انهيار تراث السينما المصرية

قلب جريء

خبر صادم لكل محبي فن السينما والحريصين علي التاريخ الفني لمصر، تردد خلال الأيام الماضية خبرًا _ومع الأسف تأكد صحته_ وهو تلف النيجاتيف الخاص بأحد أهم أفلام السينما المصرية، وهو فيلم " أهل القمة" الموجود ضمن قائمة أفضل 100فيلم في تاريخ السينما المصرية، والذى اختاره النقاد على هامش مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996 وجاء في المركز 37، الفيلم من إنتاج عام 1981 و مأخوذ عن قصة للأديب نجيب محفوظ وإخراج علي بدرخان، وبطولة سعاد حسني ونور الشريف وعزت العلايلي وعمر الحريري ، والخبر الأكثر صدمة من خبر تلف هذا الفيلم،هو أن هناك أفلام أخرى من أهم أفلام السينما المصرية في طريقها لتلقي هذا المصير، إذا لم تتحرك الدولة سريعا بل وفورا لترميم هذه الأفلام بعد أن وصل النيجاتيف الخاص بها الي حالة سيئة، وقد جاء هذا الخبر الصادم في توقيت احتفاء سينما "زاوية" خلال هذا الشهر بعرض أفلام المخرج خيري بشارة ، وكان من بينها 8 أفلام روائية تم انقاذها وترميمها قبل أن تلقى مصير فيلم "أهل القمة "وربما أفلام أخرى، ولكن هذا الترميم تم من خلال مهرجان البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية وعرض خلال شهر سينما خيري بشارة ثلاثة أفلام تسجيلية قدمها في سبعينيات القرن الماضي وقام بترميمها المركز القومي للسينما المصرية وانقذها من الضياع.
كل دول العالم تعتبر تاريخها السينمائي هو تراثها وأحد أهم كنوذها الفنية والثقافية وأغلبها تقوم بترميم كل تاريخها السينمائي للحفاظ عليه لإدراكها مدى أهميته، وهذا ما جعلنا نشاهد نسخة حديثة مرممة من فيلم (The kid) لشارلن شابلن والذي أنتج عام 1921 ، أي منذ أكثر من مائة سنة وهذه النسخة المرممة عرضت في العديد من المهرجانات السينمائية ومنها مهرجان الجونة في دورته الرابعة ، كما قام المخرج السينمائي الأمريكي مارتن سكورسيزي الذي أسس مؤسسة سينما لوميير التي تهدف إلي ترميم أهم الأفلام من كل دول العالم للحفاظ عليها بترميم الفيلم المصري "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام والذي تم انتاجه عام 1969، وهذه الخطوة أنقذت لنا أحد أهم التحف السينمائية المصرية والعربية والعالمية، وأصبح الفيلم يعرض في بعض المهرجانات الدولية بنسخته الجديدة، وقد جاء هذا الفيلم في المركز الثالث ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ولولا ترميم نسخته كان من الممكن ألا يكون موجود الآن وتحرم من رؤيته الأجيال القادمة ، وهذا ما يمكن أن يحدث للعديد من الأفلام والتي تعد ذاكرة وتاريخ السينما المصرية إذا لم نسارع بإنقاذها وترميم نسخها فورًا حتى لا نضيع تاريخنا بأيدينا، أو بمعنى أدق بإهمالنا له وعدم وعينا وإدراكنا بقيمته.