منظومة متكاملة للنقل.. القطار الكهربائي السريع ينطلق نحو المستقبل

4 خطوط بطول 2250 كم تربط الموانئ والمناطق اللوجستية والمجتمعات العمرانية والصناعية
«الألمان» وصفوه بالأضخم فى تاريخ «سيمنز» منذ 175 عاماً
الأوناش تنحت الجبال .. والشركات الوطنية تنفذ الأعمال
«الأخضر» قناة سويس على قضبان كهربائية.. و«الأزرق» يحقق حلم «الباز» فى ممر التنمية
الحفارات والأوناش ترسيم شريان التنمية بين الجبال والهضاب، وتنقش فى الصخور والحجارة مساراً لخريطة جديدة تنقل مصر إلى عصر جديد من النقل السريع الذكى الصديق للبيئة، فى قلب الصحراء يعمل المهندسون والعمال، ليلاً نهاراً لإنجاز مشروع القطار الكهربائى السريع، الذى وصفه رئيس شركة «سيمنز» العالمية أنه الأضخم فى تاريخ شركة «سيمنز» منذ تأسيسها قبل 175 عاماً.. أولوية كبيرة يضعها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتنفيذ تلك المنظومة المتكاملة ويتابع تنفيذها بشكل مستمر، والتى تضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة وتدخلها عصراً متطوراً فى قطاع النقل الأخضر الصديق للبيئة، و متابعة على مدار الساعة وجولات مستمرة ومكثفة من الفريق مهندس كامل الوزير،وزير النقل، لمتابعة معدلات التنفيذ تكشف أهمية ذلك المشروع القومى العملاق، رافقته «الأخبار» فى إحدى تلك الجولات لتكتشف حجم العمل والإنجاز والتحديات التى تخوضها وزارة النقل لتحقيق الحلم.. 2250 كيلو متراً إجمالى أطوال 4 خطوط جديدة بالكامل ضمن مسار القطار السريع تربط الدولة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، بمنظومة متكاملة تجمع بين نقل الركاب والبضائع، لتصبح إضافة قوية لبداية عصر جديد لمنظومات النقل فى إفريقيا والشرق الأوسط.
قناة سويس جديدة برية، أو ممر للتنمية، وغيرها من الألقاب التى يمكنها أن تصف منظومة القطار الكهربائى السريع، فهو طفرة حقيقية وشريان يربط الوطن بالكامل، ويخدم جميع المحافظات والمجتمعات العمرانية الجديدة، ويربط الموانئ، ويخدم المدن الصناعية والمناطق اللوجستية.
4 خطوط بأطوال 2250 كيلومتراً، الخط الأول منها يربط البحرين الأحمر والمتوسط من العلمين ومطروح وحتى العين السخنة، والخط الثانى يربط مع الخط الأول تبادلياً من حدائق أكتوبر شمالاً وحتى أبو سمبل جنوباً ليكون ممراً للتنمية لكل محافظات الصعيد والمناطق اللوجستية والصناعية والسياحية والخط الثالث يربط من قنا إلى سفاجا، وتم التخطيط لخط رابع يربط بورسعيد و دمياط وأبو قير، وهنا يتحقق التكامل والربط بين جميع المحافظات والموانئ والمجتمعات العمرانية من خلال منظومة نقل واحدة جديدة ذكية سريعة صديقة للبيئة تستطيع نقل الركاب والبضائع سوياً.
تتميز القطارات الكهربائية الجديدة بالسرعة حيث تبلغ السرعة التشغيلية للقطارات 230 كيلو متراً /الساعة، والقطارات الإقليمية 160 كيلو متراً /الساعة، وجرارات البضائع 120 كيلومتراً /ساعة، كما تتميز أنها توفر أعلى معدلات السلامة والأمان على شبكات ووسائل النقل مما ينعكس إيجابياً على تحسين جودة الخدمات المقدمة.
