انخفاض أسعار النفط بعد الارتفاع المفاجئ في المخزونات الأمريكية    سعر الذهب اليوم الخميس يصل لأعلى مستوياته وعيار 21 الآن بالمصنعية    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 22 مايو بسوق العبور للجملة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 22 مايو 2025    إسرائيل تعترض صاروخا قادما من اليمن    زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر    زلزال قوي يضرب القاهرة والجيزة وبعض محافظات مصر    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    نصيحة من محمد فضل للزمالك: لا تفرّطوا في هذا اللاعب    يصيب الإنسان ب«لدغة» وليس له لقاح.. تفاصيل اكتشاف فيروس غرب النيل في دولة أوروبية    مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن    نماذج امتحانات أولى ثانوي 2025 بالنظام الجديد.. رابط مباشر    رابط الحصول على أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025.. موعد وجدول الامتحانات رسميًا    القيمة المضافة.. الصناعات الزراعية أنموذجا    قبل ساعات من محاكمته.. إصابة إمام عاشور بوعكة صحية ونقله للمستشفى    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 22-5-2025    إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)    الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" يفوز بجائزة في مهرجان كان السينمائي 2025    5 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلا في حي الصفطاوي شمالي غزة    بعد استهداف الوفد الدبلوماسي، كندا تستدعي السفير الإسرائيلي وتطالب بالمحاسبة    «استمرار الأول في الحفر حتى خبط خط الغاز».. النيابة تكشف مسؤولية المتهم الثاني في حادث الواحات    ضبط 7 عمال أثناء التنقيب عن الآثار بمنزل في سوهاج    هذا أنا مذكرات صلاح دياب: حكاية جورنال اسمه «المصرى اليوم» (الحلقة الثالثة)    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    كريم محمود عبدالعزيز: «قعدت يوم واحد مع أبويا وأحمد زكي.. ومش قادر أنسى اللحظة دي»    أرباح إيسترن كومبانى تنمو 36% خلال 9 أشهر.. بدعم 27 مليار جنيه إيرادات    أموريم: كنا أفضل من توتنهام.. وسأرحل إذا أراد مانشستر يونايتد إقالتي    المستشار عبد الرزاق شعيب يفتتح صرحا جديدا لقضايا الدولة