ياسمين عبدالحميد خطوات وإجراءات كبيرة وجادة تتخذها الدولة المصرية نحو تطوير ملف حقوق الإنسان وبناء الشخصية المصرية وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين، عبر إحداث نقلة نوعية مُتكاملة فى مجال المُجتمع المدنى، ونشاط المؤسسات الأهلية، وإشراكها فى مشروعات التنمية، فقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، كافة مؤسسات الدولة بنشر ثقافة حقوق الإنسان، وأعلن خلال فعاليات منتدى شباب العالم بنسخته الأخيرة 2022 عامًا للمجتمع المدنى، كما بدأ تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التى تتضمن المحاور الرئيسية للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان فى الدولة، وذلك بالتكامل مع المسار التنموى القومى الذى يرسخ مبادئ تأسيس الجمهورية الجديدة، ويحقق أهداف رؤية مصر 2030، ويُعظم حقوق المواطنة وبناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة للفئات الأولى بالرعاية. وقبل أسابيع من حلول شهر رمضان الكريم، تُكثف الدولة جهودها لتوفير السلع الأساسية والاستراتيجية للمواطنين بجودة عالية وبأسعار أقل من مثيلاتها فى الأسواق؛ حيث تم افتتاح العديد من معارض «أهلًا رمضان» بمختلف المحافظات، واستمرار مبادرة «سند الخير» التى أطلقتها وزارة التنمية المحلية لتوفير السلع للمواطنين بأسعار مُخفضة مما يُسهم فى خلق مزيد من الاتزان داخل الأسواق بالمحافظات، وكذلك استمرار مبادرة «كلنا واحد»، علاوة على العديد من المُبادرات التى تُنفذها مؤسسات المُجتمع الأهلى، وعلى رأسها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى. وقبل أيام، حضر الرئيس السيسى، فعاليات المؤتمر الأول للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، مُشيدًا بجهود التحالف الكبيرة فى خدمة المجتمع، ومبادراته التى تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا، داعيًا المساهمين فى التحالف الوطنى إلى مضاعفة الجهود خلال العام الجارى 2023، لافتًا إلى أنه إذا كان قد تم إعلان 2022 عامًا للمجتمع المدنى فإن 2023 بظروفها الحالية تحتاج بذل جهود أكبر فى ظل الأزمة الكبيرة التى أثرت تداعياتها على العالم كله، وهو ما يتطلب مضاعفة جهود التحالف الوطنى ومختلف مؤسسات العمل الأهلى ومنظمات المجتمع المدنى لمواجهة تلك الأزمة. وكان السفير بسام راضى، المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، قد أكد أن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، يُعد ركنًا مُهمًا فى عملية التنمية بالدولة، وداعمًا لمنظومة شبكات الحماية الاجتماعية، بتكامل عمله مع جهود الحكومة والقطاع الخاص، بحيث تعمل القطاعات الثلاثة من أجل تحقيق التنمية المُجتمعية والأنشطة الخدمية لصالح المواطنين على امتداد محافظات مصر، حيث تمتلك مؤسسات المجتمع المدنى كوادر إدارية وميدانية مُدربة ومؤهلة تستطيع تقديم الخدمات بسرعة وكفاءة عالية، إضافة للقدرة على الوصول إلى الأسر والفئات المستهدفة، وتقديم الخدمات المجتمعية لها فى مختلف المحاور. أكبر مُبادرة التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، أعلن مؤخرًا إطلاق أكبر مُبادرة إطعام فى مصر تحت عنوان «خيرك سابق» بهدف تقديم الدعم الغذائى لنحو 5 ملايين أسرة على مدار العام، وأوضح التحالف أن المبادرة يتم إطلاقها ضمن أنشطة التحالف الرئيسية التى تستهدف توسيع دائرة الحماية الاجتماعية من خلال تحقيق الأمن الغذائى للأسر المستهدفة، وأن المبادرة تم التخطيط لها لتنطلق فى التنفيذ عبر مستويات ثلاثة، أولها توزيع كارت الخير على الأسر المستفيدة، وبهذا الكارت تستطيع الأسرة المستفيدة شراء مستلزماتها الغذائية الضرورية بحد أدنى 300 جنيه، وحد أقصى 500 جنيه، وذلك من خلال منافذ متعددة منتشرة فى أنحاء الجمهورية سيتم الإعلان عنها تباعًا. وأشار التحالف، إلى أن مستوى التنفيذ الثانى هو توزيع كراتين المواد الغذائية على الأسر المُستحقة فى منازلها وفق قاعدة بيانات التحالف الوطنى، ومن خلال شبكة جمعيات قاعدية تتواصل بشكل مُباشر مع التحالف ومؤسساته، وكذلك يتم التوزيع من خلال فرق متطوعى كيانات التحالف المُنتشرة فى أنحاء الجمهورية، بينما يشمل المستوى الثالث توزيع الوجبات الساخنة من خلال مطابخ التحالف بكافة المحافظات. طلعت عبد القوى، رئيس اتحاد التحالف الوطنى للعمل التنموى، قال إن التحالف يمتلك قاعدة بيانات كاملة، وذلك بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى ومؤسسة حياة كريمة، وهى القاعدة التى يتم من خلالها تحديد الأسر الأولى بالرعاية، مُشيرًا إلى أن مبادرة «خيرك سابق» تستهدف توفير الطعام ل5 ملايين مواطن، مُضيفًا أن التحالف يضم 30 مؤسسة أو جمعية، بها