فى الوقت الذى يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى الاعتداء على الفلسطينيين، فى الأراضى المحتلة بصفة عامة ومدينة القدس على وجه الخصوص، تواصل القوى الإقليمية والدولية موقفها السلبى والمتجاهل تجاه ما يجرى، دون أى محاولة جادة وفاعلة لوقف العدوان أو ردع المعتدى. ورغم تصاعد الاعتداءات وتكرارها واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، من جانب جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين المتطرفين بساحات المسجد الأقصى واعتداءاتهم الغاشمة على المصلين والمعتكفين بالمسجد،...، إلا أن هذه القوى الدولية تقف متفرجة وتكتفى بكلمات جوفاء وفاترة، تطالب الطرفين بالهدوء فى مساواة ظالمة وبعيدة عن العدل، تساوى بين المعتدى المجرم والضحية المتعرض للاعتداء. هذا للأسف هو المشهد القائم على أرض الواقع حاليا بالرغم من التصاعد المستمر للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين من أهالى القدس العربية وهدم منازلهم، فى إطار المخطط الإسرائيلى لتهويد المدينة، بالتوافق مع الاقتحامات المستمرة من جانب المستوطنين للمسجد الأقصى وتهجمهم على جموع المصلين وتدنيسهم المتعمد لحرمة المسجد فى حماية جنود الاحتلال، وطردهم للمعتكفين بالمسجد بعد الاعتداء عليهم وإلقاء القبض على الكثيرين منهم. وفى كل هذا وخلاله تقف القوى الدولية صامتة وتكتفى بالمشاهدة وكلمات الاستنكار، دون تحرك فاعل يوقف العدوان ويردع المعتدى. وفى ظل ذلك وخلاله أيضا رأينا موقف هذه القوى مثيراً للدهشة والتساؤل، نظرا للتناقض الواضح والشديد بين ما تقوله وتتحدث عنه، بخصوص أنها المدافعة بقوة عن حقوق الإنسان، ووقوفها ضد الاعتداء على الشعوب ودعمها ودفاعها عن الدول والشعوب التى تتعرض للعدوان،...، وبين صمتها تجاه ما ترتكبه اسرائيل من جرائم واعتداءات مستمرة على الشعب الفلسطينى. وأحسب انه لا مبالغة فى القول على الإطلاق، بأن ما يجرى فى فلسطينالمحتلة على وجه العموم والقدس العربية على وجه الخصوص وحول المسجد الأقصى بالذات، يكشف زيف الادعاءات التى تتشدق بها هذه القوى الدولية، عن دفاعها عن الحرية وحقوق الانسان ووقوفها ضد العدوان وقهر الشعوب. ويكشف فى ذات الوقت أن تلك القوى الدولية، تقوم دائما بالكيل بعدة مكاييل فى قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن حقوق الإنسان الفلسطينى ليس لها وجود فى اعتبارها.