بمدينة بورسعيد    وزارة المالية تعلن عن وظائف جديدة (تعرف عليها)    محافظ الدقهلية: 1522 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بقرية ابو ماضي مركز بلقاس    إجراء طبي يحدث لأول مرة.. مستشفى إدكو بالبحيرة ينجح في استئصال رحم بالمنظار الجراحي    توقعات حالة الطقس اليوم الخميس    بأجر كامل.. تفاصيل إجازة امتحانات العاملين في قانون العمل الجديد    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بأسبوع المطبخ التركي    الهلال يتمم المقاعد.. الأندية السعودية المتأهلة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة    مسلم ينشر صورًا جديدة من حفل زفافه على يارا تامر    بعد انخفاضه لأدنى مستوياته.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الخميس 22 مايو 2025    السعودية تدين وتستنكر تعرض وفد دبلوماسي لإطلاق نار إسرائيلي في مخيم جنين    رئيس جنوب أفريقيا: نرحب بالاستثمارات الأمريكية ونتوقع زيارة من ترامب    مراسم تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة فى تاريخه.. فيديو وصور    كندا تطالب إسرائيل بتحقيق معمّق في واقعة إطلاق النار على دبلوماسيين بالضفة الغربية    اليوم.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل بالمحافظات    الهلال ينجو من خسارة جديدة في الدوري السعودي    كيف تغلبت ياسمين صبري على التصميم الجريء لفستانها في مهرجان كان؟ (صور)    حاكم الشارقة يتسلم تكريما خاصا من اليونسكو لإنجاز المعجم التاريخى للغة العربية    28 يونيو.. ماجدة الرومي تحيي حفلا غنائيا في مهرجان موازين بالمغرب    اليوم.. العرض المسرحي "العملية 007" على مسرح قصر ثقافة بورسعيد    "من أجل المنتخبات".. ورش عمل لتطوير مسابقات الناشئين 24 و25 مايو    محافظ الغربية يُشيد بابنة المحافظة «حبيبة» ويهنئها لمشاركتها في احتفالية «أسرتي.. قوتي».. صور    كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    بعد مطاردة بوليسية.. ضبط سيارة تهرب 8 آلاف لتر بنزين قبل بيعها في السوق السوداء بدمياط    وزير الزراعة يحسم الجدل حول انتشار وباء الدواجن في مصر    لحظة وصول بعثة بيراميدز إلى جوهانسبرج استعدادا لمواجهة صن داونز (صور)    في الجول يكشف آخر تطورات إصابة ناصر ماهر    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد تدخل لفض مشاجرة فألقوا على وجهه ماء النار


