محمد قناوي يكتب: الترميم السينمائي فى الأقصر الإفريقي

خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أمس الجمعة أعلن رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد عن عقد ندوة رئيسية خلال فعاليات الدورة الثانية عشرة التى تنطلق 4 فبراير القادم بعنوان «آليات الحفاظ على تراثنا السينمائى، وفن الترميم»، وهذه قضية هامة وتجاهلها فى منتهى الخطورة، فتراث السينما المصرية التى يبلغ عمرها أكثر من مائة عام أصبح فى خطر حقيقى بعد أن تعرضت مجموعة كبيرة من الأفلام التى تحوزها وزارة الثقافة لخطر التحلل والتلف، لذلك فعملية ترميمها والحفاظ عليها أصبحت أمرا ضروريا، وسبق وأن نبهنا فى مقالات سابقة عن خطورة إهمال تراث السينما المصرية وعدم الحفاظ عليه، وهل يعقل أن دولة بحجم مصر وتاريخها السينمائي الطويل لا تمتلك حتى الآن «سينماتيك» للحفاظ على تراثها السينمائى الذى تمتلكه
وقبل سنوات قليلة بدأت بعض القنوات الفضائية العربية خطة لترميم الأفلام التى تمتلك حق عرضها، والتى تم شراء أصولها قبل سنوات طويلة فى أكبر صفقة مشبوهة سواء من منتجيها أو ورثتهم ، ولكن هناك أفلام ما زالت فى حوزة أصحابها أو ورثتهم أوالأفلام التى أنتجتها المؤسسة العامة للسينما وفى حوزة وزارة الثقافة لذلك كان لابد من وجود جهات تتولى عملية الترميم وتحويلها إلى نسخ رقمية عالية الجودة ، لأن حفظ أرشيف وتاريخ السينما لا يقل أهمية عن حفظ وترميم الآثار واللوحات الفنية الشهيرة، بل ربما يزيد أهمية عليها لأنها توثق تاريخ وأحداث الوطن.
لذلك لابد من اتخاذ خطوات جادة لإنشاء الأرشيف السينمائي المصري «سينماتيك»، وليس ثلاجة حفظ الأفلام الموجودة حاليا ويكلَّف بأرشفة الأفلام، مع التركيز على رقمنتها، وتعزيز التعاون والتبادل بين المؤسسات السينمائية ونظيراتها فى الدول الضليعة فى هذا المجال، والعمل على ضرورة «الاسترجاع النهائي» لنسخ الأفلام التى جرى ترميمها ورقمنتها، والمتواجدة خارج الوطن بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين «السينماتيك» المصري ومركز الترميم السمعى البصرى بمدينة الإنتاج الإعلامي الذى يعد أحد أكبر مراكز الترميم المتخصصة فى الشرق الأوسط، وأنشئ قبل خمس سنوات ويقدم مجموعة واسعة من الخدمات فى مجال استعادة التراث السينمائى والترميم الرقمى للأفلام، ويضم المركز أحدث التقنيات فى مجال المسح الرقمى للأفلام وتحويلها لصيغة رقمية بأعلى جودة 6K الترميم الرقمي، وقام المركز بترميم المجموعة الكاملة لجريدة مصر السينمائية و140 فيلما تسجيليا لصالح الهيئة العامة للاستعلامات، وأفلام «قليل من الحب.. كثير من العنف»، «خلى بالك من زوزو»، «غرام فى الكرنك» لصالح مهرجان البحر الأحمر، و«يوميات نائب فى الأرياف» و«أغنية على الممر» لصالح مهرجان القاهرة .