السخنة - العلمين
الخط الأخضر هو الخط الأول للمشروع السخنة - مطروح بطول 675 كيلومتراً، يضم 22 محطة، منها 10 محطات للقطار السريع و 12 محطة إقليمية، وهى «العين السخنة العاصمة الإدارية 15 مايو محمد نجيب جنوب الجيزة حدائق أكتوبر 6 أكتوبر سفنكس السادات وادى النطرون النوبارية الإسكندرية برج العرب العامرية الحمام العلمين سيدى عبدالرحمن الضبعة سوان ليك رأس الحكمة ألماظة باى مطروح»، ويعد ذلك الخط قناة سويس جديدة ولكنها على قضبان كهربائية، حيث يربط بين البحر الأحمر من منطقة العين السخنة، والبحر المتوسط فى الإسكندرية والعلمين وحتى مطروح، وبذلك يتم ربط الموانئ فى تلك المدن مع بعضها البعض بخط لنقل الركاب والبضائع.
كما يخدم ذلك الخط العديد من المدن الجديدة أبرزها مناطق القطامية و القاهرة الجديدة ومناطق العمران الجديدة الواقعة جنوب طريق العين السخنة وطول المسار، كما سيتم ربط محطة محمد نجيب مع الدائرى الأوسطى ومحور محمد نجيب مما يحقق التكامل بين المشروعات المختلفة.
ويضم الخط الأول محطة العاصمة الإدارية وهى محطة عملاقة تبادلية مع القطار الكهربائى الخفيف LRT وتعتبر مركزاً لوسائل النقل المختلفة والقادمة إلى العاصمة الإدارية وتخدم بصفة أساسية العاصمة الإدارية الجديدة والمدينة الرياضية و جميع المدن الجديدة بشرق القاهرة، كما تعد من أكبر المحطات فى الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 1100000 متر مسطح بمناطق انتظار السيارات والمناطق التجارية، وتشمل المحطة مولاً تجارياً على مساحة 70 ألف متر مربع، كما تتكون المحطة من مبنيين رئيسيين كل منهما يتكون من بدروم وأرضى وميزانين ودور أول، ويوجد 3 كبارى للمشاة للربط بين المبنيين.
كما تخدم المحطة النهائية العين السخنة المناطق السياحية على البحر الأحمر والمناطق الصناعية وأيضا منطقة ميناء العين السخنة، كما تمتد خدماتها إلى المناطق الاستثمارية الجديدة بالمنطقة، وكذلك مدينة السويس الجديدة ويتم تنفيذ وصلة المسار من محطة السخنة وحتى ميناء العين السخنة بطول حوالى 6 كم، وهى وصلة الربط لخدمة نقل البضائع من وإلى الميناء عن طريق هذه الشبكة.
وتنفذ الوزارة الأعمال المدنية لقطاعات المشروع المختلفة والتى تنفذها كبريات الشركات المصرية الوطنية المتخصصة مثل أعمال جسر القطار والتى تشمل أعمال الأتربة والأساس والأعمال الصناعية وخرسانات الميول والتى تحمى جوانب الجسر وكذلك المحطات بالمشروع والأعمال الصناعية التى تشمل كبارى المسار وكبارى السيارات مع الإشراف الدورى والمستمر لشركة سيسترا العالمية استشارى المشروع لكافة مراحل التنفيذ، ويتم تسليم القطاعات التى تنتهى بها الأعمال المدنية إلى تحالف ( سيمنز/ اوراسكوم/ المقاولون العرب ) حيث يتم البدء فى تركيب القضبان والبازلت وأعمدة الكانترى ليبدأ بعدها تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية.