حبيبة ‬جمال
‬ماء ‬النار ‬تلك ‬المادة ‬الحارقة ‬التي ‬تذيب ‬المعادن، ‬صارت ‬سلاحًا ‬يستخدمه ‬الخارجون ‬على ‬القانون ‬كوسيلة ‬للانتقام؛ ‬بسكبها ‬على ‬الضحايا ‬والأبرياء ‬خلال ‬المشاجرات ‬أو ‬حتى ‬بالتهديد ‬باستخدامها ‬لترويع ‬الضحية، ‬ولما ‬لا ‬وهي ‬سائل ‬سهل ‬شراؤها ‬من ‬المحال ‬التجارية ‬التي ‬تبيع ‬البويات ‬وأدوات ‬البناء ‬المختلفة ‬ولا ‬يخلو ‬شارع ‬أو ‬حارة ‬من ‬محل ‬يبيع ‬مثل ‬هذه ‬الأشياء، ‬بجنيهات ‬قليلة؛ ‬الأمر ‬الذي ‬يتطلب ‬معه ‬سرعة ‬سن ‬قوانين ‬تحظر ‬منع ‬الحصول ‬على ‬تلك ‬المواد ‬الخطرة ‬دون ‬تراخيص، ‬ووضع ‬عقوبة ‬رادعة ‬لاستخدام ‬‮«‬ماء ‬النار‮»‬ ‬فى ‬غير ‬أغراضه، ‬وكما ‬في ‬الحالة ‬التي ‬بين ‬أيدينا ‬هذه ‬وكان ‬الضحية ‬شاب ‬لا ‬ناقة ‬له ‬ولاجمل ‬في ‬المشاجرة ‬التي ‬وقعت ‬في ‬شارعه ‬إلا ‬أن ‬تدخل ‬لتهدئة ‬الأمور؛ ‬فناله ‬ما ‬ناله ‬من ‬تشويه ‬وجهه ‬وضياع ‬عينه، ‬وإلى ‬تفاصيل ‬المأساة.‬
عرف ‬الشقاء ‬منذ ‬صغره، ‬اعتاد ‬أن ‬يساعد ‬أسرته ‬البسيطة، ‬فهو ‬عائلهم ‬الوحيد ‬بعد ‬مرض ‬والده، ‬ذات ‬يوم ‬حلم ‬بغد ‬أفضل، ‬لكن ‬ذلك ‬الغد ‬أصبح ‬مجهولا ‬ومظلمًا، ‬وأصبح ‬ليله ‬كنهاره، ‬بعدما ‬حرم ‬من ‬نعمة ‬البصر ‬وبهجة ‬الحياة ‬على ‬يد ‬من ‬لا ‬يستحق ‬الحياة، ‬على ‬يد ‬شخص ‬ملأ ‬الحقد ‬والكره ‬قلبه، ‬وطغى ‬الانتقام ‬عليه، ‬فأفقده ‬بصره ‬وشوه ‬وجهه ‬دون ‬أي ‬ذنب ‬اقترفه ‬سوى ‬شهامته ‬ورجولته ‬ودفاعه ‬عن ‬شخص ‬ضعيف ‬إذا ‬كنا ‬سنعتبر ‬ذلك ‬ذنبًا ‬يستحق ‬عليه ‬العقاب. ‬
محمد ‬عبدالله، ‬هو ‬بطل ‬القصة، ‬شاب ‬يبلغ ‬من ‬العمر ‬‮18‬ ‬عامًا، ‬يعيش ‬مع ‬أسرته ‬الصغيرة ‬المكونة ‬من ‬أب ‬وأم ‬وشقيقين ‬داخل ‬بيت ‬بسيط ‬بمنطقة ‬بشتيل، ‬بمحافظة ‬الجيزة، ‬بيت ‬تملؤه ‬الطيبة ‬والمودة، ‬هو ‬الابن ‬الكبير ‬لتلك ‬الأسرة، ‬منذ ‬أن ‬فتح ‬عينه ‬على ‬الدنيا، ‬وهو ‬يعرف ‬معنى ‬الشقاء، ‬لم ‬يكن ‬كغيره ‬من ‬الأطفال ‬الذين ‬يحبون ‬اللعب ‬واللهو، ‬وإنما ‬قرر ‬محمد ‬أن ‬يرتدي ‬عباءة ‬المسئولية ‬منذ ‬صغره، ‬والخروج ‬للعمل ‬لمساعدة ‬والده، ‬فعمل ‬مع ‬خاله ‬في ‬ورشة ‬الميكانيكا، ‬محبوب ‬من ‬الجميع، ‬يتميز ‬بالطيبة، ‬رباه ‬والده ‬على ‬الشهامة ‬والرجولة ‬وحب ‬الخير، ‬لم ‬يعلم ‬محمد ‬أنهما ‬سيكونان ‬سببا ‬في ‬فقدان ‬بصره ‬وتشويه ‬جسده ‬وهو ‬في ‬ريعان ‬شبابه.‬
مشاجرة
منذ ‬أكثر ‬من ‬عشرة ‬أشهر، ‬حدثت ‬مشاجرة ‬بين ‬اثنين ‬من ‬جيران ‬محمد، ‬ونتيجة ‬ما ‬تربى ‬عليه ‬لم ‬يتردد ‬في ‬النزول ‬من ‬بيته ‬لفض ‬تلك ‬المشاجرة ‬وإنهاء ‬الخلافات ‬بين ‬الطرفين، ‬بذل ‬مجهودًا ‬كبيرا ‬لإنهاء ‬تلك ‬المشكلة ‬لكنه ‬فشل ‬في ‬ذلك، ‬فكان ‬أحد ‬الطرفين ‬والذي ‬يدعى ‬أحمد، ‬يحمل ‬سلاحا ‬أبيض ‬ويعتدي ‬بالضرب ‬على ‬الطرف ‬الثاني، ‬وفي ‬محاولة ‬من ‬محمد ‬لأخذها ‬منه ‬أصاب ‬أحمد ‬في ‬كتفه، ‬لتصبح ‬المشاجرة ‬مع ‬محمد، ‬وهولم ‬يكن ‬طرفًا ‬من ‬البداية، ‬ولم ‬يكن ‬قاصدًا ‬أن ‬يؤذي ‬أحدًا، ‬فتدخل ‬الأهالي ‬وفضوا ‬تلك ‬المشاجرة، ‬وتم ‬عمل ‬محضر ‬ضد ‬محمد ‬الذي ‬لا ‬ناقة ‬له ‬ولا ‬جمل ‬فيها، ‬حاولت ‬أسرة ‬محمد ‬أن ‬يقنعوا ‬الطرف ‬الثاني ‬بالتنازل ‬عن ‬القضية ‬والصلح، ‬وبعد ‬محاولات ‬منهم، ‬وافقوا ‬على ‬التنازل ‬مقابل ‬المال، ‬فدفعت ‬أسرة ‬محمد، ‬واعتقدوا ‬أن ‬الأمر ‬انتهى، ‬وسوف ‬تسير ‬حياتهم ‬كما ‬كانوا، ‬لكن ‬الطرف ‬الثاني ‬ملأ ‬الحقد ‬قلبه، ‬فطغى ‬الانتقام ‬عليه، ‬وكان ‬يعد ‬الأيام ‬والليالي ‬للأخذ ‬بالثأر، ‬ورغم ‬مرور ‬شهور ‬إلا ‬أنه ‬مازال ‬يفكر ‬في ‬الانتقام ‬بأي ‬شكل ‬كان، ‬حتى ‬أتيحت ‬له ‬الفرصة، ‬وسيطر ‬على ‬عقله ‬الشيطان.‬
يوم ‬الواقعة
استيقظ ‬محمد ‬مبكرًا ‬كعادته، ‬وخرج ‬للعمل ‬داخل ‬الورشة، ‬انهمك ‬في ‬سيارة ‬يعمل ‬على ‬تصليحها، ‬وبعد ‬يوم ‬شاق ‬ومتعب، ‬عاد ‬محمد ‬لبيته ‬ليستريح ‬قليلا، ‬ثم ‬قرر ‬النزول ‬مرة ‬أخرى ‬لشراء ‬جبن ‬من ‬السوبر ‬ماركت، ‬وأثناء ‬ذهابه ‬للمتجر،لاحظ ‬وقوف ‬أحمد ‬بالقرب ‬من ‬المتجر، ‬ولكن ‬لم ‬يحدث ‬حتى ‬ما ‬يدعو ‬للحديث ‬معًا، ‬وفي ‬طريق ‬محمد ‬للعودة ‬نادى ‬عليه ‬أحمد ‬ووقف ‬معه ‬يتحدث ‬في ‬أقل ‬من ‬دقيقة، ‬وفي ‬لحظة ‬غيب ‬فيها ‬الشيطان ‬عقل ‬الجاني، ‬ألقى ‬عليه ‬مياة ‬نار ‬وتركه ‬يصارع ‬الألم ‬ويصرخ ‬بعلو ‬صوته ‬وفر ‬الجاني ‬هاربًا، ‬كل ‬هذا ‬رصدته ‬كاميرات ‬المراقبة ‬الموجودة ‬بالشارع، ‬استيقظ ‬الأهالي ‬مفزوعين ‬من ‬الصوت، ‬فخرجوا ‬مسرعين ‬وكانت ‬الصدمة ‬التي ‬عقدت ‬ألسنتهم ‬من ‬الدهشة، ‬محمد ‬الشاب ‬المحبوب ‬ملقى ‬على ‬الأرض ‬وجسده ‬مشوه ‬تماما، ‬نقلوه ‬سريعًا ‬الى ‬مستشفى ‬قصر ‬العيني ‬ظل ‬بها ‬عدة ‬أيام، ‬ليبلغ ‬الأطباء ‬والدته ‬بأن ‬الابن ‬فقد ‬بصره، ‬نتيجة ‬مياه ‬النار ‬التي ‬أتلفت ‬قرنية ‬عينه ‬والشبكية ‬تمامًا، ‬كما ‬إن ‬هناك ‬حروقًا ‬من ‬الدرجة ‬الثالثة ‬في ‬صدره ‬وذراعيه، ‬بذل ‬الأطباء ‬قصارى ‬جهدهم ‬في ‬محاولة ‬إنقاذه ‬وترقيع ‬جزء ‬من ‬جسده، ‬وفي ‬نفس ‬الوقت ‬كانت ‬الأم ‬في ‬حالة ‬يرثى ‬لها، ‬تجلس ‬على ‬باب ‬غرفته ‬تبكي ‬بدموع ‬عينيها، ‬ترفع ‬يديها ‬للسماء ‬وتدعو ‬أن ‬يشفى ‬نجلها ‬ويعود ‬كما ‬كان.‬
خرج ‬محمد ‬من ‬المستشفى ‬وعاد ‬لبيت ‬أسرته، ‬وظل ‬في ‬الفراش ‬لا ‬يقوى ‬على ‬الحركة، ‬تساعده ‬والدته ‬أثناء ‬دخوله ‬الحمام، ‬تركت ‬عملها ‬لتكون ‬بجانبه، ‬فشقيقاه ‬ما ‬زالا ‬صغيرين ‬لا ‬يقويان ‬على ‬مساعدته، ‬ووالده ‬مريض.‬
محمد ‬أصبح ‬ليله ‬كنهاره ‬بسبب ‬شخص ‬معدوم ‬الضمير، ‬شخص ‬بلا ‬أخلاق ‬أو ‬نخوة، ‬سلبه ‬حياته ‬وبصره، ‬وكل ‬ذلك ‬لشهامته، ‬وحرم ‬أسرته ‬من ‬عائلهم ‬الوحيد، ‬تركهم ‬في ‬عذاب ‬ليل ‬ونهار.‬
زرع ‬قرنية
تواصلنا ‬مع ‬والدة ‬محمد ‬وقصت ‬علينا ‬القصة ‬كاملة ‬كما ‬سردناها، ‬قالت: ‬‮«‬عشنا ‬عمرنا ‬كله ‬لتربية ‬محمد ‬على ‬الشهامة ‬والرجولة، ‬ولكن ‬دفع ‬الثمن ‬غاليًا ‬من ‬حياته، ‬كان ‬سندنا ‬أنا ‬ووالده ‬في ‬الحياة، ‬العكاز ‬الذي ‬من ‬غيره ‬أصبحنا ‬لا ‬نقوى ‬على ‬الحركة، ‬لم ‬يكن ‬له ‬أي ‬عداوات ‬مع ‬أحد، ‬عشنا ‬طول ‬عمرنا ‬نتجنب ‬المشاكل ‬والخلافات، ‬حتى ‬جاءت ‬تلك ‬المشكلة ‬التي ‬لم ‬نكن ‬طرفًا ‬فيها ‬من ‬الأساس، ‬ورغم ‬الصلح ‬ودفع ‬الأموال ‬إلا ‬أنهم ‬كانوا ‬يفكرون ‬في ‬الانتقام ‬حتى ‬حدث ‬ما ‬لم ‬نكن ‬نتوقعه‮»‬.‬
وبنبرة ‬صوت ‬حزينة ‬ودموع ‬تملأ ‬العينين، ‬قالت: ‬‮«‬محمد ‬طول ‬عمره ‬يجري ‬على ‬أكل ‬عيشه ‬بالحلال، ‬كان ‬يساعدنا ‬في ‬مصاريف ‬البيت ‬خاصة ‬بعد ‬مرض ‬والده، ‬كان ‬هو ‬الراعي ‬والسند ‬لنا ‬بعد ‬ربنا، ‬الآن ‬أصبح ‬عاجزًا ‬بعدما ‬فقد ‬بصره، ‬ويحتاج ‬لزرع ‬قرنية ‬وعملية ‬في ‬العين ‬غير ‬عمليات ‬التجميل ‬لجسده ‬الذي ‬أصبح ‬مشوهًا، ‬أمنيتنا ‬بسيطة ‬لكن ‬ظروفنا ‬صعبة ‬لا ‬نستطيع ‬تحمل ‬تلك ‬التكاليف‮»‬.‬
بعد ‬هروب ‬المتهم، ‬تمكن ‬رجال ‬المباحث ‬من ‬تحديد ‬مكانه، ‬وتمكن ‬كل ‬من ‬النقيب ‬وليد ‬كمال، ‬وإبراهيم ‬فاروق، ‬وعبد ‬الحميد ‬مرسي ‬معاوني ‬مباحث ‬قسم ‬شرطة ‬أوسيم ‬من ‬إلقاء ‬القبض ‬عليه، ‬وتولت ‬النيابة ‬التحقيق.‬
