حازم نصر يكتب: مذكرات الجد في جزيرة الورد

الواقع أن هذه اليوميات تتيح لنا ثروة من المعلومات والأخبار والآراء والمشاعر الثرية والمتنوعة المرصودة بإيجاز غير مخل والمسجلة بأسلوب أدبي متميز ولغة عربية راقية وهي في مضمونها تتماس مع عدد كبير من العلوم الاجتماعية كالتاريخ والقانون والاقتصاد والاجتماع والأناسة والإدارة والسياسة .
ومن الصعب علي كباحث في العلوم الاجتماعية قبل أن أكون " الحفيد " أو المسؤول السابق " أن أحجبها عن المجتمع العلمي المصري الحالي والمستقبلي أو أن أتركها تضيع وتختفي أو أن أسمح بأن تظل مجهولة للأبد .
بتلك العبارات لخص المفكر الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم والتعليم العالي ورئيس جامعة المنصورة الأسبق الأسباب التي دفعته لإخراج هذا الكنز الثمين ونفض الغبار عنه وإخراجه في ثوب عصري في كتاب بديع بعنوان :
مصر الريفية
في أواسط القرن العشرين
( قراءة في مفكرات جدي )
اجتهد جمال الدين قدر استطاعته في ترتيب وتنسيق تلك اليوميات وفقا لموضوعاتها فجاءت في عشرين فصلا متنوعا .
كما سعى لأن تعكس خياراته واقع هذه اليوميات بصدق دون تشويه .
هذا الكنز هو مفكرات جده التي سجلها من خلال يوميات استمرت على مدار 40 عاما وسجل فيها واقع الحياة في الريف المصري حيث كان يعيش بقرية المقاطعة التي تمثل ضلعا من أضلاع مثلث التنوير وهو مثلث برقين المقاطعة كفر غنام حيث بواكير التنوير في ريف مصر
فقد ولد أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد في برقين وولد رائد الرواية العربية والوزير ورئيس مجلس الشيوخ الدكتور محمد حسين هيكل في كفر غنام وولد الشيخ موسى أحمد السيد منسي جد الوزير أحمد جمال بالمقاطعة وهي القرية التي ولد فيها لاحقا الوزير .
كتاب الوزير كان موضوع الحوار في صالون جزيرة الورد والذي عقد بنادي جزيرة الورد بالمنصورة بإشراف النائب طارق عبد الهادي عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة النادي حيث استطاع وفريق العمل بالنادي بمتابعة إبراهيم الجمل مدير عام النادي الإعداد للصالون على نحو أبهر الحضور ..حيث كان الوزير أحمد جمال وزوجته المستشار الدكتور أماني البغدادي أول الحضور .
شرفت بإدارة هذا الصالون الذي حرص الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة وأسرته الصغيرة على حضوره وكان محل احتفاء من الجميع .
كما حضره نخبة من القامات العلمية والثقافية والجامعية والتعليمية يتقدمهم عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية رائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط ومؤسس مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة والدكتور أحمد بيومي شهاب الدين رئيس جامعة المنصورة الأسبق والدكتور محمد سويلم نائب رئيس الجامعة الأسبق والدكتور عمرو سرحان عميد طب المنصورة الأسبق والدكتور رضا عبد السلام رئيس قسم الاقتصاد بحقوق المنصورة ومحافظ الشرقية الأسبق .
كما شهده عدد من عمداء كليات الجامعة من بينهم الدكتور وليد الشناوي عميد كلية الحقوق والدكتور محمد عبد اللطيف عميد كلية السياحة بالجامعة والدكتور محمد عرفه عميد كلية الحقوق الأسبق والدكتور السعيد الشربيني عميد الطب البيطري الأسبق والدكتور ابراهيم صابر رئيس مجلس أمناء جامعة حورس والدكتور إبراهيم عبد الله وكيل كلية الحقوق ولفيف من أساتذة الجامعة والأدباء والكتاب والمفكرين من بينهم أسامه الرحيمي وأحمد بان اللذان قدما من القاهرة للمشاركة في فعاليات الصالون .. وعدد كبير من المثقفين وأعضاء النادي وأبناء المنصورة يستحيل الإحاطة بهم .
كما سعد الحضور بمشاركة الدكتورة رنا حامد أول باحثة من ذوي البصيرة تحصل على الدكتوراه في الأدب الانجليزي بعد تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لها في حفل افتتاح المنصورة الجديدة مع المتميزين في مختلف المجالات .
الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وقام بتقديمه 5 من كبار علماء الاجتماع والمفكرين هم :
الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الاسكندرية والدكتورة سهير لطفي رئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الأسبق والدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق والدكتور محمد غنيم عميد آداب المنصورة الأسبق .
وفور صدور الكتاب أدار المفكر الدكتور مصطفى الفقي حوارا هاما حول الكتاب بحضور نخبة من الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات والمفكرين والإعلاميين بالقاهرة .
نعود لصالون جزيرة الورد بالمنصورة حيث حاور الحضور الوزير الدكتور أحمد جمال الدين موسى حول هذا العمل الأدبي الفكري رفيع المستوى وطالبوا أساتذة التاريخ والاجتماع وغيرهم من العلماء والباحثين بإجراء المزيد من الدراسات حول تلك المفكرات الفريدة من نوعها ووجهوا الشكر للوزير على اتاحة تلك المذكرات للقراء وطالبوا كل من يحتفظ بمثل تلك اليوميات إتاحتها للمجتمع ولتكون مصدرا ثريا من مصادر التاريخ المصري الحديث .
وقبل نهاية الصالون قام النائب طارق عبد الهادي بتكريم الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة بمناسبة صدور القرار الجمهوري بتعيينه رئيسا للجامعة والوزير الدكتور أحمد جمال الدين موسي ضيف الصالون .
ثم اختتم بحفل توقيع لكتاب الوزير .
خالص الشكر لصاحب الكتاب الوزير أحمد جمال الدين وللمضيف النائب طارق عبد الهادي اللذان أتاحا تلك الليلة من ليالي الفكر والاستنارة في سماء المنصورة وعلى نيلها الخالد .