ممر كهربائى للتنمية
الخط الأزرق هو الخط الثانى للمشروع الفيوم -أبو سمبل بطول 1100 كيلومتر، ويضم 35 محطة منها 9 للقطارات السريعة و 26 محطة إقليمية، وهى» «الفيوم- بنى سويف» - الفشن - العدوة - بنى مزار - سمالوط - المنيا - أبو قرقاص - ملوى ديروط - القوصية - منفلوط - أسيوط - أبوتيج الغنايم - طهطا سوهاج - جرجا أبيدوس - فرشوط نجح حمادى - دشنا - قنا - قوص - الأقصر- أرمنت - إسنا -السباعية - إدفو - كلابشة - دراو أسوان الجديدة - مطار أسوان - ميديكوم - توشكى - أبو سمبل»، ويعد هذا الخط ممراً كهربائياً للتنمية، حيث يتطابق المسار مع مخطط «ممر التنمية» الذى اقترحه العالم المصرى فاروق الباز والذى يهدف إلى تحقيق تنمية زراعية وعمرانية من خلال زراعة مليون فدان واستيعاب 20 مليون مواطن على مسار تنموى بطول 1200 كم من الإسكندرية وحتى توشكي.
وبدأت الوزارة فعلياً فى تنفيذ الأعمال المدنية للمشروع المهم بالتوازى مع الخط الأول، حيث أثبتت الدراسات الاقتصادية أنه لا يمكن تأجيل التنفيذ حيث تتضاعف تكلفة الإنشاء بصورة متزايدة ومتلاحقة وبما قد يؤدى إلى صعوبة تنفيذه مستقبلاً وعدم تحقيق الأهداف التنموية لإنشاء الخط .
حيث إن إنشاء الخط الثانى للقطار السريع يؤدى إلى خلق واد جديد يمر بداخله محور مرورى متميز مكون من خط القطار السريع وطريق الصعيد الصحراوى الغربى الجارى تطويره بأعلى جودة و يليق بأهالى الصعيد الذى يصل عددهم أكثر من نصف سكان مصر، حيث يربطهم بالقاهرة والدلتا حالياً خط قطار واحد فقط .
كما يسهم الخط الثانى فى ربط المناطق الصناعية «الإنتاج» بالموانئ البحرية «مراكز التصدير»، وربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة فى الصعيد غرب المنيا - توشكى وغيرها بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير ، بالإضافة إلى الربط بين المناطق السياحية سياحة الغوص والشواطئ بالغردقة - السياحة الثقافية فى كل من أهرامات الجيزة / أبيدوس بسوهاج / الأقصر / أسوان / أبو سمبل - السياحة الدينية بدير المحرق بأسيوط « ما يتيح تنوع البرامج السياحية للسائح فى الرحلة الواحدة بالتكامل مع الخط الثالث.
كما يحقق التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق البرية لتحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط، والربط بين الموانئ البحرية والموانئ الجافة والمراكز اللوجستية ، وخدمة أهداف التنمية العمرانية المستدامة وإعادة توزيع السكان وخلق محاور تنمية جديدة، والربط بين مناطق إنتاج الخامات والمحاجر «أبو طرطور - قنا - أسوان « بمناطق التصنيع وموانئ التصدير، وتوفير آلاف من فرص العمل سواء أثناء تنفيذها أو بعد تشغيله بكافة المحافظات التى يمر بها.
كما تم التخطيط لأماكن محطات الخط الثانى أن تكون أقرب ما يمكن للمناطق المستهدف خدمتها سواء كانت سكنية وصناعية وسياحية لسهولة وصول الركاب للمحطات وتقليل تكلفة انتقال المواطنين، وأن يراعى المسار قدر الإمكان خارج المناطق الزراعية أو السكنية أو السياحية، واختيار أقصر مسار وأقل تعارضات خاصة نزع ملكية الأراضى الزراعية والمناطق السكنية.
يتم تنفيذ المشروع من خلال المهندسين والعمال والفنيين المصريين واستشاريين مصريين مع الاستعانة باستشاريين عالميين فى المجالات التى لا تتوافر بها الخبرات المصرية فى الوقت الحالى لحين نقل الخبرة المطلوبة للاستشاريين المصريين .
