القوى ‬الدولية.. ‬والقدس

بدون تردد

فى ‬الوقت ‬الذى ‬يواصل ‬فيه ‬جيش ‬الاحتلال ‬الاسرائيلى ‬الاعتداء ‬على ‬الفلسطينيين ‬فى ‬الأراضى ‬المحلتة ‬بصفة ‬عامة ‬وفى ‬مدينة ‬القدس ‬على ‬وجه ‬الخصوص، ‬تواصل ‬القوى ‬الاقليمية ‬والدولية ‬موقفها ‬السلبى ‬والمتجاهل ‬لما ‬يجرى، ‬دون ‬أى ‬محاولة ‬جادة ‬أو ‬فاعلة ‬لوقف ‬العدوان ‬الاسرائيلى، ‬أو ‬ردع ‬الحكومة ‬المتطرفة ‬والعنصرية ‬برئاسة ‬نتنياهو.‬
ورغم ‬تصاعد ‬الاعتداءات ‬وتكرار ‬واستمرار ‬الانتهاكات ‬من ‬جانب ‬جنود ‬الاحتلال ‬وعصابات ‬المستوطنين ‬المتطرفين ‬لساحات ‬المسجد ‬الأقصى، ‬والاعتداءات ‬الغاشمة ‬على ‬المصلين ‬والمعتكفين ‬بالمسجد،...‬، ‬إلا ‬أن ‬هذه ‬القوى ‬الدولية ‬والاقليمية ‬تقف ‬متفرجة، ‬وتكتفى ‬بكلمات ‬جوفاء ‬وفاترة ‬تطالب ‬الطرفين ‬بالهدوء ‬وعدم ‬التصعيد، ‬فى ‬مساواة ‬ظالمة ‬وغير ‬منطقية ‬بين ‬المعتدى ‬المجرم ‬والمعتدى ‬عليه ‬الضحية.‬
وبالرغم ‬من ‬التصاعد ‬المستمر ‬للاعتداءات ‬الاسرائيلية ‬على ‬الفلسطينيين ‬من ‬أهالى ‬القدس ‬وإرهابهم ‬بصورة ‬دائمة، ‬وهدم ‬البيوت ‬وإخلائها ‬من ‬أهلها ‬المقدسيين، ‬فى ‬إطار ‬الخطة ‬الممنهجة ‬لتهويد ‬المدينة ‬بالتوافق ‬مع ‬الاقتحامات ‬المستمرة ‬من ‬جانب ‬العصابات ‬والجماعات ‬المتطرفة ‬للمستوطنين ‬للمسجد ‬الأقصى، ‬وتهجمهم ‬على ‬جموع ‬المصلين ‬وتدنيسهم ‬المتعمد ‬لحرمة ‬المسجد ‬فى ‬حماية ‬جنود ‬الاحتلال،...‬، ‬إلا ‬أن ‬القوى ‬الاقليمية ‬والدولية ‬تكتفى ‬بالمراقبة ‬وعبارات ‬الاستنكار ‬والمطالبة ‬بضبط ‬النفس.‬
وفى ‬ظل ‬ذلك ‬يبقى ‬الموقف ‬الأمريكى ‬على ‬وجه ‬الخصوص ‬والدول ‬الاوروبية ‬الغربية ‬أيضا ‬على ‬وجه ‬العموم، ‬مثيراً ‬للدهشة ‬والاستغراب ‬وللتساؤل ‬أيضا، ‬نظراً ‬للتناقض ‬الشديد ‬بين ‬ما ‬كانوا ‬ومازالوا ‬يتحدثون ‬عنه، ‬بخصوص ‬دفاعهم ‬القوى ‬والدائم ‬عن ‬حقوق ‬الانسان ‬ودعمهم ‬القوى ‬للشعوب ‬المعتدى ‬عليها، ‬وادعاء ‬وقوفهم ‬القوى ‬ضد ‬كل ‬من ‬يعتدى ‬على ‬الشعوب،...‬، ‬وبين ‬صمتهم ‬الحالى ‬تجاه ‬ما ‬ترتكبه ‬إسرائيل ‬من ‬جرائم ‬واعتداءات ‬مستمرة ‬على ‬الشعب ‬الفلسطينى.‬
ولعلنا ‬لا ‬نبالغ ‬ولا ‬نتعدى ‬الواقع ‬على ‬الاطلاق ‬إذا ‬ما ‬قلنا ‬فى ‬هذا ‬الخصوص، ‬إن ‬ما ‬يجرى ‬فى ‬فلسطين ‬المحتلة ‬على ‬وجه ‬العموم ‬وفى ‬القدس ‬على ‬وجه ‬الخصوص ‬وفى ‬المسجد ‬الأقصى ‬بالذات، ‬يكشف ‬زيف ‬الادعاءات ‬الامريكية ‬والاوروبية ‬عن ‬دفاعهم ‬الدائم ‬عن ‬الحرية ‬والديمقراطية ‬وحقوق ‬الانسان، ‬ووقوفهم ‬ضد ‬العدوان ‬وقهر ‬الشعوب.‬