استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عام 1893 اختراق التحالف الأوروبى لجمع وتوزيع الأخبار على مستوى العالم من خلال وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، حيث حصلت الوكالة الأمريكية على حق توزيع أنباء وكالة رويترز البريطانية داخل الحدود الأمريكية. وبعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 سعت الحكومة الروسية إلى تقييد الأخبار التى كانت تحتكرها وكالة وولف الألمانية، وبالتالى إفساح المجال أمام وكالة التلغراف الروسية لبث أخبارها لتحسين صورة روسيا فى الخارج. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1945 سعت الولاياتالمتحدة إلى اقتحام الشئون السياسية والاقتصادية الدولية، خاصة فى دول أمريكا اللاتينية، وتم استخدام وسائل الإعلام الأمريكية كأدوات فعالة للحصول على توسعات اقتصادية ومزايا سياسية. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية فى 1945 وانتصار الحلفاء برزت خمس وكالات دولية هيمنت على توزيع الأخبار فى العالم وهى وكالتا أسوشيتدبرس ويونايتدبرس الأمريكيتان، ووكالة رويترز البريطانية، ووكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة تاس السوفيتية، وهو ما يعكس مراكز القوى السياسية بعد الحرب العالمية الثانية. ثم امتدت التوسعات الإعلامية الأمريكية إلى جميع أجزاء العالم بما يعكس تزايد نفوذها الدولي، وهو ما ساعد الولاياتالمتحدة على استخدام نفوذها لدى الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو فى الترويج لمبدأ « الحق فى الاتصال والتدفق الحر للمعلومات»، وهو ما يعنى عمليا حرية القوى فى السيطرة وحرية الضعيف فى التلقي، وذلك بزعم تقليل الفجوة المعرفية بين الشعوب، وتبين أن الدول التى تسيطر على الإنتاج والتصدير إلى العالم، تسيطر أيضا على محتوى وسائل الإعلام لما يحقق مصالحها. وللحديث بقية