فى الوقت الذى يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى الاعتداء على الفلسطينيين، فى الأراضى المحتلة بصفة عامة وفى مدينة القدس على وجه الخصوص، تواصل القوى الإقليمية والدولية موقفها السلبى والمتجاهل تجاه ما يجرى، دون أى محاولة جادة وفاعلة لوقف العدوان أو ردع المعتدى. ورغم تصاعد الاعتداءات، وتكرار واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية من جانب جنود الاحتلال وأيضا عصابات المستوطنين المتطرفين لساحات المسجد الأقصى، واعتداءاتهم الغاشمة على المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى،...، إلا أن هذه القوى وقفت متفرجة واكتفت بكلمات جوفاء وفاترة تطالب الطرفين بالهدوء، فى مساواة غير عادلة وغير منطقية بل وظالمة بين المعتدى المجرم والمعتدى عليه الضحية. وبالرغم من التصاعد المستمر للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين من أهالى القدس العربية، وهدمهم للمنازل وإخلائها من أصحابها المقدسيين، فى إطار الخطة الممنهجة لتهويد المدينة، بالتوافق مع الاقتحامات المستمرة من جانب العصابات والجماعات المتطرفة للمستوطنين للمسجد الأقصى، وتهجمهم على جموع المصلين وتدنيسهم المتعمد لحرمة المسجد فى حماية جنود الاحتلال،...، إلا أن القوى الدولية وأيضا الإقليمية اكتفت بالمراقبة وكلمات الاستنكار والمطالبة بضبط النفس. وفى ظل ذلك يبقى الموقف الأمريكى على وجه الخصوص، وموقف الدول الغربية على وجه العموم، مثيرا للدهشة والاستغراب وللتساؤل أيضا، نظرا للتناقض الواضح والشديد بين ما كانت ولا تزال تتحدث عنه بخصوص دفاعها القوى والدائم عن حقوق الإنسان، ودعمها للشعوب المعتدى عليها، ووقوفها ضد كل من يعتدى على الشعوب،...، وبين صمتها تجاه ما ترتكبه إسرائيل من جرائم واعتداءات مستمرة على الشعب الفلسطينى. ولعلى لا أبالغ ولا أتعدى الحقيقة والواقع على الإطلاق، إذا ما قلت فى هذا الخصوص، إن ما يجرى فى فلسطينالمحتلة على وجه العموم والقدس العربية على وجه الخصوص وحول المسجد الأقصى بالذات، يكشف زيف الادعاءات الأمريكيةوالغربية عن دفاعها عن الحرية ووقوفها ضد العدوان وقهر الشعوب.