلاج للأمراض المزمنة والوراثية لكل الفئات، وتقع تحت إطارها عشرات المبادرات للكشف والعلاج المجاني.
المبادرة أمامك.. عيان للناس.. فقط كنْ متفائلاً.. «المُتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها.. والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ».