يبدأ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأحد 24 يوليو، زيارة تاريخية لكندا تستغرق ستة أيام في رحلة "توبة" لبلسمة جروح الماضي تنتظرها بفارغ الصبر مجموعات السكان الأصليين الذين يأملون في تقديم اعتذار جديد عن مأساة المدارس الداخلية التي تديرها الكنيسة. ويفترض أن يصل البابا (85 عامًا) الذي لا يزال يعاني من آلام الركبة، في الساعة 11:20 صباحًا (19:20 بتوقيت القاهرة) إلى إدمونتون في مقاطعة ألبرتا (غرب) حيث سيمضي ثلاثة أيام قبل أن يتوجه إلى كيبيك ثم إيكالويت في أرخبيل القطب الشمالي. خلال هذه الرحلة الدولية السابعة والثلاثين منذ انتخابه في 2013، سيتحدث الحبر الأعظم أولا إلى السكان الأصليين، أي شعوب الأمريكيين الهنود الذين يمثلون 5% من سكان كندا وينقسمون إلى ثلاث مجموعات: الهنود أو الأمم الأولى، والخلاسيون، والإينويت. وفي قلب هذه الزيارة، هناك فصل مؤلم. فبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، سجّل حوالى 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسرا في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية. وقد فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا ضحايا لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية. ومات حوالى ستة آلاف طفل هناك في ما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية "إبادة جماعية ثقافية"، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في 2021 صدمة ودفع السلطات إلى إعلان "يوم مصالحة". في بداية أبريل، قدم البابا فرنسيس "اعتذارات" تاريخية خلال اجتماع في الفاتيكان أمام وفود من السكان الأصليين، معربًا عن شعوره "بالحزن والعار". لكن الآلاف منهم ينتظرونه الآن لتجديد طلبه الصفح على الأراضي الكندية، حيث تحيي هذه الزيارة التي ستجري تحت شعار "السير معًا"، آمالًا كبرى. تبدأ "رحلة التوبة"، حسبما أسماها بابا الفاتيكان، يوم الاثنين بتوقف في ماسكواسيس على بعد حوالى مئة كيلومتر جنوب إدمونتون، حيث سيلتقي البابا فرنسيس شعوبًا أصلية للمرة الأولى. وينتظر مشاركة حوالى 15 ألف شخص، بما في ذلك طلاب في مدارس داخلية سابقة من مناطق مختلفة من البلاد. اقرأ أيضًا: خلال حفل ب«الفاتيكان».. توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة مجدي يعقوب ومستشفى «الطفل يسوع»