النيل والبحر الأحمر
الخط الأحمر هو الخط الثالث للمشروع «قنا-سفاجا» بطول 225 كيلومتراً، ويضم 4 محطات، بواقع محطتين قطار سريع، و محطتين إقليميتين، وهى «شرق سوهاج الغردقة - سهل حشيش سفاجا»، حيث يرتبط مع الخط الثانى فى محطة تبادلية بمدينة قنا على نهر النيل مع ساحل البحر الأحمر، بهدف التكامل للوصول إلى ميناء سفاجا والمدن السياحية الغردقة وسهل حشيش، بالإضافة إلى أهمية كبيرة فى نقل البضائع، حيث من المخطط أن يعمل عليه 6 قطارات سريعة و 16 قطاراً إقليمياً و 6 قاطرات بضائع.
الفريق مهندس كامل الوزير:
نقلة نوعية فى وسائل النقل الأخضر.. ويسهم فى إنشاء مناطق لوجستية جديدة
أكد المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أن منظومة القطار الكهربائى السريع الصديقة للبيئة ستمثل نقلة نوعية هائلة فى وسائل النقل الأخضر المستدام فى مصر وتغطى أنحاء الجمهورية، وكما أنها بجانب كونها شرايين تنمية تخدم المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة فإنها تسهم فى تخفيض واختصار زمن الرحلات بين المحافظات لأكثر من نصف الوقت الذى يستغرقه المواطن حالياً سواء عبر شبكة القطارات القديمة أو عبر الطرق الحالية الرابطة بين المحافظات، كما تخدم نقل البضائع بين الموانئ والمحافظات.
وأضاف أن المشروع سيسهم فى خلق الآلاف من فرص العمل للشباب و تقليل الازدحام المرورى وتحقيق مستويات أمان أعلى للركاب وتأثير أفضل على البيئة ويساعد على التنمية الاقتصادية، وأشار إلى أن منظومة القطار السريع التى ستغطى أنحاء الجمهورية تخدم المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة، مثل المناطق الصناعية مثل (حلوان و15 مايو وبرج العرب والسادس من أكتوبر والمنيا الجديدة وأسيوط الجديدة وغيرها من المناطق الصناعية ) كما ستخدم المناطق السياحية ( الثقافية والتاريخية والدينية والشاطئية ) فى جميع المحافظات وغيرها من الأماكن السياحية الأخرى فى مصر .وأشار إلى أن القطار السريع سيسهم فى إنشاء مناطق لوجستية جديدة وتخدم جميع المناطق الصناعية و الزراعية المار بها، موضحاً أن تنفيذ الجسور الترابية والكبارى والأعمال الصناعية للمسار والمحطات والأسوار تتم من خلال كبرى الشركات المصرية المتخصصة فى هذه المجالات بالإضافة إلى الأعمال الصناعية على الطرق المتقاطعة من مسار القطار، وستقوم الشركة الألمانية بتنفيذ جميع أعمال الأنظمة للمشروع والمتمثلة فى الإشارات والاتصالات وأعمال السكة والأعمال الكهروميكانيكية وغيرها، بالإضافة إلى تصنيع وتوريد الوحدات المتحركة بكل أنواعها التى تشمل القطارات السريعة والإقليمية والبضائع والجرارات الكهربائية وتصميم الورشة وتوريد وتركيب معداتها.
وأشار إلى أن مصر بالتوازى مع تنفيذ خطة شاملة لتطوير منظومة السكك الحديدية الذى يبلغ إجمالى أطوالها حاليا 10 آلاف كيلو متر سكة حديد، قامت بالتوسع فى إنشاء شبكة من وسائل النقل الجماعى الأخضر المستدام الصديق للبيئة مثل شبكة القطار الكهربائى السريع و القطار الكهربائى الخفيف LRT و المونوريل واستكمال شبكة مترو الأنفاق ، بالإضافة إلى التعاون مع شركات عالمية فى إدارة وتشغيل وصيانة عدد من وسائل النقل الحديثة مثل القطار الكهربائى السريع والذى تم التعاقد مع سكك حديد ألمانيا ( DB ) لإدارته وتشغيله على أن تقوم شركة سيمنز العالمية بأعمال الصيانة والدعم الفنى للشبكة وكذلك التعاقد مع RATP الفرنسية لإدارة وتشغيل القطار الكهربائى الخفيف LRT والخط الثالث للمترو.