عدد كبير من الشباب المتطوع يشارك فى مبادرات التحالف، الذى يستهدف الوصول بمبادرة «خيرك سابق» ل25 مليون مواطن خلال شهر رمضان الكريم. شبكة حماية عبد القوى، أكد أن التحالف، الذى أُطلقت فعالياته فى مارس 2022، يضم أكبر وأشهر الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى، فعضويته تضم 30 اتحادا نوعيا، و27 اتحادا إقليميا، وأكثر من 30 جمعية ومؤسسة أهلية وكيانا خدميا وتنمويا، تعمل جميعها فى مُختلف مجالات التنمية الخدمية والصحية والتوعوية والتعليمية والعمرانية، وتسعى جاهدة لمُساعدة الدولة فى مواجهة المُشكلات الاقتصادية، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، حيث تضم شبكة الحماية الاجتماعية للتحالف كافة المناطق الريفية والحضرية، وأوضح أن مبادرة «خيرك سابق» أكبر مبادرة ينظمها التحالف لتوزيع المواد الغذائية بشكل مجانى للأسر الأولى بالرعاية، انطلقت وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بدعم الشرائح الأولى بالرعاية فى مواجهة آثار الأزمة العالمية. من جانبها، قالت الدكتورة نيفين الكاتب، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، إن التحالف يعكس روح التكافل الاجتماعى المُتأصلة فى مصر عبر التاريخ، وأن تدشينه تزامن مع انطلاق الجمهورية الجديدة، وبفضل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى، أصبحت له قوة وزخم على أرض الواقع، ولفتت إلى أن مبادرة «خيرك سابق» انطلقت من مُحافظة البحيرة، التى كان لها نصيب وافر فى أنشطة وخدمات التحالف، مُضيفة أن مُبادرة «خيرك سابق» تستهدف 5 ملايين أسرة مُستفيدة طوال العام، وذلك لتوسيع دائرة الحماية الاجتماعية من خلال تحقيق الأمن الغذائى للأسر المستهدفة، كما أوضحت أن إطلاق اسم «خيرك سابق» على المبادرة يأتى تأكيدًا على إرساء مبادئ التكافل بين كل الشرائح المُجتمعية المُستفيدة، وأشارت إلى أنه سيتم تنظيم عدة فعاليات لتوزيع الوجبات الساخنة، وكراتين المواد الغذائية، و»كروت الخير» على الأسر الأكثر احتياجًا. تكافل اجتماعى وعن أهم الفعاليات التى يُنفذها التحالف، قالت الدكتورة نيفين إن مُبادرات التحالف لا تقتصر فقط على توزيع المواد الغذائية، فالتحالف يستهدف تقديم الدعم للفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقًا وتعددت جهوده لتشمل الدعم النقدى والغذائى، وتوزيع الملابس مجانًا على الأطفال الأيتام بالمدارس، وكذلك توزيع السترات الشتوية والبطاطين على الأسر الأكثر احتياجًا، والمُساهمة بفاعلية فى المناسبات والأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية، والتعاون مع أجهزة الدولة فى مشروعاتها التنموية. المهندس أحمد موسى، المُدير التنفيذى لمؤسسة «صناع الحياة»، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، أشار إلى أن مبادرة «خيرك سابق» تستهدف دعم 5 ملايين أسرة مُستحقة، حيث يتم العمل على إيصال الكراتين الخاصة بالسلع والطعام للأسر الأكثر احتياجًا، لافتًا إلى أن التحالف يُجهز لحدث كبير خلال الفترة المُقبلة من خلال 50 ألف مُتطوع بالتحالف لتوزيع ملايين الكراتين الغذائية على الأسر المُستحقة، مُضيفًا أن الجمعيات والمؤسسات المنضوية تحت لافتة التحالف الوطنى، تتبادل البيانات فيما بينها بشأن الأسر الأكثر احتياجًا، حيث إن هناك 216 ألف أسرة تتلقى الدعم بشكل مُستدام، بينما هناك أسر لا تحصل على مُساعدات على الإطلاق، وهى التى تستهدفها المبادرة. الدكتور جمال أبو الفتوح، أمين سر لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، قال إن مبادرة «خيرك سابق» تُطوع جهود العمل الأهلى وأدواته فى سبيل التدخل العاجل لحماية ومساندة الفئات الأكثر استحقاقًا وغير القادرين، الذين تضرروا من انعكاس آثار الأزمة العالمية الراهنة على تلبية احتياجاتهم اليومية بالقدر الكافى، وذلك تحت مظلة حماية ضامنة لدعمهم، وتوفر لهم مخزونا غذائيا بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان، مُشيرًا إلى أن المُبادرة تُرسخ لمبادئ إرساء التكافل الاجتماعى، التى لابد أن يتحلى بها مختلف فئات الشعب، فى ظل تداعيات الأزمة العالمية وما تتطلبه من تكاتف مُختلف الجهود لمُساندة الأسر الأولى بالرعاية فى تخطى الأعباء الحالية دون تهديد لأساسيات الحياة الكريمة للمواطن، موضحًا أن ذلك يأتى فى إطار القناعة الراسخة لدى القيادة السياسية بأهمية وضع الخطط اللازمة لتحقيق التواصل المُثمر والفاعل بين الدولة مُمثلة فى مؤسساتها وبين مؤسسات المجتمع المدنى والأهلى لتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، ويُحقق المزيد من المكاسب لصالحهم. أقرأ أيضأ : «العربي للعدل والمساواة» يشيد بتصريحات الرئيس في احتفال عيد الشرطة