وقالت ‬والدة ‬محمد: ‬‮«‬تم ‬استدعاء ‬محمد ‬في ‬النيابة ‬لأخذ ‬أقواله ‬في ‬تلك ‬الواقعة، ‬فأخذته ‬لهناك ‬وحكى ‬لرئيس ‬النيابة ‬عن ‬التفاصيل ‬المؤلمة ‬من ‬البداية ‬وحتى ‬تلك ‬اللحظة، ‬وتسلمت ‬النيابة ‬تقرير ‬مستشفى ‬قصر ‬العيني ‬عن ‬حالة ‬محمد، ‬والفيديو ‬الخاص ‬بلحظة ‬إلقاء ‬مية ‬النار ‬عليه، ‬وأصبحنا ‬ننتظر ‬القصاص ‬العادل ‬وعودة ‬حق ‬ابني‮»‬.‬
واختتمت ‬الأم ‬حديثها ‬بمناشدة ‬وزير ‬التعليم ‬العالي ‬والبحث ‬العلمي ‬والقائم ‬بأعمال ‬وزير ‬الصحة ‬الدكتور ‬خالد ‬عبد ‬الغفاربتبني ‬حالة ‬محمد ‬والنظرإليهم ‬بعين ‬الرأفة ‬والرحمة ‬ومساعدتهم ‬حتى ‬يعود ‬له ‬بصره ‬من ‬جديد ‬ويعودوا ‬لحياتهم ‬الهادئة. ‬
قانوني: ‬تغليظ ‬العقوبة ‬وتقنين ‬استخدامها
مياه ‬النار، ‬أداة ‬جريمة ‬لا ‬تكلف ‬الجاني ‬سوى ‬بضع ‬جنيهات ‬ليلقيها ‬على ‬ضحيته ‬بغرض ‬الانتقام ‬وتكون ‬النتيجة ‬آثار ‬لا ‬تزول ‬بمرور ‬الوقت، ‬ولكي ‬نعرف ‬هل ‬هناك ‬قانون ‬يجرم ‬استخدام ‬مياه ‬النار ‬أو ‬ما ‬هي ‬العقوبة، ‬كان ‬علينا ‬التواصل ‬مع ‬محمد ‬كساب ‬المحامي، ‬فقال: ‬‮«‬القانون ‬لا ‬يوجد ‬فيه ‬توصيف ‬محدد ‬أو ‬تجريم ‬لماء ‬النار، ‬وإنما ‬تندرج ‬تحت ‬تهمة ‬الشروع ‬في ‬القتل ‬او ‬إحداث ‬عاهة ‬مستديمة‮»‬
وفيما ‬يخص ‬العقوبة، ‬قال: ‬‮«‬المادتين ‬240، ‬241 ‬من ‬قانون ‬العقوبات ‬تنصان ‬على ‬أن ‬كل ‬من ‬أحدث ‬بغيره ‬جرحًا ‬أو ‬ضربة ‬نشأ ‬عنها ‬قطع ‬أو ‬انفصال ‬عضو ‬وفقد ‬منفعته ‬أو ‬نشأ ‬عنه ‬كف ‬البصر ‬أو ‬فقد ‬إحدى ‬العينين ‬أو ‬نشأ ‬عنه ‬أى ‬عاهة ‬مستديمة ‬يستحيل ‬درؤها ‬يعاقب ‬بالسجن ‬من ‬ثلاث ‬سنوات ‬إلى ‬5 ‬سنوات.‬
أما ‬إذا ‬كان ‬الضرب ‬أو ‬الجرح ‬صادرًا ‬عن ‬سبق ‬إصرار ‬أو ‬ترصد ‬فيحكم ‬بالسجن ‬المشدد ‬من ‬ثلاث ‬سنوات ‬إلى ‬10 ‬سنوات، ‬أما ‬في ‬حالة ‬انصراف ‬نية ‬الجاني ‬لقتل ‬المجني ‬عليه ‬وخاب ‬قصد ‬الجاني ‬لسبب ‬لا ‬إرادة ‬له ‬فيه ‬يكون ‬القيد ‬والوصف ‬للجريمة ‬هو ‬الشروع ‬في ‬القتل ‬وتصل ‬عقوبته ‬للمؤبد‮»‬.‬
ويرى ‬كساب ‬أنه ‬لابد ‬من ‬تعديل ‬قانون ‬العقوبات ‬وتغليظ ‬العقوبة ‬وتقنين ‬استخدام ‬مياه ‬النار ‬حتى ‬لا ‬تكون ‬مباحة ‬في ‬أيدي ‬الجميع.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.