فى اللحظات الأخيرة من المهلة الممنوحة له، أعلن نتنياهو أنه توصل إلى تشكيل حكومته الجديدة.. وهكذا سيكون فى إسرائيل خلال أيام أشد الحكومات تطرفاً فى تاريخها، وسيكون لنتنياهو الحكومة التى تمكنه هو وزوجته من الإفلات من المحاكمة بتهم الفساد والاحتيال والرشوة التى كان من الممكن أن تلقى به فى السجن!! من أجل ذلك تحالف نتنياهو مع أقصى اليمين المتطرف وخضع لشروط أحزاب فاشية، ومنح الوزارات الرئيسية لمدانين بتهم الاحتيال ولمقيدين فى قوائم الارهاب.. وأصبح الصدام مع الفلسطينيين داخل الكيان الصهيونى وعلى أرض الضفة الغربية مؤكداً بعد أن اتفق نتنياهو على أن يكون الارهابى «بن غفير» الذى يقود مسيرات اقتحام الأقصى هو وزير الأمن الداخلى بسلطات واسعة، كما أصبح الارهابى الآخر «سيموتريتش» مسئولاً عن شئون الضفة وحل مشاكل الاستيطان الاسرائيلى فيها «!!» بينما سيصبح «درعي» المدان بالفساد والاحتيال والمحكوم عليه بالسجن مع ايقاف التنفيذ وزيراً للمالية فى فترة لاحقة بعد أن يتم تمرير قوانين جديدة «مطعون فى شرعيتها» للسماح بتوزير «درعي» ولفتح الباب امام التلاعب بالقضاء لكى تتم تبرئة نتنياهو أو منع محاكمته!! بالنسبة للفلسطينيين.. فإنهم يعرفون أنهم سيواجهون أياماً صعبة، لكنهم يعرفون أيضا أن كل الايام صعبة ما دام الاحتلال الصهيونى جاثماً على أرض فلسطين. تغيير الحكومات الإسرائيلية وبالنسبة لأهلنا فى فلسطين- ليس أكثر من تغيير حراس السجن. القلق الحقيقى موجود لدى النصف الآخر من الاسرائيليين الذين لا بنضوون تحت لواء اليمين الارهابي، والذين يخشون من عواقب حكومة يصفون رئيسها نتنياهو بأنه تحول الى منسق بين عصابات مدانة بالفساد أو الارهاب.. أو الاثنين معاً!! واذا كانت الولاياتالمتحدة نفسها تعرب عن مخاوفها من هذه الحكومة فإن على العالم كله أن يقلق وأن يتصرف بمسئولية قبل انفجار الأوضاع. نتنياهو حرص على التأكيد بأن حقوق المثليين فى الكيان الصهيونى لن تمس «!!» بينما تجاهل المخاوف الاساسية من حكومة يؤمن أركانها الأساسيون بضرورة التخلص من كل الفلسطينيين، وضم الضفة للكيان الصهيوني، ويعتبرون العدوان على الأقصى جزءاً من برنامجهم «المقدس» ويعتبرون الحديث عن دولة فلسطينية خطيئة لا يجوز التسامح معها ولو كان العالم كله يراها حقاً مشروعاً لشعب فلسطين لايمكن للسلام أن يتحقق بدونها! على العالم كله أن يقلق وان يتحرك لمواجهة الخطر.. ان تشكيل هذه الحكومة لايعنى إلا اصدار شهادة الوفاة لحل الدولتين.. فهل هذا ما يريده العالم؟ وهو يعنى أيضاً أن اسرائيل قد اختارت الطريق الآخر، وعليها أن تواجه التبعات، كما أن على العالم أن يواجه مسئوليته، وعلى أطراف الصراع جميعاً أن يعيدوا حساباتهم. وفى المقدمة بالتأكيد السلطة الفلسطينية والمنقلبون عليها فى غزة. ثم من سلكوا طريق التطبيع المجانى بتوهم أنه طريق تسير فيه اسرائيل الى منطقة السلام، فاذا بهم يرون أن النتيجة هى مساعدة اليمين المتطرف فى اسرائيل، وليس شيئا آخر!! اسرائيل بهذه الحكومة تكشف عن وجهها العنصرى بأوضح صورة. لا ينبغى للعالم أن ينتظر حتى تنفجر الاوضاع فى المنطقة. الصمت العربى لا يليق ولا التطبيع المجاني.. أما استمرار الانقسام الفلسطيني- مع كل هذه المخاطر- فهو الجريمة الكاملة!!