صحيفة صينية: يجب ألا تعتبر ليز تراس أن "التشدد مع الصين" أمر روتيني

دعت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الرسمية، المرشحة الأبرز لمنصب رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ليز تراس، اليوم الاثنين، إلى عدم اعتبار "التشدد مع الصين" أمر روتيني.
وكتب فريق تحريرها في مقال رأي، بمناسبة الإعلان اليوم عن نتائج انتخابات قيادة حزب المحافظين البريطاني، اليوم الاثنين، أن "البعض قال إن تراس تطمح لأن يُنظر إليها على أنها "سيدة حديدية" جديدة، وغالبا ما ترتدي ملابس شبيهة برئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، وتريد تقليد أسلوب "السيدة الحديدية".
اقرأ ايضا:الصين تعارض قرار دول مجموعة السبع بفرض سقف سعري على النفط الروسي
وأردفت الصحيفة الصينية: "لكن لكي تصبح ليز تراس "السيدة الحديدية" الجديدة، فإنها تحتاج إلى التعرف على اتجاه التطور السائد في العصر، وتغيير "العقلية الإمبراطورية" الجامدة التي عفا عليها الزمن، وعلى وجه الخصوص، يجب أن تركز أكثر على التنمية البراغماتية المحلية، بدلا من تحويل التناقضات الانتهازية، أو حتى اعتبار "التشدد مع الصين" كإجراء روتيني".
وتعتقد "غلوبال تايمز" أن ليز تراس "لن تبث حياة جديدة في المملكة المتحدة"، مرجحة أن "الرأي العام البريطاني وحلفاء بريطانيا متشائمين إلى حد ما بشأن هذا الاحتمال، وفي الوقت نفسه، هناك أصوات من الاتحاد الأوروبي وأمريكا تعبر عن "مخاوف" بشأن تراس، كما أثار خطابها العنيف والقاسي ضد دول مثل الصين وروسيا خلال الحملة الانتخابية مخاوف".
وذكرت أن "معدلات تأييد الناخبين البريطانيين لتراس تتضاءل، وأن 12 بالمئة من البريطانيين يتوقعون أن تكون زعيمة جيدة أو عظيمة، بينما يتوقع 52 في المائة منها أن تكون فقيرة أو فظيعة".
كما اعتبرت الصحيفة الصينية أن "ما هو أسوأ مع اقتراب الكشف عن رئيس الوزراء البريطاني الجديد، فإن أحدث بيانات لصندوق النقد الدولي تكشف أن الهند أصبحت خامس أكبر اقتصاد في العالم، متجاوزة المملكة المتحدة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021، وأن اقتصاد المملكة المتحدة نما ببطء في الربعين الأولين من عام 2022، بينما من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الهندي نموا يزيد عن 7 بالمئة هذا العام، ما سوف يؤدي إلى اتساع الفجوة بين البلدين بشكل أكبر، وهذا مثال آخر على اقتصاد مستعمرة سابقة تجاوزت الدولة العليا، بعد أن تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة مثيله في المملكة المتحدة منذ أكثر من 100 عام".
وترى "جلوبال تايمز" أن "المملكة المتحدة تمر ب"نقطة حرجة خطيرة"، مع وجود أكوام من المشاكل أمام رئيس الوزراء الجديد بحاجة إلى حلول، أبرزها أن ارتفاع تكاليف المعيشة يتسبب في خنق الناس العاديين في المملكة المتحدة، بل إن بعض العائلات الفقيرة تواجه تهديدات على حياتها".
وكتبت: "سوف ترتفع فواتير الطاقة في البلاد بنسبة 80 بالمئة من أكتوبر ، ومع اقتراب فصل الشتاء البارد، توقع البعض أن يتجمّد عدد كبير من البريطانيين حتى الموت هذا الشتاء، إن المشكلة الأشد تعقيدا هي التعافي الاقتصادي البطيء، وحذرت غرفة التجارة البريطانية مؤخرا من أن اقتصاد المملكة المتحدة سوف يسقط في حالة ركود قبل نهاية عام 2022".
ولفتت الصحيفة الصينية إلى أنه "بدلا من أن يواجه الحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا مشاكل حقيقية مثل التي ذكرتها في الأسطر السابقة، فإنهم يركزون بشكل أساسي على الاقتتال السياسي والهجمات ضد البلدان الأخرى".
وأشارت "جلوبال تايمز" موضحة أن "ليز تراس، على وجه الخصوص، كانت تلعب دور تهديد للصين وروسيا تقريبا خلال حملتها الانتخابية بأكملها، وتحاول بذل قصارى جهدها للترويج لزيادة ميزانية الدفاع البريطاني، بل وزعمت أن الضغط على الزر النووي هو "واجب مهم لرئيس الوزراء".
وأضافت أن "أوضح وعد قدمته تراس خلال حملتها هو زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، لتكون هذه أكبر زيادة منذ خمسينيات القرن الماضي".
كما لفتت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية إلى أن "ليز تراس تعهدت بأنه إذا أصبحت رئيسة لوزراء بريطانيا، فقد تعلن الصين "تهديدا للأمن القومي" للمملكة المتحدة".
وقالت عن ذلك معلقة: "ما نريد قوله هو أن محاولة تحويل الانتباه المحلي من خلال المبالغة في "تهديد الصين" وانتقاد الدول الأخرى يشبه الثيمة القديمة التي يلعبه ممثلو البرامج الحوارية السياسية العرجاء، والذي لا يخدم أي غرض سوى فضح عجز هؤلاء السياسيين من حيث حكمهم، في هذه الحقبة، من الصعب على السياسيين الأوروبيين والأمريكيين صياغة مسار سياسي خارجي عملي ومبتكر، وأسهل طريقة لهم هي الانصياع للشعبوية، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى مصير أكثر صعوبة لبلدانهم".
وختمت الصحيفة الصينية مقالها بالتعبير عن أملها أن "يستلهم رئيس الوزراء البريطاني الجديد من الوضع العالمي الحالي ورد فعل الرأي العام، وأن يتخذ إجراءات عملية كبيرة بما يكفي لكسر وعكس الانطباع السلبي للعالم الخارجي".