د. محمد حسن البنا يكتب: سوق العمل

من النظريات التنموية المهمة ، أن يكون الخريج الجديد مناسبا لسوق العمل . هذه النظرية تقضى على البطالة . هذه النظرية تتيح فرص العمل بارتياحية أمام الخريجين الجدد .
لهذا أنصح طلبة الثانوية العامة واولياء أمورهم بالتأنى عند التقديم لمكتب التنسيق . وأدعوهم لدراسة متأنية لاحتياجات سوق العمل. وأولها مدى حاجة السوق للدراسة التى سأقضى فيها أربع أو خمس سنوات ، مذاكرة وتكاليف ومصروفات وخلافه . هل مثلا السوق يحتاج الى محامين فالتحق بكلية الحقوق . أم المستقبل يحتاج الى دارسين لعلوم الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة فاسعى للالتحاق بها؟! .
هذه الاسئلة اهتمت بها الدولة، فبدأت تغيير مفهوم المجتمع المصرى بخصوص كليات القمة . وأدخلت تطورا على المستوى التعليمى وإنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية . وظهر اهتمام المستثمرين وأصحاب المصانع والشركات الانتاجية بالتعاون مع وزارة التعليم العالى لدعم الطلاب للاقبال على هذا النوع من التعليم. ورأينا الدكتور أحمد الحيوى مستشار وزير التعليم العالى والتعليم الفنى يتحدث عن ان الطالب بعد الشهادة الإعدادية يستطيع استكمال دراسته للحصول على الدكتوراة فى 10 جامعات تكنولوجية، لتخريج شباب يحتاجه سوق العمل ، ويكون لدينا خريج متميز للغاية. هذه تنمية بشرية تحقق لنا ثروة قومية ، كما يمثل استثمارا كبيرا لمصر من أجل الشباب .
اذن لابد ان نعى ان هناك تغييرا كبيرا فى سوق العمل ومستقبل الوظائف ، ففى عصر التكنولوجيا ، نحتاج الى وظائف المستقبل التى تستهدف تقليل الأخطاء البشرية . الاتجاه الآن الى مناهج دراسية تواكب سوق العمل. الشباب يرغب فى دراسة مجالات مثل التسويق الإلكترونى والبرمجة. لهذا تهتم الدولة بانشاء الجامعات التكنولوجية بالمناطق الصناعية بالمحافظات ، وايضا إنشاء المصانع والورش ذات الصناعات المتعددة والتى تحتاج إلى عمالة ماهرة مدربة . وللعلم فإن الدراسة فى الجامعات التكنولوجية 60% عملى . وتستهدف تخريج شباب قادر على المنافسة بسوق العمل وتوطين الصناعة المصرية ، وتحويل البحث العلمى إلى منتج حقيقي.
كل ما ارجوه ان تيسر الدولة التحاق الطلبة بهذه الجامعات . وان تكون مصروفاتها فى متناول المواطن البسيط .
دعاء : اللهم انا نعوذ بك من الهم والحزن